كلف قادة الدول الأوروبية وزراء خارجيتهم البحث، في اجتماع المجلس الوزاري المقرر في بروكسيل في 18 شباط (فبراير) الجاري في «كل الخيارات» لدعم المعارضة السورية ومساعدتها لتوفير «دعم حماية المدينين»، بما يتضمن «مراجعة وتقويم» نظام العقوبات على سورية بما في ذلك حظر تصدير السلاح إليها. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان «الاتحاد الأوروبي لن يرفع الحظر عن الأسلحة المرسلة إلى المعارضين السوريين طالما أن إمكانية الحوار السياسي لتسوية الأزمة قائمة». ودعا القادة، في بيان صدر في ختام اجتماعهم في بروكسيل مساء الجمعة، إلى «وقف فوري للعنف» في سورية مع التعبير عن القلق البالغ إزاء «الخرق الواسع والممنهج» لقوانين حقوق الإنسان الدولية التي يتحمل النظام السوري «المسؤولية الرئيسية عنها». كما عبر القادة عن دعمهم جهود المبعوث المشترك الأخضر الابراهيمي ل «إنجاز حل سياسي»، معبرين عن «دعم تطلعات الشعب السوري المشروعة والائتلاف الوطني السوري ممثلاً شرعياً للشعب السوري». وفي ختام القمة، التي خصصت لإقرار الموازنة للسنوات السبع المقبلة، جرى تقويم ل «الربيع العربي» بعد مرور نحو عامين تضمن تخصيص تقويم تفصيلي للوضع في البحرين واليمن والجزائر وتونس والأردن والمغرب وسورية. وذُكر أن اجتماع المجلس الوزاري لأوروبا سيتناول ثلاثة ملفات رئيسية أولها العقوبات المفروضة على قطاعات النفط ومسؤولين ورجال أعمال سوريين ومؤسسات حكومية، وأنه في هذا السياق سيطرح موضوع رفع الحظر على تصدير السلاح إلى سورية الذي تنتهي مدته في نهاية الشهر الجاري. ولا تتوافق الدول الأوروبية إزاء موضوع رفع الحظر، إذ تدعو بريطانيا، إلى ضرورة إزالته أو تعديله بما يسمح بتصدير بعد المعدات غير القاتلة إلى المعارضة، في مقابل رفض قوي من قبل أخرى مثل النمسا واليونان على أساس اعتقاد ممثلي الدولتين أن في سورية «ما يكفي من السلاح». وكان لافتاً، تصريح الرئيس الفرنسي على هامش القمة من أن موضوع رفع الحظر «لم يطرح للنقاش» خلال اجتماعات المجلس الأوروبي»، معتبراً أن «الحظر لا يمكن رفعه، كما يرى بعض البلدان، إلا إذا تأكد لنا انه لم تعد هناك أي إمكانية للحوار السياسي». وأوضح الرئيس الفرنسي أن المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي «ما زال متمسكاً بفكرة اجراء حوار سياسي» على رغم «الخلاصة المزعجة التي توصل إليها حول الوضع في سورية». ويتوقع أن يتجه الوزراء الأوروبيون إلى تمديد حظر السلاح ثلاثة اشهر إضافية لإعطاء فرصة ل»الحل السياسي» وجهود الابراهيمي. وكان الموضوع الثاني في الاجتماع الأوروبي زيارة الابراهيمي بحيث انه سيشارك في الاجتماع لعرض نتائج اتصالاته مع الأطراف السورية والدولية إزاء الأزمة. ويمكن أن يعلن المجلس دعم جهود الابراهيمي للوصول إلى حل على أساس «بيان جنيف»، بعد الاستماع إلى تقرير سيقدمه أثناء غداء عمل في بروكسيل. وتبحث أوروبا إمكانية دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب إلى الاجتماع.