أعلنت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن محادثاتهما في فيينا أمس، لم تبدّد «خلافات مهمة» في شأن كيفية تسوية «مسائل عالقة» تتصل بالبرنامج النووي لطهران التي اتهمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتكثيف جهودها لامتلاك سلاح ذري. وعُقدت المحادثات في مقر البعثة الإيرانية، ومثّل طهران مندوبها لدى الوكالة علي أصغر سلطانية، وللجانب الآخر رئيس مفتشي الوكالة هرمان ناكيرتس الذي قال بعد اللقاء: «المناقشات كانت مكثفة، ولكن تبقى خلافات مهمة بين إيران والأمم المتحدة، حالت دون التوصل لاتفاق». وأشار إلى أن الجانبين «لم يخططا لاجتماع آخر». أما سلطانية فاعتبر أن المحادثات حقّقت تقدّماً، ولكن بقيت خلافات بين الطرفين. وكان سلطانية قال لدى وصوله إلى مكان اللقاء: «نتوقّع تقدماً خلال الاجتماع. مواصلتنا المحادثات يشير إلى تصميمنا على التوصل إلى نتيجة إيجابية، إذ يحاول الطرفان ردم الهوة بينهما». أما ناكيرتس فأشار إلى أن الوكالة «تريد التوصل إلى اتفاق حول مقاربة منظّمة لتسوية المسائل العالقة المتصلة بالبرنامج النووي الإيراني»، مضيفاً: «سنسأل الإيرانيين إلى أين وصلوا في ردودهم على طلباتنا بدخول مجمّع بارشين» العسكري حيث تشتبه الوكالة بتنفيذ اختبارات سرية فيه لصنع سلاح نووي. وثمة صور التقطتها أقمار اصطناعية، أظهرت أن إيران «تنظّف» المجمّع، لإزالة أي أدلة على أي نشاط نووي محتمل. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ديبلوماسي غربي قوله: «لا أرى أي فائدة في دخول بارشين الآن، بعد تنظيفه». ولم يبدِ المدير العام للوكالة يوكيا أمانو تفاؤلاً بنتيجة المحادثات، إذ قال: «لا يمكنني أن أقول متى نتوصل الى اتفاق». وأتى الاجتماع قبل إصدار الوكالة الأسبوع المقبل، تقريراً فصلياً جديداً عن الملف النووي الإيراني، سيناقشه مجلس محافظيها الشهر المقبل. وكانت الوكالة تحدثت للمرة الأولى، في تقرير أصدرته في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عن مؤشرات إلى محاولة إيران صنع سلاح ذري. وحضّ سباستيان برابان، مساعد الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، إيران على «الامتناع عن تفويت الفرصة الماثلة أمامها»، مضيفاً: «نتوقع منها اتخاذ تدابير ذات مغزى، لبناء ثقة مع المجتمع الدولي». تزامنت المحادثات في فيينا مع اتهام نتانياهو طهران بتكثيف جهودها لامتلاك سلاح نووي، إذ قال خلال لقائه السناتور الجمهوري مايك رودجرز الذي يزور الدولة العبرية: «بالأمس فقط، تلقينا أدلة إضافية على أن إيران تواصل إحراز تقدّم متسارع نحو امتلاك سلاح نووي، متجاهلة تماماً مطالب المجتمع الدولي». أتى ذلك بعدما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر ديبلوماسية إن إيران ركّبت مئات من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم.