استعاد مسؤولون ايرانيون لغة تشاؤم حذر، تزامنت مع استئناف المحادثات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وقبل الجولة المقبلة في بغداد من محادثاتها مع الدول الست المعنية بملفها النووي. ووصفت وسائل إعلام ايرانية سعي دوائر غربية الى إثارة مسألة مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، بأنها «خطوة شيطانية» تستهدف التأثير في أجواء اجتماع بغداد، فيما حذر سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي قادة غربيين من مواصلتهم سياسة «استراتيجية الضغط وطرح ادعاءات واهية»، داعياً الي «توخي الدقة في بعض التصريحات غير البناءة». وشدد على أن «أي سوء تقدير من الغرب، سيحول دون نجاح المحادثات». أما الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست فقال إنه غير متأكد من حدوث تغيير في مواقف الدول الغربية إزاء الملف النووي الايراني، لكنه ربط امتناع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) عن طرح شروط مسبقة خلال اجتماع اسطنبول، بمشاكل اقتصادية تعاني منها، وتطورات اقليمية، اضافة الي النفوذ الايراني المتزايد في المنطقة. وأضاف ان بلاده ترحّب بمحادثات على أي مستوي، «اذا كان الغرب جدياً في تعاونه في اجواء ايجابية»، مشدداً على أن «الشعب الايراني يرفض أي نوع من الابتزاز، ويرحّب بحوار منطقي يستند الي حقائق ووقائع». وتعتقد مصادر في طهران بأن تصريحات جليلي ومهمان برست تدخل في اطار رغبة ايران في توجيه رسالة واضحة للغرب، بعدم إفشال محادثات فيينا وتعزيز الأجواء الايجابية التي تخدم محادثات بغداد. وقالت مصادر ايرانية ل «الحياة» إن طهران لا تمانع من دخول مفتشي الوكالة الذرية مجمّع بارشين، «اذا لمست حسن نيات لدى الوكالة والغرب». وتعتقد ايران بأن اثارة مسألة بارشين قبل اجتماع بغداد، يدخل في إطار الضغط عليها، «لأن فرق التفتيش كانت دخلت المجمّع عامي 2005 و2006، وتأكدت من خلوّه من أي نشاط نووي، بعد فحص العينات المأخوذة من الموقع». وترجّح ايران مناقشة الأسئلة التي تريد الوكالة الذرية أجوبة في شأنها، في إطار اجتماع بغداد، لأنها تعتقد بوجوب ان يساهم ذلك في رفع العقوبات المفروضة عليها.