الشاشات تقلل المهارات اللغوية لدى الأطفال    اختتم زيارته إلى الهند.. وزير الصناعة: الرؤية السعودية هيأت فرصاً واعدة للشراكات العالمية    4 برامج في ثلاث جامعات عالمية لتطوير كفاءات قطاع السياحة    «ناسا»: «بينو» يقترب من الأرض.. لكن لا خطر    رسالة تهدئة من واشنطن للقاهرة.. ومراقبون: «بيان الفجر» يدفع ترمب للتراجع عن تهجير الفلسطينيين    «وجهات تهجير» أهل غزة ترفض مخططات تصفية القضية    جولة مفاوضات بالدوحة.. والمرحلة الثانية لوقف إطلاق النار على المحك    في الجولة 19 من دوري روشن.. الهلال يتعادل مع ضمك.. ويهدي الاتحاد الصدارة    الإعلامي البرازيلي" كايي" ل"البلاد": الدوري السعودي عالمي.. ورحيل نيمار صدم البرازيليين    "فريق ليجون 13″ يحقق لقب الفرق.. و"ميرونك" بطلًا لفردي بطولة ليف جولف الرياض 2025    سجن محتال 45 ألف سنة بسبب «المزرعة الوهمية»    ثعابين سامة تهاجم مدينة أسترالية    دنيا سمير غانم "عايشة الدور" في رمضان    الحجاج في القرآن    وزير الحرس الوطني يستقبل سفير البوسنة    «الغذاء والدواء» : لا صحة لتسبُّب الزنجبيل في الجلطات    "المرض الحلو" يتصدر أعمال مؤتمر الغدد    3 مستشفيات سعودية ضمن أفضل 250 مستشفى في العالم    ملتقى «اليونسكو» يختتم أعماله في الأحساء بمشاركة 42 مدينة مبدعة    آل بامخير يستقبلون المواسين في فقيدهم    «الجمارك»: 1,350 حالة ضبط ممنوعات في أسبوع    يوم التأسيس.. يوم فريد وحدث تليد    محمد بن مساعد العصيمي    «خبز التنور».. الخيار الصحي    التراث الثقافي والهوية    استدامة بيئية    العزلة.. تهدد أمان الأطفال النفسي والاجتماعي    اختلافهم مطلوب    ثورة الذكاء الاصطناعي    في زيارة رسمية هي الرابعة له .."الفيصل" يستقبل رئيس الأولمبية الدولية    وصفة إلكترونية للأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية    74.670 مركبة تدخل وتغادر المملكة يوميا    1% زيادة بتداولات الأسهم السعودية    الذهب يواصل مكاسبه للأسبوع السادس وسط تصاعد التوترات التجارية    كريستيانو ابن الأربعين...!!    كبير المدرجات السعودية    تركي الفيصل.. رسالة تؤكد أن فلسطين في قلب الأمة    سوريا.. إلى أين ؟!    عربات النقل الترددي وخطورتها على المشاة    التسليم على الرغبات المتوحشة    الحكمة.. عقل يفهم العواطف    في قطار الرياض !    الحرس الملكي يحتفل بتخريج دورات الأمن والحماية واختتام الدوري الرياضي    حزب مودي يحقق فوزا ساحقا في انتخابات نيودلهي ويستعيد السلطة بعد 27 عاماً    موعد مباراة الهلال القادمة بعد التعادل مع ضمك    ماذا في جعبة وزارة التعليم ؟    الأسطورة والمتعصبون    المملكة تسلم مصر وفلسطين حصتيهما من الهدي والأضاحي    أمانة المدينة تدشن تقاطع الأمير عبدالمجيد مع سعد بن خيثمة    مفتي المملكة ونائبه يتسلمان تقرير نشاط العلاقات العامة والإعلام    محمية تركي بن عبدالله تعقد لقاءً تعريفيًا مع المجتمع    انعقاد «الملتقى القرآني» لمديري وأئمة الشؤون الدينية بمكة المكرمة    مفوض الإفتاء موجهًا رؤساء الجمعيات اللحمة الوطنية من القيم الأساسية التي تعزز من تماسك المجتمع    خطيب الحرم المكي: كل من أعجب بقوته من الخلق واعتمد عليها خسر وهلك    أمانة المدينة تدشّن نفق تقاطع سعد بن خيثمة مع "الدائري الأوسط"    خادم الحرمين وولي العهد يُعزيان ملك السويد في ضحايا حادثة إطلاق نار بمدرسة    وكيل وزارة الداخلية يرأس اجتماع وكلاء إمارات المناطق    إطلاق برنامج التعداد الشتوي للطيور المائية في محمية جزر فرسان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سلام ل «الحياة»: طلبت إلى روحاني مساعدة إيران في تسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية
نشر في الحياة يوم 28 - 09 - 2014

أعلن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أنه طلب من الرئيس الإيراني حسن روحاني «أن تساعدنا إيران في الاستحقاق الرئاسي لأن خلو سدة الرئاسة يضعفنا في البلد». وأوضح أن الرئيس روحاني كان حريصاً على تمسك بلاده بالوحدة الوطنية اللبنانية.
