«يوم الحب» في ألمانيا زهرة، وفي إنكلترا قصيدة، وفي اليابان شوكولا تقدمها النساء للرجال، وفي إيطاليا عناق... هذه هي الهدايا الأكثر شيوعاً في المناسبة التي ينتظرها العشاق سنوياً. ويُنسَب الفضل في احتفال أوروبا ب «يوم الحب» إلى إنكلترا التي تعد البلد الأقدم الذي يحتفل بالمناسبة. ففي القرن الخامس عشر احتفلت إنكلترا ب «يوم الحب» وكانت الهدية قصيدة. أما ألمانيا فلم تعرف هذه المناسبة على المستوى الشعبي إلا في عام 1950، أي بعد الحرب العالمية الثانية. ولا يقتصر الاحتفال بهذا اليوم في ألمانيا على المراهقين أو الشباب، بل يشمل أيضاً المسنين. وكشف أحد الإحصاءات أن 68 في المئة من الألمان الذين تراوحت أعمارهم بين 18 و65 سنة، يفضلون الهدايا في المناسبة، فيما 8 في المئة لا يفضلونها، و28 في المئة لا تشكل لهم الهدية فارقاً. تبدأ أجواء «فالنتاين» في ألمانيا مبكراً. فتتزين الشوارع وواجهات المحال التجارية باللون الأحمر... والعروض التي لا تنتهي من الهدايا. كل ما في المدن يحضّ الناس على الشراء والاحتفال بالمناسبة. وغالباً ما تكون المرأة هي المحور الذي تدور حوله الهدايا. لكن إحدى الدراسات الحديثة، والتي تناولت أهم الهدايا التي ترغب المرأة في الحصول عليها للمناسبة، تكشف عكس المتوقع. فغالبية النساء كانت أمنيتها أن يطبخ لها الشريك في ليلة «يوم الحب» ويحضّر لها العشاء، فيما رغبت 2 في المئة من النساء في بطاقة حب للمناسبة، وأرادت 8 في المئة منهن هدية صغيرة على شكل قلب. أما الدعوة إلى عشاء رومانسي في أحد المطاعم، فكانت رغبة 19 في المئة من الألمانيات، فيما اكتفت 10 في المئة منهن برسالة محبة تصل إليهن عبر الموبايل، و5 في المئة طلبن دمية دبّ صغيرة، و3 في المئة اقتصرت أمنيتهن على وردة حب. وتتولى طائرة من شركة «لوفتهانزا» للمناسبة نقل أكثر من ألف وردة حمراء (روزي) من أفريقيا، موطنها الأصلي، إلى ألمانيا. وتقول سابينه (38 سنة) إن المناسبة تذكّرها بوحدتها، إذ يضيق صدرها من «مظاهرها الضاغطة»، بحسب تعبيرها. أما المراهقة ساندي (14 سنة) فلا تتجاوز أحلامها اعتراف الحبيب بحبه لها. وهذا ما تطلبه أيضاً صديقتها كاترين. في المقابل، ينبع اهتمام الرجال بالمناسبة من اهتمام النساء بها. ويقول غونتر، وهو رجل ثلاثيني: «لا أعرف مصدر كل هذا الضجيج، إنه «يوم الحب» نعم، ولكن لماذا علينا أن نحتفل بالحب ليوم واحد محدد ورسمي، من دون سواه من أيام السنة. لا أفهم هذا». ويعلّق صديقه مازحاً: «كل ما يعنيه لي العيد، أنه عليّ دفع مبلغ مالي لشراء هدية بسيطة لحبيبتي، بالإضافة إلى دعوة إلى العشاء، من أجل إرضائها». السيدة سيغلندا البالغة من العمر سبعين سنة تقول: «هذا العيد ليس تقليداً لدينا، في السابق كان يعنينا نحن النساء، عيد المرأة، ولكن الزمن تغير، وأضيفت إلى أعياد ألمانيا، مناسبات جديدة، ولكن ليس للذين من عمري». بينما تقول سيدة أخرى: «لم أكن أحتفل به من قبل، ولكن حفيدي يصر، في كل سنة على إقامة احتفال كبير في هذا العيد، ويدعوني مع جده إليه، أنه أمر مفرح». بين القبول أو الرفض، قلة من العشاق من يستطيعون تجاهله، فإن لم يعن للاثنين، فهو يعني لأحدهم على الأقل.