طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – شهدت مسيرات إحياء الذكرى الواحدة والثلاثين للثورة الإيرانية اشتباكات بين أجهزة الأمن وأنصار للإصلاحيين، تخللها اعتداء على اثنين من قادة المعارضة، فيما أعلن الرئيس محمود أحمدي نجاد أن بلاده أنتجت أول شحنة من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة. وغصت ساحة آزادي (الحرية) والشوارع المجاورة في طهران بحشود ضخمة، رفع خلالها المشاركون أعلاماً إيرانية وصوراً للإمام الخميني ومرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ويافطات كُتب عليها: «الموت لإسرائيل» و «الموت لأميركا». وبين المشاركين رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني. وأصدر المشاركون في المسيرات بياناً شدد على أن «مبدأ ولاية الفقيه هو محور وحدة الشعب الإيراني وضمان سلامة النظام الإسلامي»، مطالباً القضاء ب «التصدي بحزم لمثيري أحداث الشغب». وأضاف أن سياسة «دعم الفصائل الجهادية والمقاومة مثل حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، بمثابة واجب ديني ووطني». وأفاد موقع «كلمة» الإلكتروني المعارض بأن أجهزة الأمن أطلقت قنابل غاز مسيل للدموع، على متظاهرين حاولوا الوصول الى ساحة «آزادي»، مرددين هتافات «الموت للديكتاتور». وأضاف الموقع أن الشرطة وعناصر ميليشيات «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) انتشروا في وسط طهران حيث اشتبكوا مع متظاهرين في أماكن متفرقة، مشيراً الى اعتقال عدد غير محدد من المحتجين. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن شهود قولهم إن شرطة مكافحة الشغب أطلقت كرات طلاء على مئات المتظاهرين في العاصمة، فيما أفاد موقع «غرين فويس» الإصلاحي بأن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية على مؤيدين لزعيم المعارضة مير حسين موسوي وسط طهران. وأورد موقع «جرس» أن قوات الأمن الإيرانية احتجزت لفترة وجيزة زهرة إشراقي حفيدة مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني وزوجها محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي. وأفاد موقع «راه سبز» الإصلاحي بأن سيارتي زعيمي المعارضة محمد خاتمي ومهدي كروبي تعرضتا لهجوم من قبل أشخاص يرتدون لباساً مدنياً، أثناء توجههما للمشاركة في التظاهرات. وأشار نجل كروبي الى إصابة عدد من حراس والده بجروح. وحظرت السلطات على الصحافيين الأجانب تغطية المسيرات، وتم حصرهم في منصة رسمية في ساحة «آزادي» للاستماع الى خطاب نجاد. في الوقت ذاته، كانت شبكة الإنترنت بطيئة جداً، فيما قُطعت خطوط الهاتف الخليوي، كما قال مستخدمون لخدمة البريد الإلكتروني في «غوغل» انهم لم يستطيعوا استخدامه منذ الأسبوع الماضي. وفي السياق، أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن السلطات الإيرانية أوقفت بريد «غوغل»، معلنة انها ستطلق قريباً خدمة بريد محلية. وألقى نجاد خطاباً أمام الحشد في ساحة «آزادي»، قال فيه: «أريد أن اعلن بصوت مرتفع هنا، أن الشحنة الأولى من الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة أُنتجت وسُلّمت الى علمائنا». وتساءل: «لماذا يعتقدون (الغربيون) أن نسبة 20 في المئة تطرح مشكلة؟ لدينا في ناتانز الآن القدرة على تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى بكثير من نسبة 20 في المئة وحتى أكثر من 80 في المئة، لكننا لن نفعل لأننا لسنا في حاجة الى ذلك». وزاد: «أعطونا وقوداً من دون شروط. إننا مستعدون لشراء وقود من أي دولة تعطينا إياه، ونحن مستعدون حتى لشرائه من الولاياتالمتحدة». وشدد نجاد على أن «الأمة الإيرانية شجاعة الى درجة انها إذا أرادت يوماً إنتاج قنابل نووية، ستعلن ذلك علناً من دون خوف». وأشار الى أن بلاده «تنتج يومياً في ناتانز بضعة كلغ من اليورانيوم (المخصب بنسبة 3.5 في المئة)، لكننا قريباً سنضاعف إنتاجنا ثلاث مرات». واعتبر الرئيس الإيراني أن نظيره الأميركي باراك أوباما «يحبط الجميع. انه للأسف يضيّع فرصاً ولا يتحرك في شكل صحيح ويسير في طريق يتعارض مع مصالحه الشخصية ومصالح الشعب الأميركي، ويخدم حفنة من الصهاينة الوحشيين». وقال: «للأسف فإن الأمل في التغيير (في الولاياتالمتحدة) يتحول الآن سريعاً الى يأس». وأضاف إن «الصهيونية ستنهار قريباً»، معتبراً أن القوى الغربية «تريد الهيمنة على المنطقة، لكن الشعب الإيراني لن يسمح لها بذلك».