وأوضح سلام في حديث مع «الحياة» قبل مغادرته نيويورك حيث شارك في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعد بالمساعدة في موضوع تحرير العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى المسلحين السوريين. وأشار الى أن الوساطة القطرية في هذا الموضوع قائمة والأمير تميم بن حمد آل خليفة قرر إجراء الاتصالات لتحريك الموضوع.
وقال سلام إن وزير الخارجية جبران باسيل «لم يحطني علماً» باجتماعه مع نظيره السوري وليد المعلم... «ولم يحدثني بشيء عن هذا اللقاء». وأكد أن الدول الكبرى والدول الإقليمية، كلها تريد أن تحافظ على لبنان ولا يريدون أن يتعرض للأخطار وأنه أثار مع الرئيس الأميركي باراك أوباما مسألة استمرار الدعم للبنان.
وقال إن لبنان ليس بيئة حاضنة للإرهاب لكن هناك أزمة سياسية في البلد لا تساعدنا كثيراً... وعلينا أن نساعد أنفسنا.
وهنا نص الحديث:
اجتمعت مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. لا بد أنك طرحت معه موضوع النأي بالنفس. هل حدث ذلك وكيف تناولتما هذا الموضوع؟
- لم يتم التطرق الى موضوع النأي بالنفس، كل ما تم التطرق إليه هو ضرورة أن يكون لإيران هذه الدولة الإقليمية الكبيرة دور في دعم لبنان ومساعدته على تخطي أزمته وكان لإيران يد في تسهيل عملية تأليف الحكومة منذ ستة أشهر.
هل طلبت من الرئيس روحاني أن يساعد في تسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية؟
- صحيح. ما قلته أن على إيران أن تساعدنا في هذا الاستحقاق لأن خلو سدة الرئاسة وبقاء الوضع على ما هو يضعفنا في البلد.
وبماذا وعدك؟
- لم يكن هناك وعود ولكن طبعاً هذه آراء يتم التداول فيها ومواقف يتم الإفصاح عنها ولكن ليست مرتبطة بوعود أو إجراءات واضحة، ولكن هي تمنيات كان لا بد من ذكرها أمام الرئيس روحاني.
يعني تمنيت عليه أن يمون على كل من «حزب الله» والرئيس نبيه بري ليتم انتخاب رئيس للجمهورية؟
- لا لم أدخل في هذا المجال وفي تفاصيل الموضوع، ولكن وضعت الأمر أمامه على مستوى ضرورة أن تثابر وتواصل إيران دعمها لنا في لبنان بشكل إيجابي وبناء وأن يكون ذلك مع كل اللبنانيين وليس مع فئة من اللبنانيين. فإيران دولة إقليمية كبرى لا يمكن أن تكون لفئة من دون أخرى في بلد مثل لبنان.
هل طرحت معه مشاركة «حزب الله» في الحرب والعمليات العسكرية في سورية؟
- لا، ليس لي أن أدخل معه في مثل هذه الأمور. أنا من موقعي المسؤول، وأنا لست فريقاً سياسياً فبالتالي علينا أن نطرح الأمور بما يعزز وجود الدولة والدور الوطني بكامل عناصره.
