تسعى وزارة الصحة السعودية إلى إصدار قانون يمنع المصابين بفايروس نقص المناعة «الإيدز» من الزواج من أشخاص سليمين. خصوصاً بعد أن أصدرت هيئة كبار العلماء فتوى تحرم زواج حاملي وحاملات الفايروس من سليمين وسليمات كونه يعد ضرراً. واستندت هيئة كبار العلماء في تحريمها زواج المصاب من امرأة سليمة باعتباره «ينطلي تحت باب تعريض النفس للهلاك، ويخالف الأوامر الشرعية الناصة على ضرورة حفظ النفس، لذا فإنه لولي الأمر مسايرة المصلحة العامة في إلزام المقبلين على الزواج بفحص طبي»، مجيزين في الوقت ذاته «زواج المصابين بالإيدز شريطة أن يكون الضرر غير متعد، بأن يكون الزوجان عقيمين أو أحدهما أو أن يحصل لهما ما لا يحدث معه إنجاب أو ظن غالب الأطباء عدم تأثر الذرية بالمرض». وطالب أعضاء هيئة كبار العلماء بتشكيل لجنة شرعية تختص ب «التحقق من وجود الضرر المتعدي من عدمه، في حال رغبة أي من حاملي فايروس نقص المناعة المكتسب في الزواج». وكشف أستاذ الطب الباطني والأمراض المعدية رئيس لجنة مكافحة العدوى البروفيسور طارق مدني ل «الحياة» ولادة أكثر من 60 طفلاً سليماً من أمهات وآباء مصابين بالإيدز، مضيفاً «بتنا نساعد المصابين على الزواج من مصابات شريطة أن يتطابق الفايروس في حالتيهما، وأن يستجيبا للعلاج». وقال: «إذا تزوج المصاب من مصابة فبإمكانهما عيش حياة طبيعية، ومع استمرار العلاج تلد الزوجة من دون أن يتأثر جنينها بالفايروس بتاتاً، ولدينا الآن نحو 22 عريساً وعروساً»، مشدداً على صعوبة التوفيق بين المصابين والمصابات، إذ تتطلب توافر اشتراطات عدة تتعلق بحال المريض الصحية والنفسية والمادية، وسلوكياته الاجتماعية والدينية، ومدى استجابته للعلاج ومواظبته عليه. ووصف البروفيسور مدني «بعض القطاعات بالسلبية، لأنها تفصل موظفيها وموظفاتها فور علمها بإصابتهم بالفايروس، ما ينمي الشعور السلبي داخلهم ويدفعهم إلى الانحراف ونقل المرض إلى المجتمع، مؤكداً تزايد الإصابات ب «الإيدز» في السعودية «بدليل الكشف عن إصابة جديدة في كل 24 ساعة لحالة سعودية ونحو ثلاث إلى أربع إصابات جديدة لوافدين». وكشف أستاذ الطب الباطني أن وزارة الصحة السعودية خاطبت المقام السامي بطلب إصدار قانون منع الزيجات بين مصابين وسليمات والعكس، وصدر توجيه بتشكيل لجنة لدراسة القرار من الجانبين العلمي والشرعي. تفاعلت معها هيئة كبار العلماء. «إلا أن الهاجس الذي يؤرقنا حالياً يتجلى في موافقة بعض الأسر على تزويج بناتها السليمات من أزواج مصابين بالمرض».