أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمس أن عدداً كافياً من القوات الأميركية سيبقى في أفغانستان بعد عام 2014 لإنجاز المهمة المؤلفة من ثلاث مراحل، التي اتفق عليها الحلفاء في قمة حلف الأطلسي التي عقدت العام الماضي في شيكاغو. وأوضح ديمبسي أنه لا يعلم ما إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما سيعلن عن حجم القوة التي ستبقى في أفغانستان بعد عام 2014 في خطابه المقبل في شأن حالة الاتحاد، لافتاً إلى أن الإعلان عن كيفية إدارة القوات هذه السنة «لا بدّ من أن يتم قريباً جداً لأننا ببساطة دخلنا في الشهر الثاني» من العام. وقال مسؤولون إنه سيُتخذ قرار في شأن حجم القوة الأميركية التي ستبقى بعد عام 2014 قبل أي إعلان في شأن سرعة الانسحاب في 2013. ويتوقع أن تتسلم القوات الأفغانية الدور الأمني القيادي في الربيع المقبل. وتعتزم القوات الدولية تسليم المسؤولية الأمنية الكاملة إلى الأفغان في عام 2014 مع انسحاب معظمهما. وكان ديمبسي يتحدّث إلى صحافيين وهو في طريقه إلى أفغانستان لحضور مراسم تبديل قيادة قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف)، التي سيتولاها الجنرال جوزيف دنفورد خلفاً لنظيره جون ألين. وقلل ديمبسي من الاحتمال الذي لمّح إليه مسؤولون في البيت الأبيض بأن الولاياتالمتحدة قد تفكر في «الخيار صفر» الذي يعني سحب القوات كلها من أفغانستان، نافياً أن يكون أحد اقترح عليه ذلك، لافتاً إلى أنه «لن أوصي أبداً بالخيار صفر»، الا في حال فشل الجانبين في التفاوض في شأن اتفاق أمني ثنائي على غرار ما حصل في العراق. وأضاف ديمبسي: «هذا هو السبب في أن الاتفاق الأمني الثنائي مهم للغاية، لأننا لو توصلنا إليه قريباً، فإنه سيبدد المخاوف المتعلقة باستمرار وجودنا هناك»، جازماً بأن أوباما ونظيره الأفغاني حامد كارزاي يريدان استكمال اتفاق أمني ثنائي بحلول الربيع إن أمكن. هجوم في هلمند على صعيد آخر، أفادت مصادر متطابقة بأن ستة أشخاص من عائلة واحدة قتلوا ليل الجمعة - السبت على أثر انفجار سيارتهم بلغم يدوي الصنع في جنوبأفغانستان. وقال ناطق باسم السلطات المحلية أحمد زيراك إن أربعة رجال، إثنان منهم طاعنان في السن، وإمرأتين قتلوا في الانفجار الذي حصل في إقليم نادي علي الأكثر اضطراباً في البلاد، والواقع في ولاية هلمند. وأكد هذه الحصيلة محمد إسماعيل هوتال أحد مسؤولي أجهزة الأمن في هلمند. وتعتبر القنابل اليدوية الصنع مع الهجمات الانتحارية السلاح المفضّل لعناصر حركة «طالبان» الناشطين خصوصاً في جنوبأفغانستان وغربها. وقبل نحو أسبوع قتل خمسة مدنيين وشرطيان في تفجير عبوة يدوية الصنع في هلمند. على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال اتصال أجراه بالرئيس الأفغاني حميد كارزاي دعم واشنطن القوي والمستمر لقيام أفغانستان مستقرة وآمنة، مجدداً التزام بلاده بالمصالحة وبدور مجلس السلام الأعلى الأفغاني ودعم تطلعات الأفغان نحو انتخابات حرة وعادلة وشاملة في السنة المقبلة. وناقش الجانبان التقدّم الذي أُحرز في مفاوضات الاتفاق الأمني الثنائي بين واشنطنوكابول. كما أعرب كيري عن توقه للعمل عن كثب مع الرئيس الأفغاني فيما يمضي البلدان في بناء شراكة دائمة خلال الفترة الانتقالية وبعدها.