ولكن أنت تحدثت في خطابك عن تحييد لبنان واعتماد سياسة النأي بالنفس.
- نعم.
ولكن لماذا لم تطرح الأمر مع الرئيس روحاني؟
- لست مضطراً إلى أن أطرح كل الأمور مع الرئيس روحاني. أطرح ما أرى أنه يمكن أن يكون فيه فائدة على مستوى دعم لبنان. أما موضوع سياسة النأي بالنفس الذي تشيرين إليه، فهذا موقف متخذ ونتابعه ولكن بين ما نعلنه وما نعتمده وبين التطبيق نعم لا تزال هناك مسافة علينا أن نسعى الى ردمها واختزالها.
وبالنسبة الى ما طلبه منكم أو ما طرحه، ما هي الأولويات التي قدمها من وجهة نظره؟
- من جهته هو كان حريصاً على أن يعبّر عن تمسكهم في إيران بالوحدة الوطنية اللبنانية في مواجهة الأخطار والأحداث في هذه المرحلة.
هل تحدثتما عن التحالف الدولي ضد «داعش» ودور لبنان فيه، أو لا دور للبنان فيه؟
- لا، هم لهم رأي في التحالف ولهم رأي في الإرهاب ... وربما يعتبرون من جهتهم أن هذا الأمر وعوا مخاطره قبل غيرهم وبالتالي هم حذّروا منه واليوم ما يحصل هو أضرار في الوضع. هذه وجهة نظرهم.
تركيا وقطر والوساطة
الرئيس رجب طيب أردوغان بماذا وعدك؟ هل أنقرة مستعدة لأداء دور لتحرير العسكريين المخطوفين؟
- طرحت عليه هذا الموضوع، خصوصاً في ظل ما حصل من تحرير للمخطوفين الأتراك، فكان متفهماً ووعد أنه فور عودته إلى تركيا سيسعى إلى مساعدتنا في هذا الأمر.
هل هذا يعني أنه سيلعب دور الوسيط؟
- لم ندخل في التفاصيل لكن كان الموقف واضحاً.
هل وساطة قطر قائمة؟
- قائمة.
بالتنسيق مع تركيا أم بقنوات مختلفة؟
- هذا أمر يعود إلى قطر وتركيا، ولكن أيضاً في لقائي مع أمير قطر في العشاء الذي دعاني إليه، أثرنا الموضوع وهو أبدى كل اهتمام وقرّر أن يجري الاتصالات اللازمة لتحريك هذا الأمر.
أي اتصالات؟
- اتصالات بالمسؤولين عنده لتحريك هذا الأمر.
هل يعني ذلك أن دور قطر هو مع جبهة «النصرة» وأن دور تركيا هو مع «داعش»؟
- هذا يعود لهم، ولكن نحن لنا تجربة مع قطر ومع تركيا في الماضي وتعاونا مع الدولتين في موضوع مخطوفي أعزاز وبعدها في موضوع خطف راهبات معلولا وكان للجهتين دور فعال ومؤثر. أما كيف يتم ذلك بينهما وبالتالي مع الخاطفين فهي أمور دقيقة وحساسة ليس المطلوب الإفراج عن تفاصيلها.
إذاً، دولة الرئيس هل أنت مع مبدأ المقايضة؟
- أنا مع مبدأ التفاوض. الى أين يذهب هذا التفاوض وكيف يستمر، هذه أمور تأخذ وقتاً ولا يمكن بتّها بكبسة زر أو بأبيض وأسود. هذه أمور متداخلة وعلينا أن نأخذ في الاعتبار كل ما يمكن لهذا التفاوض أن يؤتي من ثمار أما تفاصيل هذا التفاوض فهو أمر يأخذ وقتاً ولا يمكن بتّه من الآن وليس الموضوع كما قلت أبيض أو أسود.
