أحيا الإيرانيون أمس، الذكرى الرابعة والثلاثين للثورة، فيما أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد استعداده لحوار مباشر مع الولاياتالمتحدة، إن أوقفت ضغوطها على بلاده. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن «مسيرة مليونية» في طهران انطلقت من عشر طرق رئيسة وصولاً إلى ساحة آزادي (الحرية) غرب العاصمة، والتي تُعتبر «رمزاً» للثورة. وأضافت أن «930 مدينة و4 آلاف قرية واكبت» الاحتفالات. وفي طهران، رفع متظاهرون أعلاماً إيرانية وصوراً لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني والمرشد علي خامنئي، مرددين «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل» و«صامدون حتى النهاية». وأصدر المتظاهرون بياناً أكد أن «الشعب الإيراني ما زال يعتبر أميركا العدو الأول»، مضيفاً أن «الطرح المكرر للساسة الأميركيين، بمعاودة الحوار مع إيران، مع تشديد الحظر والتهديد، هو ورقة نجاة للأميركيين للتغطية على فشل البيت الأبيض». وشدد على أن حواراً مشابهاً «يتعارض مع المصالح العامة للبلاد، وسيفتح الباب لسيطرة أميركا مجدداً، ما يُعتبر خيانة للمثل العليا للقيادة والشهداء». نجاد واعتبر نجاد أن «الثورة في إيران لا تعرف الجغرافيا وشعباً خاصاً، بل تشمل الإنسان وكانت يقظة وصحوة للإنسانية». ورأى في خطاب في ساحة «آزادي»، أن «الثورة وولاية الفقيه هما الممهدتان لخلاص البشرية». وتطرّق إلى مسألة الحوار المباشر مع الولاياتالمتحدة، فقال مخاطباً القادة الأميركيين: «تغيير اللهجة ضروري، لكنه ليس كافياً. لا يمكنكم تصويب أسلحة نحو الأمة الإيرانية، ثم تتوقعون منها عقد مفاوضات معكم. يجب ألا تُستغل المحادثات، بصفتها وسيلة لفرض آراء جهة. أوقفوا تصويب أسلحتكم نحو الأمة الإيرانية، وسأتفاوض معكم شخصياً». وأضاف نجاد: «الشعب الإيراني لن يتراجع عن مبادئه قيد أنملة، ولا يمكن أحداً أن يفرض إرادته عليه. فعلتم كل شيء لمنعنا من أن نصبح (بلداً) نووياً، لكننا أصبحنا كذلك. أفضل حلّ هو التعاون والتفاهم، من خلال حوار في إطار الاحترام والعدالة، لا تحت ضغط». وزاد: «إيران باتت دولة نووية، وستطلق قريباً قمراً اصطناعياً يبلغ مداه 36 ألف كيلومتر». وأشار إلى أن بلاده تصدّر الآن 2.5 مليون برميل نفط يومياً، علماً أن أرقاماً أفادت بأن إيران صدّرت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي 1.4 مليون برميل يومياً. أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فاعتبر أن «الشعب الإيراني جدّد، من خلال المسيرات الجماهيرية، البيعة مع مبادئ الثورة والإمام الخميني». وأردف خلال مشاركته في مسيرات ذكرى الثورة في مدينة قم: «في وقت نشهد آخر الخدع والمغامرات الأميركية، يثبت الشعب الإيراني أن العقوبات الغربية لم ولن تنال من إرادته، وعلى الغرب وأميركا تغيير سلوكهم المغامر والمراوغ إزاء الشعب الإيراني، كما على الدول الغربية أن تقدّم مطالب متوازنة». ورجّح الجنرال يحيى رحيم صفوي، مستشار الشؤون العسكرية لخامنئي، «تحوّل القوة الإسلامية قوة عالمية جديدة في هذا القرن»، معتبراً أن «إيران ستكون محور هذه القوة ومركز ثقلها». وقال خلال مسيرة أحيت ذكرى الثورة في مدينة بندر عباس: «تسير الثورة وأفكار الإمام الخميني في أفق أوسع من زمانها ومكانها، وساهمت في تغيير تاريخ المنطقة ومسار التطورات الإنسانية، كما شكّلت منعطفاً لمستضعفي العالم وخلاصاً للمسلمين من هيمنة الحكومات الفاسدة والمستبدة».