هدم الجيش الإسرائيلي صباح أمس قرية احتجاجية خامسة أقامها ناشطون فلسطينيون ومتضامنون أجانب على أراض مصادرة شرق بلدة يطا في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية. ووزع الناشطون صوراً للجنود الإسرائيليين وهم يهدمون خيام القرية التي أطلقوا عليها اسماً تاريخياً هو «كنعان»، وهو اسم الشعوب التي سكنت أرض فلسطين في العصور القديمة، والذي يقول مؤرخون إن الشعب الفلسطيني انحدر منه. وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في الخليل يونس عرار إن عشرات الجنود هاجموا القرية وهدموها وصادروا الخيام. وقال أحد نشطاء المقاومة الشعبية في المنطقة إبراهيم ربعي إن إقامة القرية جاء رداً على عمليات هدم البيوت وآبار مياه ومصادرة الأراضي في المنطقة. وأضاف: «قررنا أن نقيم قرية كنعان فوق أراضينا في مواجهة عمليات التدمير والتهجير التي نتعرض إليها في هذه المناطق». وتشن السلطات الإسرائيلية عمليات هدم ومطاردة للسكان الفلسطينيين في هذه المنطقة من جنوب الخليل بغرض إخلائها من السكان وإقامة المستوطنات والمعسكرات عليها. وقررت محكمة إسرائيلية في الشهور الأخيرة هدم قرية كاملة تسمى سويا، وهي قرية من بيوت الصفيح والكهوف. ويقول سكان المنطقة إن هدم القرية يرمي إلى توسيع مستوطنة تحمل الاسم ذاته عليها. وقرية كنعان هي الخامسة التي يقيمها ناشطو المقاومة الشعبية على الأراضي الفلسطينية المصادرة في محاولة لمنع إقامة مستوطنات عليها. وبدأت هذه القرى بقرية «باب الشمس» التي أقامها ناشطون على أراضي شرق مدينة القدس صادرتها إسرائيل لإقامة مستوطنة عليها تحمل اسم «اي 1». ثم تبعتها قرى «باب الكرامة» التي أقيمت على الأراضي المهددة بالمصادرة في قرية بيت إكسا شمال غربي القدس، ثم قرية «المناطير» على أراضي قرية بورين جنوب نابلس، و «الحرية» على أراضي جنين شمال الضفة. لكن السلطات الإسرائيلية التي تزود البؤر الاستيطانية التي يقيمها المستوطنون من دون ترخيص بكل مقوّمات الحياة، من خطوط مياه وكهرباء وهاتف وحراس ومواصلات عامة، سارعت إلى هدمها وقمع القائمين عليها. وكثفت الحكومة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة من حملة التوسع الاستيطاني في أنحاء الضفة. وترى المؤسسات التي تراقب التوسع الاستيطاني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يتبع سياسية تقوم على إنهاء مقومات حل الدولتين عبر فرض حقائق استيطانية في قلب الضفة المحتلة.