السيد حسن نصرالله قال فاوضوا وأن النائب وليد جنبلاط قال قايضوا بشروط وأن وزير الداخلية قال إن المقايضة واردة. أين أنت من هذه المحاور؟
- نحن كما تعلمين في حكومة ائتلافية والحكومة الائتلافية تشترك فيها كل القوى السياسية في أي قرار يتم اتخاذه. وأي قرار يجب أن يتمّ في ظل مجلس وزراء وتوافق كل الفرقاء عليه. أما إذا كان الأمر سيحدث شرخاً داخلياً في لبنان فلا فائدة منه. من هنا نحاول مقاربة هذا الموضوع. وأنا من موقعي الوسطي مع الجميع أحاول مقاربة هذا الموضوع لتوفير أفضل الفرص والظروف لننجح ونستعيد العسكريين المخطوفين. لكن الأمر دقيق ويتطلب متابعة دقيقة أيضاً وأتمنى أن يكون بعيداً من المنافسة أو المزايدة السياسية من هنا أو هناك وخارج الصراع السياسي القائم الآن في البلد بين القوى السياسية.
مخيمات للنازحين
ما يسمى بالمخيمات التجريبية. مثلاً في شمال لبنان عند معبر بين لبنان وسورية. هل هذا ما يحدث حقاً؟ هل أنتم في وارد إقامة مثل هذه المخيمات؟
- الأمر قيد البحث. ويتطلب الكثير من المستلزمات لتحقيقه وإلى الآن لم تتوافر كل مقومات نجاح مثل هذا العمل ولكن هو مطروح للبحث والمتابعة.
هل طرحتموه هنا أثناء وجودك في الأمم المتحدة؟ بمعنى هل سعيت إلى الحصول على تمويل لإقامة بعض المخيّمات؟
- المنظّمات الدولية ليست متحمّسة في هذا الأمر... وفي ما يتعلق بإقامة المخيّمات في المنطقة العازلة بين الحدود اللبنانية السورية. وهم يقولون إن لهم تجارب في الماضي في دول أخرى لم تكن ناجحة وبالتالي لا يشجعون على ذلك.
وماذا يقترحون بدلاً منها؟
- هم يقترحون بدلاً منها، الاستمرار في دعم النازحين داخل البلد ولكن توصلنا معهم مؤخراً إلى اعمادهم توجهاً جديداً، يذهب إلى مساعدة البيئة الحاضنة أي اللبنانيين والدولة اللبنانية بقدر ما تتم مساعدة النازحين السوريين.
إذاً لاجئو عرسال هل ستقومون بالتفكير بصيغة معينة لهم؟
- وضع نازحي عرسال فريد. في بلدة عرسال نفسها هناك 35 ألف مواطن لبناني، وأصبح عدد النازحين السوريين عندهم يفوق المئة ألف. فحتى بالحسابات البسيطة وخارج أي عنف أو قتال، هذا يشكل حالة غير طبيعية ولا يمكن أن تستمر. ومن هنا علينا مساعدة أهالي عرسال ولكن أيضاً مساعدة النازحين ولكن ليس على حساب أهالي عرسال أو على حساب وجود أولوية للبنان واللبنانيين في التعاطي في المساعدة.
هناك معبر آخر يخشى بعضهم أن يطرق الإرهاب أبواب لبنان من خلاله وهو منطقة جبل الشيخ وحاصبيا وشبعا لا سيما بعد إخلاء الجولان من القوات الدولية. هل لديكم تصور لمعالجة هذا الوضع؟
- كما تعلمين، كل هذا الموضوع أتى بشكل تدافعي في السنوات الثلاث الماضية وبالذات ببعده العنفي في الأشهر الماضية. نعم نحاول أن يكون هناك جاهزية على مستوى الدولة وخصوصاً الجيش اللبناني للتصدي لكل الحالات التي يمكن أن تساهم في الإخلال بالوضع الأمني الداخلي وهذا حصل في عرسال ويحصل في أي مكان آخر. نعم هناك أخطار تتمثل في مناطق حدودية أخرى حتى ربما هناك أخطار تتمثل في بعض الداخل حيث وجود كثيف للنازحين السوريين. لأن مستلزمات النازحين والعيش ومشاطرتهم ومشاركتهم البنانيين في كثير من الأمور، لا بد أن تخلق في مكان ما حساسية ولكن يجب أن نكون مستعدين لمعالجتها.
هناك رسالة من الائتلاف الوطني السوري المعارض إلى الأمم المتحدة فيها إدانة لعناصر من الجيش واستنكار للتصرفات الأمنية تجاه اللاجئين.
