وصلت أمس طائرة أميركية تحمل ذخائر وعتادا وحطّت في القاعدة الجوية بمطار رفيق الحريري الدولي، وهي دفعة أميركية من الأسلحة والذخائر التي ستقدّمها أميركا كدعم للجيش اللبناني. وقال السفير الأميركي ل"الرياض" بأنّ "الدعم الأميركي للجيش اللبناني مستمرّ وذلك لمساعدته في تنفيذ القرارين 1559 و1701" مذكرة بأنّ "الولاياتالمتحدة الأميركية هي المساهم الأكبر بنسبة 75 في المئة في تسليح الجيش وتقوية قدراته من أجل مراقبة الحدود وحمايتها من التهديدات الإرهابية" ولفت السفير الى أنّ "أميركا قدّمت منذ 2006 مبلغ 100 مليون دولار للمساعدة في تقوية قدرات الجيش سواء في التجهيز أو في تدريب الضباط أو تقوية القوات الجوية والبحرية وسواها من الأمور". وقال السفير ديفيد هيل "إن تقديم الدعم الى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية الأخرى هو أولوية قصوى للولايات المتحدة" وأضاف: "لبنان يطلب وأميركا تستجيب، ففي الثاني من شهر أغسطس الجاري، قام متطرفون بهجوم في عرسال. وفي الثالث من الشهر نفسه، اجتمعت مع العماد قهوجي وسألته ماذا يمكن أن تفعله الولاياتالمتحدة للمساعدة. وبعد التنسيق مع رئيس الحكومة تمام سلام، ووزير الدفاع سمير مقبل وقادة آخرين، بدأنا العمل، فانتقلنا إلى تزويد الجيش بالأسلحة والذخيرة التي طلبها، والتي يحتاجها لتأمين حدود لبنان وايقاع الهزيمة بهذه الجماعات المتطرفة التي تهدد أمنه" وتابع "قبل أسبوعين، أبلغت رئيس الوزراء ووزير الدفاع أن الاستجابة الأميركية ستبدأ خلال أسابيع. ووفينا بهذا الوعد. هذه ليست سوى الحلقة الأحدث في سلسلة الشحنات التي وصلت خلال الساعات الست والثلاثين الماضية". مشيراً إلى وصول 480 صاروخ AT4 المحمول على الكتف، وأكثر من 500 بندقية M16-A4 ومدافع هاون وألف بندقية M16-A4 . ولفت السفير إلى أن "الشعب الأميركي هو من يدفع ثمن هذه الاسلحة وهذا العتاد. نعمل، فريقي وأنا، يوميا على نحو وثيق مع الجيش اللبناني، لضمان تقديم ما يحتاجه الجيش بالضبط وما يحتاجه بشكل طارئ" وفي رده على من يصف الأسلحة الأميركية ب"غير المتطورة" قال "اذهبوا واسألوا جنديا في عرسال، أو في رياق، أو في المقر الرئيسي في اليرزة، أو في الأمكنة الأخرى التي لا تحصى، حيث يعمل الجيش للحفاظ على أمن وأمان جميع اللبنانيين. والجواب الذي ستحصلون عليه من ذلك الجندي هو أنه يحتاج بالضبط لما نحن نقدمه اليوم وما سوف نقدّم خلال الأسابيع القادمة". من جهة ثانية، شكّل إعدام "الدولة الإسلامية" (داعش) لجندي في الجيش اللبناني هو (ع.س) وبثّها شريط قتله على شبكات التواصل الاجتماعيّة موضوع السّاعة أمس في لبنان وسط تردّد واضح لدى الحكومة اللبنانية في معالجة موضوع المخطوفين اللبنانيين ال29 الذين اختطفتهم "جبهة النصرة" و"داعش" إبان غزوة عرسال (البقاع) في 2 أغسطس الحالي والذين لا يزالون في مكان ما في جرود البلدة. وفي أول ردّة فعل على العمل قطع أهالي بلدة فنيدق (عكار) وهي بلدة الجندي المقتول الطرقات معبرين عن سخطهم وغضبهم من التقاعس في معالجة هذا الملفّ، في حين تجددت المواجهات بين الجيش والمجموعات المسلّحة بعد فشل كمين لخطف عسكريين في عرسال. في هذا الوقت كان لافتا أمس لقاء وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع رئيس التيار الوطني الحرّ العماد ميشال عون في الرابية للتواصل معه في موضوع عرسال. وقال المشنوق عقب اللقاء: "تشاورنا في موضوع عرسال واتفقنا على المزيد من التشاور والتنسيق في هذا الموضوع وخصوصا أنها قنبلة موقوتة" وشدد على ان "موضوع العسكريين المخطوفين في عرسال أمانة في أعناقنا". وقال المشنوق: "ان موضوع عرسال لم ينته والوضع بين المسلحين والأهالي وموضوع العسكريين المخطوفين، يشغل كل اللبنانيين. واتفقنا مع العماد عون على مزيد من التشاور والتنسيق في موضوع عرسال تحديدا والذي يحتاج الى توافق كل القوى السياسية على عدد من المواضيع والتوجهات، لأن الذي نشهده والذي حصل ليس فقط لم ينته، بل قنبلة موقوتة جاهزة دائمة للانفجار" أضاف: "نتمنى بمساعي القوى السياسية كلها ان نستطيع تحقيق تقدم في موضوع عرسال وموضوع النزوح السوري ككل، فلا بدّ من وضع جدولة له لنخفّف من آثاره السلبية على الاوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية". وفي هذا الإطار قالت أوساط وزارة الداخلية ل"الرياض" بأنّ "زيارة الوزير المشنوق الى عون ستعقبها زيارات الى قيادات أخرى في إطار السعي الى توعية المجتمع السياسي اللبناني لمخاطر ما يحصل في عرسال لأنّ الوضع أصبح شديد الخطورة". وتعليقا على قيام بعض المناطق بطرد النازحين السوريين منها قالت الأوساط" هذه ردّة فعل منتظرة فالمخطوفون لهم أهلهم وأقاربهم من هنا أهمية التضامن لمنع أية انحرافات من الجهات كلّها".