سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجميل لالوطن: 8 آذار يريد رئيسا على "مقاسه".. ومصداقيتنا تتراجع رئيس لبنان الأسبق يؤكد أن "حزب الله" يعارض الانتشار على الحدود حرصا على "الأسد".. وتحرير "المختطفين" يتطلب المحافظة على هيبة الدولة
حديث الساعة في لبنان هو الخطر الذي يتهدده من قوى "داعش" وجبهة النصرة وبعض المنظمات الإرهابية، خصوصا بعد ما حدث في عرسال من مواجهات ضد الجيش اللبناني، وخطف بعض العسكريين، ثم بدء التفاوض لإطلاق سراح الأسرى العسكريين اللبنانيين المخطوفين، لتبدأ لائحة الشروط "التعجيزية". ومن بعدها ذبح اثنين من المختطفين بطريقة وحشية. كل هذا على وقع الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، وتصاعد حدة التوتر على الصعيد الشعبي بين اللاجئين السوريين واللبنانيين، واستمرار حزب الله في القتال داخل سورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، وبدء الضربات الأميركية لمواقع تنظيم "داعش" في سورية والعراق. في هذا السياق، تساءل رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق أمين الجميل في حديث خص به "الوطن" عن مغزى تأخير انتخاب رئيس جديد للبنان، مؤكداً أن استمرار هذا الوضع يفقد لبنان مصداقيته على الساحة الدولية. كما أكد أن حزب الله أخطأ بدخوله في أتون الحرب السورية، مما جر الإرهاب المضاد إلى حدود لبنان. فإلى تفاصيل الحوار: هيبة الدولة نبدأ من موضوع أسرى الجيش اللبناني لدى جبهة النصرة و"داعش"، بعد أن دخلت الحكومة اللبنانية على خط التفاوض غير المباشر، مقصية هيئة العلماء المسلمين، ما يطرح السؤال التالي: متى سيتم إطلاق سراح العسكريين اللبنانيين؟ لم يتم إقصاء أحد في هذا الموضوع، لكن هناك أصول يجب أن تتبع. ويجب التوفيق بين عاملين: الأول هو تحرير الجنود الأسرى. والثاني هو الحفاظ على كرامة الجيش وسيادة البلد، لأن الخضوع لمشيئة التكفيريين سيكون مؤشرا خطيرا على مستقبل لبنان، إذ سيصبح من السهل بعد ذلك تنفيذ عمليات خطف ثم مبادلة، ما يؤدي إلى إنهاك الوطن برمته. منطق الابتزاز هذا مدمر للوطن وللمؤسسات ولكرامة المواطنين وسيادة الدولة. لكن يتساءل أهالي الأسرى العسكريين: متى سيخرج أبناؤنا، بعد ذبح اثنين من العسكريين اللبنانيين؟ طرح السؤال بهذا الشكل يوحي وكأن الدولة اللبنانية تتحمل مسؤولية ما جرى. في حين أن لبنان هو ضحية تعديات الفئات المتطرفة. لذا يجب على الشارع اللبناني أن لا يغضب على الحكومة التي لا حول لها ولا قوة. يجب أن يغضب على "داعش". ماذا تستطيع أن تفعل الدولة أمام فئات تكفيرية لا دين لها أو أخلاق أو منطق سليم؟ لقد أعادت تلك الجماعات المنطقة إلى ما قبل القرون الوسطى، باستعمالها أساليب بربرية همجية دموية لا يقرها أي دين أو ضمير. هدف هذه التنظيمات نسف كل ما يؤمن به لبنان، وإخضاعه لبرامجها، مما يعني تغيير وجه لبنان بالكامل، ودفعه في أتون من الخراب والدمار والتطرف والدم. كما أن معظم عناصر هذه الجماعات الإرهابية لا يمتون للبنان بصلة وتصرفهم يتناقض مع تعاليم الإسلام والأديان السماوية. تدخل غير مدروس يبدو أن لبنان ضحية الكثير من الأمور ومنها تورط حزب الله في القتال في سورية، لكن هل تملك الحكومة القوة لإقناعه بذلك حفاظا على العسكريين اللبنانيين؟ منذ البدء قلنا، ونكرر الآن، نحن ضد تورط حزب الله في سورية، والأزمة السورية أكبر منا. إلا أن هذا لا ينفي مواجهتنا لجماعات تكفيرية لا حدود مسلكية أو جغرافية عندها، بغض النظر عن قتال حزب الله في سورية. التغيرات التي نعيشها اليوم تتجاوز كل الحجج والأعذار المطروحة. هناك مشروع "داعش" أو الدولة الإسلامية. ويشير الواقع إلى أن لهذه الفئات مشروعا يتناقض مع كل المفاهيم الحضارية ومبادئ حقوق الإنسان. ويبقى السؤال: إذا انسحب حزب الله من سورية، هل ستكف جبهة النصرة وداعش عن تعدياتها على لبنان؟ أشك في هذا الأمر، لأن مشروع هذه التنظيمات التكفيرية أبعد من كل ذلك. هل سيستطيع الجيش اللبناني البقاء في قلب النار لفترة طويلة عبر مواجهته المستمرة لتلك المجموعات الإرهابية التي تسعى للدخول إلى لبنان بأي شكل؟ تكمن مصيبة بلدة "عرسال في موقعها الجغرافي. تقع على سفح جبال تعتبر ساحة قتال أساسية بين النظام السوري و"داعش". لذلك باتت ضحية عمليات الكر والفر العسكري الحاصل في المنطقة بين القوى المتصارعة، وأضحت في بعض الحالات جزءاً من الخطوط الخلفية للمقاتلين. إضافة إلى ذلك تمكنت "داعش" من اختراق المجتمع العرسالي، عبر استقطاب بعض الشبان إلى التنظيم، مما سهل عليها استعمال البلدة كقاعدة لها من أجل التموين واللجوء. لذلك يحاول الكثير من الأهالي تحرير البلدة من تداعيات هذا القتال. وهذا ليس بالأمر السهل. أما فيما يتعلق بالجيش اللبناني فهو ابن هذه البيئة. وهو يتجنب، انطلاقا من طبيعته، القتال ضمن القرى اللبنانية. ويتجنب القصف على المدنيين الآمنين، وعلى ممتلكات اللبنانيين، ما يجعل مهمته صعبة في عرسال. كما يفتقر الجيش إلى العتاد المتطور، في ظل وجوده في أتون معارك صعبة وجغرافيا وعرة جداً من جبال ووديان وكهوف وغيرها. لكن على ما يبدو بدأت تصله بعض المعدات المتطورة والذخيرة المتخصصة، ما يجعلنا نأمل أن يتمكن من بسط سلطته على عرسال لإعادة الأمن والسلام إلى تلك المنطقة. عاطفة صادقة هنا نعرج على موضوع الهبتين السعودية الأولى والثانية لتسليح الجيش اللبناني التي أخذت خطوات مهمة. لكن لماذا لا تأخذ فرنسا خطوات جدية في هذا الاتجاه؟ هذه ليست المرة الأولى التي تمد فيها السعودية يد العون إلى لبنان. وللسعودية أياد بيضاء على الساحة اللبنانية، حيث تقف إلى جانب لبنان في السراء والضراء. ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عاطفة خاصة تجاه لبنان. وهو لم يبخل أبدا بتقديم الدعم إليه كلما دعت الحاجة. وفي هذا الوقت تحديدا تترجم الهبتان الدعم السعودي إلى لبنان، ما من شأنه أن يدعم صمود الجيش اللبناني، ويعزز قدراته في معركته ضد "داعش". وفيما يتعلق بالبعد الفرنسي، فالأمور تسير على الطريق الصحيح، حيث تحرص المملكة العربية السعودية على أن تذهب الأسلحة إلى موقعها الصحيح. لذلك تتابع بدقة مجريات الأمور، ونوعية الأسلحة المطلوبة، ما استدعى بعض الوقت لإتمام الصفقة. تهجير المسيحيين في العراق، زيادة قوة "داعش" بشكل لافت.. تمزيق أوصال سورية، زيادة عدد اللاجئين في لبنان بشكل كبير جدا، عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ألا ينذر هذا الوضع بالانفجار؟ بداية، لقد حذرت منذ سنوات من ظواهر تشبه "داعش"، وعلى المسلمين والأنظمة في الدول العربية مواجهة هذه المأساة. لا يجب أن ينتظروا من المسيحيين القيام بذلك. لأنهم أقلية في المنطقة وضحية هذه المظاهر المأساوية. كما أن العديد من المجموعات الإسلامية دفعت أيضاً ثمن هذه الظواهر التكفيرية التي لا تتحمل أي فكر مناهض أو منتقد لها. والدليل على ذلك الصراع بين "داعش" وجبهة النصرة. أو التعدي على المعالم الإسلامية من جميع المذاهب في العراق وسورية التي تتناقض مع مفهوم هذه الجماعات للممارسات الدينية التقليدية. لذلك يجب مواجهة هذه الظاهرة على صعيد الأنظمة والحكام والشعب قبل فوات الأوان، لأن تفشي هذا المرض يعني استهداف المسلمين والمسيحيين