- هي ليست المرة الأولى التي توجه هكذا رسائل ولكن ما يهمنا في هذا الموضوع هو فعلاً أداء سلطاتنا وقواتنا العسكرية بشكل يضمن للجميع السلامة والأمن ولكن لا يمكن أيضاً استغلال وجود النزوح السوري من قبل الجهات الإرهابية لاستهداف جيشنا وهذا يتطلب حزماً وشدة في التعامل لكي لا يستضعف الجيش. وهذا لا يمنع أن أي تماد أو تجاوز في التعاطي مع أي إنسان إن كان نازحاً أو غير نازح، مع أي إنسان، أمر يتطلب مستوى من التعاطي ومستوى من الأداء.
هل اجتمعت مع أي أحد من الائتلاف السوري أثناء وجودك في نيويورك؟
- لا لم نجتمع لأننا عملاً بسياسة النأي بالنفس لا يمكن أن نجتمع لا مع الائتلاف السوري ولا مع النظام السوري.
ولكن وزير الخارجية جبران باسيل اجتمع مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم؟
- صحيح هذا ويجب أن يسأل هو لماذا حصل هذا وفي أي إطار.
لا بد أنه أحاطك علماً، أنتم جئتم إلى هنا في وفد واحد؟
- هو له حساباته السياسية وينتمي إلى فريق سياسي معيّن ربما قام بهذا الأمر ولكنه ليس تكليفاً رسمياً وليس بغطاء رسمي أبداً.
إذاً الوزير باسيل لم يحطك علماً بما حدث في ذلك الاجتماع؟
- لا لم يحطني علماً.
بالتالي لا تعرف إن كانت الحكومة السورية طالبت بأشياء إضافية من لبنان مثل التنسيق مع الحكومة اللبنانية؟
- لو كان الأمر كذلك ربما لكان أبلغني به ولكن لم يحدّثني بشيء عن هذا اللقاء.
وهل أنت تحتج على قيام الائتلاف بتوجيه رسالة إلى الأمم المتحدة تدين الجيش؟
- لكل جهة ومجموعة وتكوين سياسي أن يقوم بكل ما يرى فيه فائدة لذاته ولكن نحن علينا أن نأخذ الأمر بما يتطلبه من أولوية على مستوى وحدتنا الوطنية ومستوى تدعيم الجيش اللبناني.
اللقاء مع هولاند
اجتمعت أيضاً مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. هل سيتم إنجاز توقيع الاتفاق الثلاثي الذي تمّ بين السعودية وفرنسا ولبنان؟
- نأمل ذلك، ولكن الأمر يعود إلى العلاقة المباشرة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، ونحن في هذا الاتفاق الذي تسمينه اتفاقاً ثلاثياً، نحن نتلقى فيه، ولكن لسنا نحن الذين نقرر كيف يتم تنفيذ هذا الاتفاق باستثناء أننا قدمنا ما لدينا من حاجاتنا العسكرية لتلبيتها وهناك في مكان ما علاقة فرنسية سعودية يجب أن تتبلور وأن تتحقق لإنجاز هذا الأمر.
هل طلبت شيئاً من فرنسا في موضوع الانتخابات الرئاسية؟
- كل من ألتقيه وأجتمع معه من دول عربية وإقليمية ودولية لا أوفّر مناسبة للمطالبة بمساعدتنا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية انطلاقاً من أنه في مناسبات مشابهة لانتخابات رئاسية جرت على فترات وسنوات طويلة، كان للدور الخارجي تأثير فاعل بدرجات متفاوتة ولكن دائماً يصب في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية. ولم نقصر في طلب ذلك من أحد.
بما في ذلك مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بدرو بارولين؟ هل طلبت منه أن يضغط على المسيحيين من أجل انتخاب رئيس؟
- تماماً، مع كل جهة كنت واضحاً في مطلبنا هذا ولا أخفي ذلك.
