تثير مناسبة عيد الحب (فالنتاين) حرجاً لدى الرجال المتزوجين بأكثر من امرأة. وينتشر في اليمن تعدد الزوجات بالتوازي مع زواج القاصرات. وعادة ما يصطدم الناشطون المطالبون بإقرار تشريعات تقيّد هذه الظاهرة بجدار من الممانعة المجتمعية خصوصاً داخل مجلس النواب. وتضطر مدافعات عن حقوق المرأة الى قبول الزواج من رجل متزوج تحت ضغوط النظرة الاجتماعية إلى العانس. وعلى رغم انخفاض عدد اليمنيين واليمنيات الذين يحتفلون بمناسبة عيد الحب أو يولونها اهتماماً، فإن اللافت هو الحرج الذي قد تثيره المناسبة لدى الرجال المتزوجين بأكثر من امرأة، خصوصاً أولئك الذين دأبوا على الاحتفال بالعيد ولو من خلال تقديم هدايا. ويتهرب حسين (40 سنة) من إعطاء إجابة عن سؤال حول طبيعة الشعور الذي يمكن أن يتبادله مع زوجتيه في مناسبة عيد الحب وعما إذا كان يقدم هدايا لزوجتيه أو لإحداهما فقط. ويكتفي بالقول: «دعك من هذا الأمر»، مشيراً إلى أن عيد الحب لم يترسخ بعد في اليمن. وثمة من يوافق على الحديث في الموضوع شريطة عدم كشف هويته. ويقول خريج جامعي تزوج حديثاً بامرأة ثانية، تعرف اليها خلال نشاطات اجتماعية يشارك فيها، «إن المناسبات مثل مناسبة عيد الحب هي في الأساس عادات اجتماعية، أي انها رمزية أصلاً، ولا تعكس بالضرورة مشاعر حقيقية»، مشبهاً غيابها ببعض العادات كزيارة المرضى وتقديم العزاء وحضور حفلات الزفاف. ويوضح: «نفعل هذه الأمور من باب العادة ومتطلبات النفاق الاجتماعي، من دون ان يعني ذلك أننا فعلاً نحمل مشاعر حزن أو فرح». وتلعب «العنوسة» بين المتعلمات خصوصاً، دوراً كبيراً في تسليم المرأة بوضع الزوجة الثانية. ولا تقتصر ظاهرة تعدد الزوجات على العامة والفئات المحافظة بل وتنتشر بين النخب الحديثة والمتعلمين مثل أساتذة الجامعات والصحافيين ونشطاء اجتماعيين. واذا كان البعض يزعم أن عيد الحب تقليد وافد، فإن تهربهم من الإجابة عن موقف المتزوج باثنتين ينسحب على المناسبات الأخرى في التعبير عن حبه لزوجاته. ويركز محمد، أستاذ في جامعة صنعاء، ومتزوج بامرأتين، على أهمية العدل في العطايا ومنها الهدايا. ويقر بصعوبة العدل في المشاعر. ويعتبر الفصل بينهما أفضل، كتنظيم لكل منهما نزهة لها ولأولادها. ويعتبر ان للزواج بأكثر من واحدة مزاياه وبخاصة في تنافس الزوجات على خدمته. ويبدي اليمنيون ذكوراً وإناثاً تردداً وحرجاً في الإفصاح عن مشاعرهم نحو الآخر. ويزداد الأمر سوءاً عند النساء. وغالباً ما تتناول طرائف ونكات طريقة اليمنيين في التعبير عن مشاعرهم، وتحت عنوان «عيد الحب في اليمن»، نشر احد المنتديات على شبكة الانترنت صوراً لحمار وقد أُلبس رداء وردياً علامة الاحتفال بعيد فالنتاين. ومع انتشار الفقر والنقص الحاد في الغذاء صار البعض يتهكم قائلاً: «نشتي عيد للحَب» (أي الحبوب)، وتفيد نكتة ان «احدهم حب فطحنوه». ويشتد حرج المتزوجين بأكثر من امرأة، مع السؤال في منزل أي من زوجاته يبيت يوم 14 شباط (فبراير)، وثمة منهم من يجيب ساخراً: «على الزوج المحب أن يغادر المدينة في هذا اليوم».