كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - قتل جندي من قوات الحلف الاطلسي (ناتو) في افغانستان في انفجار لغم يدوي الصنع في جنوب البلاد أمس، ما رفع الى 438 عدد الجنود الاجانب الذين قتلوا في افغانستان منذ مطلع السنة في مقابل 520 العام الماضي. وفي ولاية خوست (شرق)، سقطت افغانية خلال عملية نفذتها قوات الحلف ضد متمردين من «شبكة حقاني»، واستهدفت قيادياً في «شبكة حقاني» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وأوضح الحلف ان جنوده اقتربوا من مزرعة حين رأوا بندقية موجهة من نافذة غرفة فأطلقوا النار. وقال: «لدى دخولهم الغرفة وجدوا امرأة مقتولة وأخرى مصابة بجروح طفيفة. وكان قرب القتيلة رشاش كلاشنيكوف». على صعيد آخر، عاد السناتور الاميركي جون كيري في شكل مفاجئ من باكستان إلى افغانستان للقاء الرئيس حميد كارزاي من اجل حضه على المرونة في شأن مهلة الاربعة شهور التي حددها الرئيس الافغاني لحل شركات الامن الخاصة. وقال فريد جونز الناطق باسم كيري: «عاد السناتور كيري الى كابول في اطار مسعاه المستمر لتقويم الاوضاع على الارض، واستكمال اجتماعاته مع الرئيس كارزاي ومسؤولين اميركيين. كما سيزور الجنود الاميركيين». وكانت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) وصفت الإطار الزمني الذي حدده كارزاي بأنه «ينطوي على تحدٍ كبير»، علماً ان كيري كان حض كارزاي خلال لقائهما الثلثاء الماضي على العمل في شكل اكثر جدية لمكافحة الفساد وتحسين الحكم في البلاد. الى ذلك، افادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن الرئيس كارزاي تدخل شخصياً لاطلاق المستشار المقرب منه محمد ضياء صالحي بعدما كان اعتقل في قضية فساد، وبسبب اتصالات هاتفية أجراها مع عناصر «طالبان». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين افغان رفيعي المستوى مطلعين على القضية طلبوا عدم كشف اسمائهم قولهم إن «وزير العدل الافغاني كان صادق على توقيف المستشار». ورفض وحيد عمر الناطق باسم الرئيس التعليق على هذه الأنباء، لكن محامي كارزاي نفى اي تدخل في القضية، علماً ان صالحي اوقف بعد اشهر على تحقيقات اجراها محققون أفغان وفريق من الشرطيين دربتهم الوكالة الاميركية لمكافحة المخدرات وخلية حكومية اميركية متخصصة. وأشارت الصحيفة الى ان الرئيس كارزاي تدخل لدى فتح الشرطة تحقيقاً بتهمة الفساد في حق صالحي و «ربما معاونين آخرين لكارزاي داخل القصر الرئاسي». ويخضع الرئيس الافغاني لضغوط شديدة من الدول الغربية الداعمة له لحضه على مكافحة الفساد المتفشي في بلاده، علماً ان منظمة الشفافية الدولية صنفت افغانستان ثاني بلد اكثر فساداً بعد الصومال التي تعمها الفوضى. وكان كارزاي امر مطلع الشهر الجاري النيابة العامة بالتدقيق في نشاطات هيئتين افغانيتين لمكافحة الفساد مدعومتين من المجتمع الدولي، وهما «مجموعة مكافحة الجريمة المنظمة» و «مكتب التحقيقات الخاصة». وأعلن المدعي العام الافغاني محمد اسحق الكو حينها ان عمل الهيئتين يجب ان يطابق القيم الافغانية». وأشارت «واشنطن بوست» الى ان الجدل الذي احاط بالهيئتين اثار «ازمة قد تكون الاخطر منذ مطلع السنة في العلاقات بين افغانستان والولايات المتحدة». وبحثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مع كارزاي في السادس من الشهر الجاري اهمية وجود هيئات لمكافحة الفساد مدعومة من الغربيين في البلاد. على صعيد آخر، اعلنت الشرطة الافغانية أمس، مقتل 30 حارس امن وجرح 15 آخرون في مواجهات اندلعت مع مقاتلي حركة «طالبان» في منطقة سانغين ولاية هلمند (جنوب) وتبنى ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم «طالبان»، الهجوم، مؤكداً ان المتمردين سيطروا على 30 حاجزاً امنياً، وقتلوا اكثر من 50 حارساً»، علماً ان مقاتلي الحركة يبالغون عادة في الارقام المتعلقة بضحايا الهجمات. وقال موظف في شركة لشق الطرق يعمل فيها الحراس القتلى، إن «المعارك كانت عنيفة جداً. وما زالت حوالى عشرين جثة في موقع الهجوم».