«حزب الله» اعترض وانتقد الدول التي تعمل في التحالف ضد «داعش» فيما وزير الخارجية جبران باسيل شارك في اجتماعات جدة وباريس التي أسست للتحالف الدولي. أين نحن كدولة من موضوع التحالف وما دوركم أنتم كدولة؟
- نحن كدولة متضررون من الإرهاب والإرهابيين وبالتالي علينا أن لا نقصر في التعاون مع أي جهة تضع حداً لهذا الإرهاب والأرهابيين، ولكن من الواضح أن الائتلاف الذي تتحدثين عنه والذي عقد أول اجتماعاته في جدة وفي باريس ذهب الى خطوات وإجراءات تنفيذية في مواجهة هذا الإرهاب وخصوصاً منها الإجراءات الهجومية المباشرة على «داعش» و«النصرة» أو على «الدولة الإسلامية»، ونحن من جهتنا ليس عندنا قدرات لأن نذهب الى هذا البعد بل قدراتنا تسمح لنا بمجاراتهم دفاعياً وندافع بقدرات متواضعة لبنانية ضد أي هجوم قد يأتي علينا من هؤلاء الإرهابيين، وهذه حدود الأمر. ليس عندنا قدرات لمجاراة الدول الأخرى في البعد الهجومي.
اللقاء مع كيري
نعرف أن هناك تركيزاً في أولويات التحالف على العراق وسورية. لبنان يذكر كمنطقة تحت خطر «داعش» أيضاً. بماذا تحدثتم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في هذا الإطار؟ هل تلقيتم تطمينات أو ضمانات أن لبنان سيشمل في عملية الدفاع أو الهجوم أو تدمير «داعش»؟
- هناك، مع أميركا ومع الدول الكبرى في العالم ومع الدول الإقليمية، هناك معطى يتمثل بأنهم كلهم يريدون أن يحافظوا على لبنان، ولا يريدون للبنان أن يتدهور وأن يتعرض لأخطار. هذا يأخذ أشكالاً مختلفة من دعم إن كان مباشراً من خلال دعم الجيش اللبناني أو دعم الحكومة اللبنانية أو دعم النظام الديموقراطي في لبنان ويأخذ أشكالاً ربما على مستوى تواصل الدول بين بعضها بعضاً وحرصها في هذا التواصل في مواجهة الإرهاب أن تؤكد بين بعضها بعضاً على ضرورة الحفاظ على لبنان ولكن يبقى علينا نحن كلبنانيين أن نعزز وحدتنا الوطنية وأن نتجاوز خلافاتنا وصراعاتنا السياسية الداخلية لتكون جاهزيتنا في مواكبة هذه الأوضاع الخطيرة والاستحقاقات الخطيرة التي تحصل في المنطقة على وتيرة قوية وعالية.
على ماذا اتفقتم أنتم وكيري، اجتمعتما أكثر من مرة، والتقيت عابراً الرئيس باراك أوباما، ولكن في جلسة العمل مع كيري على ماذا اتفقتم في موضوع لبنان إن كان لكم دور مخابراتي أو تنسيقي أو ماعداه؟ على ماذا اتفقتم؟
- اتفقنا في لقائنا مع وزير الخارجية كيري ومع المسؤولين الآخرين ومع الرئيس أوباما كما تقولين في اللحظات التي تسنى لي فيها التحدث إليه في حفل الاستقبال الذي أقامه، بأن يستمروا في التزام دعمنا ودعم جيشنا اللبناني بكل ما يحتاج من أسلحة وهم قاموا بذلك الشهر الماضي بشكل سريع في مواجهة الإرهاب، وأن يستمروا في دعمنا على مستوى احتياجاتنا المادية والمالية الكبيرة لمواجهة موضوع النازحين السوريين الذين أصبح عددهم يتجاوز ثلث عدد سكان لبنان وهذا أمر غير مسبوق في أي بلد في العالم ويتطلب جهود بلد كبير كأميركا. وأميركا أرسلت مساعدات مادية كبيرة ولكن كل ذلك كان يتجه إلى مساعدة النازحين. نحن نريد أن تتم مساعدة الدولة المضيفة والشعب المضيف.
