أعلن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، في مؤتمر صحافي، من الدوحة، أن "قطر تواصل جهودها الهادفة إلى إطلاق العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى "داعش"، و"جبهة النصرة" في سورية، وقال إن "ما تم مناقشته مع القيادة القطرية في شأن العسكريين المخطوفين واضح"، موضحاً أن "القرار القطري المتخذ (هو) المضي بمعالجة هذا الوضع الشاذ بكل السبل المتاحة". وشدّد على أن "احتجاز العسكريين يشكل عبئاً كبيراً علينا"، وقال إن "أرواح الجنود الأبطال في ذمتنا ومسؤوليتنا جميعاً، وللحفاظ عليها علينا أن نكون موحدين جميعاً، خاصة عندما نحاول الإفراج عنهم مستعينين بأخوتنا في قطر، بما لهم من تجارب ومدّ ليد العون"، داعياً اللبنانيين إلى "تحقيق الحد الأدنى من التوافق السياسي، لنتمكّن من معالجة أزماتنا السياسية"، وحذّر من أن "خطر الإرهاب ليس فقط على لبنان، بل على المنطقة كلها". وكشف سلام أن المدير العام للأمن العام، اللواء عباس ابراهيم، "سيبقى في قطر، وهو المسؤول عن هذا الملف، ونأمل أن نتمكّن خطوة خطوة (من معالجة) هذا الملف الشائك والمعقد، الذي يتطلب الكثير من السرية، لنتمكن من تحقيق تقدم". وشدّد على أنه " في ظل توجيهات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هناك متابعة لهذا الأمر"، لافتاً إلى زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى قطر، أمس (السبت)، وقال "لابد أن تصبّ الزيارة في ما يسعى إليه أخواننا في قطر لمعالجة هذا الملف، لنتمكن كلنا من أن نصل إلى نهاية طيبة وسعيدة". وقال، عن المفاوضات في هذا الشأن، إنها بوشرت، لكنها في بدايتها، و"لم نصل إلى أماكن يمكن لنا فيها أن نفرج عن معلومات معينة. احتمالات كثيرة مفتوحة أمامنا، وسنعطي هذا الملف كل ما يستحق". وقال: "لدينا عناصر قوة مميزة، أبرزها وحدتنا الداخلية في مواجهة الإرهاب. هناك خلافات بين القوى السياسية (اللبنانية) في مواضيع عامة، أما في موضوع الإرهاب والتصدي للإرهابيين فالموقف اللبناني يجب أن يكون موحداً وواضحاً، لنكون أقوياء في مواجهة هذا التحدي". وأكد أن المحادثات اتسمت ب"الشفافية والصراحة"، و"استمعنا إلى كلام مشجع وداعم لنا، إلى درجة أن سمو الأمير أعرب لنا عن رغبته شخصياً في زيارة لبنان، وأنه لا يريد للقطريين أن يسبقوه بزيارة لبنان. هو يريد أن يعبّر من موقعه القيادي عن محبته ودعمه لنا، بهذا العطاء والزخم من المحبة، ونحن سعداء أن يكون لنا حصة وفرحة بزيارته للبنان، وأهلاً بك في بلدك يا سمو الأمير". وأكد أن محادثاته تناولت هموماً، من أبرزها موضوع النازحين السوريين، داعياً إلى "مؤازرة لبنان في هذا الملف"، وقال إن "قطر أعربت عن رغبة في دعم لبنان في هذا المجال، تخفيفاً عنا وعنهم". وسألته "الحياة" عن جديد العلاقة اللبنانية مع قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، في مجال مكافحة الإرهاب، في ضوء اجتماع الدول العشر في السعودية، قبل أيام، وهل يستطيع لبنان أن ينهض بدوره، أجاب أن "لبنان اليوم مستهدف من الإرهابيين. وأي جهد يُتفق عليه في مواجهة التحدي (الارهابي)، لبنان معه وفي وسطه ويتقدم الصفوف، لنتمكن جميعاً من إحراز تقدم، لكن الجميع يعلم أن للبنان قدرات محدودة، وموقفه ومساهمته ربما تكون من موقف دفاعي، نسبة لقدراته. نحن نؤكد ونتفاعل مع كل الأخوة الذي يلتفون لمكافحة الإرهاب". وكرّر أن "رأس الحربة في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، في وحدتنا الداخلية، والجيش يأتي ضمن ذلك. وقال إن "السعودية تكرّمت بدعم الجيش اللبناني بإمكانات غير مسبوقة في لبنان، كان أول التزام 3 بلايين دولار، ثم بليون دولار، مؤكداً "أهمية تنفيذ هذا الدعم بالشكل المطلوب، وبالسرعة المطلوبة"، وقال إننا "بحاجة لدعم في مجالات أخرى"، موضحاً أن "الجيش تلقى الكثير من الدعم"، مشيراً أيضاً إلى أزمة النزوح (مليون و300 نازح) في بلد يضم 4 ملايين مواطن. وقال إن مساعدة لبنان ليس فقط بدعم الجيش وقوى الأمن، ودعا قطر وغيرها إلى "الدعم". وسُئل هل قررت قطر رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان، قال "الأمير أعرب عن ذلك، قال إذا كنا حذّرنا القطريين، في وقت ما، خشية من الأوضاع، ولم يتوقفوا من الذهاب للبنان، فخير جواب أن أذهب (الأمير) إلى لبنان"، وقال سلام إن الشيخ تميم أكد له أن هذا الأمر في مقدم القطريين (الذين سيزورون لبنان)".