هل تخشى دولة الرئيس أن تؤدي عمليات التحالف في سورية الى أن يتحول لبنان إلى ممر للداعشيين إليه أي أن يكون مقراً مخابراتياً، إن كان بقرار من «داعش» أو حتى من دمشق لخنق لبنان لكي تريح نفسها؟
- الخوف قائم في كل وقت من كثير من التطورات التي تتم اليوم في المنطقة والحصة الكبيرة فيها للعنف، كما تعلمين فإن مشروع الإرهابيين أطاح دولاً ومجتمعات وهجّر شعوباً ولا ينبغي على أحد أن يكابر في ذلك.
إذاً أنت تخشى أن يتحوّل لبنان إلى ممر للإرهابيين؟
- نعم. هناك أخطار كبيرة باتجاه لبنان وأعود وأقول إن وحدتنا الداخلية في لبنان هي ما ينأى بنا عن كل هذه الأخطار. وإلا نعم، لبنان معرض لكثير من الأخطار.
يقول بعضهم إنكم لو التزمتم فعلاً سياسة النأي بالنفس ولم يتدخل «حزب الله» في الحرب السورية، لما جاء «داعش» الى لبنان؟
- كثيرة هي المقاربات لهذا الموضوع وكلها دقيقة وحساسة، ونحن نريد أن نأخذ منها ما يوحّدنا وليس ما يفرّقنا. ليست مرحلة تصفية حسابات بين هذا الفريق أو ذاك أو تحميل هذا الفريق أو ذلك أخطاءه. المهم أن نضع حداً لأي خطأ أو أي تجاوز حصل من هنا أو هناك ونعيد اللحمة الداخلية.
عندما اجتمعت مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هل طلبت منه الضغط على حليفه في دمشق كي لا تتخذ إجراءات لخنق لبنان أو استخدامه أو دفع «داعش» إليه لكي يريح نفسه في دمشق؟
- طبعاً هذا أقل الأمور طلبت إليه كما أطلب من كل الدول أن تساعدنا في هذا المجال.
ماذا قال؟
- هو أبدى كل رغبة واستعداد للاستمرار في دعم لبنان واللبنانيين وبعدم الإفساح في المجال لا سمح الله أمام أي شيء قد يساهم في إضعاف أو ضعضعة أو انهيار لبنان.
لمست كما أفهم منك أن هناك إجماعاً دولياً على صيانة لبنان وحفظه ولكني أجدك في غاية القلق لماذا؟ هل لأن ليس لديك أي ضمانات وتأكيدات؟
- لا، لأن العاصفة التي تضرب المنطقة اليوم قوية وكبيرة لدرجة أنها قد تتجه فجأة رياحها إلى شيء غير منتظر، وهذه هي طبيعة العواصف، تتحرك بشكل ليس هناك إمكانية دائماً لضبطها، وبالتالي تصيب مناطق وتصيب شعوباً وكل المنطقة معرّضة في ظل هذه العاصفة.
نعم ولكن حجم الداعشية في لبنان، هل هو كبير؟
- لا أبداً. ليس الموضوع حجم الداعشية أو حجم التطرف في لبنان، مجتمعنا لا يحتمل التطرف ولبنان ليس بيئة حاضنة للتطرف أو الإرهاب، لم يكن كذلك ولن يكون كذلك ولكن مع كل هذا هناك أزمة سياسية في لبنان لا تساعدنا كثيراً وبالتالي نأمل بأن يتم إدراك ذلك من كل القوى السياسية اللبنانية وليس فقط من دول العالم أو الدول الإقليمية، علينا نحن أن نساعد أنفسنا.
ولكن هذا عجز، عجزكم عن تنفيذ ما تتخذونه من قرارات. أنتم اتخذتم كدولة قراراً بالنأي بالنفس ولكنكم لم تنفذوه؟
- إلى اليوم لا يمكن القول إننا عاجزون عن حماية لبنان أو بقاء لبنان موحداً. بالعكس تماماً. نحن في حكومة ائتلافية وبجهد من كل القوى السياسية لا يزال عندنا الحد الأدنى من المناعة في ظل السعي إلى تطبيق النأي بالنفس وغيره من المواقف والالتزامات ولكن هذا لا ينفي أننا نبقى معرضين للأخطار وهذه الأخطار هي حافزنا إلى مزيد من الاستنفار والوعي عند القوى السياسية.
مجموعة الدعم
في الاجتماع الدولي الذي تركّز على دعم لبنان، كان هناك وزراء يتعهدون بمساعدة لبنان وهو شيء لا بد أنك كنت مرتاحاً له. هل شعرت أنه يجب أن يكون لديك سياسة أو خطة جديدة لتناول موضوع النازحين أو للمضي إلى الأمام في صيانة وعزل لبنان عما يحدث في جيرته؟
- لا شك في أن الكلمات التي استمعنا إليها في اللقاء كانت كلها في اتجاه دعم وتعزيز لبنان بشكل متقدم جداً وبالتزام كبير. علينا أن نسعى إلى أن نرى مدى إمكانية البعد التنفيذي لهذا الكلام لأنه كلام طيب وقوي ويشجع ويطمئن ولكن التنفيذ شيء آخر، وهو يتطلب مالاً ومادة وإمكانات وكل ما هو متوافر لمساعدة لبنان على مواجهة أزمة النازحين وكل الأزمة التي تضرب المنطقة.
يعني أفكاراً متجددة في موضوع الحدود؟ يونيفيل موجودة على حدود لبنان مع إسرائيل وبرز كلام في الماضي عن احتمال توسيع مهماتها علها تتواجد على الحدود مع سورية. هل هذا شيء طرحته مع الأمين العام للأمم المتحدة؟
- لا، هذا طرح سياسي من قبل فريق سياسي في لبنان ودونه صعوبات، ولم يصل الأمر الى أن أطرح ذلك مع بان كي مون أبداً. نحن شكرنا بان كي مون ونشكر الأمم المتحدة على قوات يونيفيل التي تساعدنا على الأقل في درء الأخطار عن جبهة من جبهاتنا وهي الحدود الجنوبية ونأمل بأن نتمكن نحن من استكمال هذا على الحدود الأخرى بتضامننا ووحدتنا الداخلية.
بماذا تعود إلى لبنان الآن بعدما أخذت ذخيرة من الاتصالات الدولية؟ وما هو الجديد الذي تعود به أمام الأخطار التي تفضلت بالحديث عنها؟ الجديد بمعنى، إجراءات جديدة وليس فقط تمنيات على الفرقاء أن يتصالحوا وما عدا ذلك. أنت رئيس حكومة وفي إمكانك أن تقول إن هذا ما أعتقد أن على البلد أن يفعله الآن؟
- أنا رئيس حكومة ومن موقعي في رئاسة الحكومة الائتلافية علي أن آخذ في الاعتبار دائماً أن هناك أخطار تتطلب جاهزية، وهذه الجاهزية تتطلب حداً أدنى من التوافق بين القوى السياسية لنواجهها. لا يمكن لي أن أعوّل فقط على ما أسمعه وأتلقاه من دعم من دول العالم. هذا أمر مطلوب ويتطلب متابعة ولكنه وحده ليس كافياً إن لم نكن نحن في لبنان موحدين مع بعضنا بعضاً للاستفادة من هذا الدعم.
اجتمعت مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وسمعت أنك تتمنى أو تريد أن تقوم بوساطة ما بين الرئيس السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. هل هذا في ذهنك حقاً؟
- ككل إنسان مسؤول وفي ظل الظروف الحرجة والمضطربة في المنطقة علينا أن نسعى دائماً الى تقريب وجهات النظر وإصلاح ما بين الدول وأنا أرى أنه ان كان هناك من علاقة بين مصر وتركيا فهذا يفيدنا جميعاً في المنطقة. وتحدثت في ذلك مع الرئيس أردوغان كما تحدثت مع الرئيس السيسي في هذا الموضوع وآمل بأن يتم ويتبلور هذا الموضوع لكن لا بد أن يتطلب جهوداً وستكون لي أنا شخصياً متابعة فيه إذا أردنا أن يتحقق.
إذاً هما وافقا على المبدأ؟
- لا، لم آخذ منهما موافقة. أنا طرحت الموضوع ولم أطلب موافقة لأن الموضوع دقيق وحساس ولكل ظروفه وأسبابه وخلفياته ولكن علينا أن نسعى وأنا سعيت وإن تطلب الأمر المزيد من السعي لن أقصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.