على حد سواء. ويجب على المسلمين في لبنان قبل مسيحييه أن يعملوا مع كل الأشقاء العرب على مواجهة الخطر المشترك، لأن لبنان لا يستطيع بمفرده مواجهة هذه الظاهرة المدمرة الانتحارية. من ناحية أخرى، حذرنا من مغبة النزوح السوري الكثيف في لبنان، الذي بلغ ما يقارب نصف سكان البلد، أي ما يقارب المليون ونصف المليون نازح سوري على الأراضي اللبنانية، ما يؤثر على الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي، فالمستشفيات مكتظة بالمرضى من اللاجئين السوريين، وكذلك المدارس والأماكن العامة والمؤسسات التجارية. فوضى اللاجئين لكن كانت تستطيع الدولة اللبنانية أن تحذو حذو تركيا والأردن من ناحية تنظيم وجود اللاجئين السوريين على أراضيها؟ صحيح أن هناك تقصيرا من قبل الدولة اللبنانية، التي لم يكن لديها بعد النظر الكافي في التعاطي مع هذا الأمر، مضافا إلى الخلافات داخل الحكومة اللبنانية حول كيفية التعاطي مع النازحين السوريين، مما أدى إلى شلل في الحكومة على كافة الأصعدة، ويقترح أحد الوزراء في الحكومة إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، من خلال إقامة مخيمات للاجئين السوريين في أماكن معينة حتى تكون أكثر انضباطا. ويتطلب هذا الأمر بعض الوقت والتنسيق مع الجهات الدولية المانحة. وأريد أن ألفت النظر إلى عامل خطير يتناقض مع كل مستلزمات السيادة اللبنانية. وهو تصرف بعض الهيئات الدولية الحكومية وغير الحكومية في لبنان وكأنها في بلد ليس فيها رقيب أو حسيب، حيث تعمل بعضها عن حسن نية أو أحيانا بسوء نية على خلق مجتمع سوري رديف للمجتمع اللبناني وعلى حسابه أيضا. أي أنها تعمل على منح النازحين السوريين حقوقا على حساب اللبنانيين، ما يخلق حساسية بين المواطن اللبناني والنازح السوري، حيث يعيش الأول الفقر والضيقة، بينما يمنح الثاني مساعدات وضمانات وامتيازات يفتقر إليها الشعب اللبناني. إذن لماذا لا تضع الحكومة اللبنانية حدا لهذه المنظمات من أجل حماية حقوق المواطن اللبناني في وطنه؟ لأن حجم المشكلة كبير والحكومة عاجزة أو غائبة. ولا تتحمل كامل مسؤولياتها في هذا المجال، والضغوطات والصعوبات أمامها كبيرة. فاتكلت على هذه الهيئات للتعاطي مع اللاجئين السوريين، دون النظر إلى سلبيات طريقة عملها. ونحن لسنا ضد عمل مؤسسات الإغاثة الأجنبية في لبنان. لكننا نطالب بأن يكون عملها منسقا مع الدولة اللبنانية، وتحت سقف السيادة والمصلحة اللبنانية. وهذا غير متوافر الآن. سلوكيات مرفوضة شهدنا منذ بضعة أيام تحركات شعبية لبنانية ضد اللاجئين السوريين تطالب بعضهم بمغادرة منازلهم مثلا. كيف قرأت هذا الأمر؟ نحن ضد هذا التصرف. هناك واجب إنساني يفرض نفسه على لبنان من ناحية استضافة النازحين الأشقاء طالما الوضع في سورية كما هو عليه. إلا أن هذا الواجب الإنساني لا يجب أن يكون على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين. وما حصل مؤخرا هو رد فعل إزاء تصرفات بعض اللاجئين. كما لوحظ حضور غريب ومشبوه في بعض التجمعات السورية، مثل تخزين الأسلحة، وتسلل عناصر تكفيرية مشبوهة إلى تلك التجمعات ليلا، مما يعني أن هذه التجمعات قد تتحول إلى قلاع شبه عسكرية لمواجهة الدولة أو المجتمع. وهذا الواقع بات يهدد ويقلق المجتمع. ألا يفرض هذا الواقع على الدولة اللبنانية أن تقوم بخطوة فعلية لضبط الحدود؟ وكيف يمكن لها ذلك في ظل قتال حزب الله في سورية؟ نحن لا نريد أن نزيد على التعقيدات اللبنانية عقدة جديدة. كنا قد طرحنا توسيع رقعة انتشار قوات الطوارئ الدولية من أجل الدفاع عن الحدود اللبنانية وتعزيز قدرات الجيش، وبذات الوقت حماية الوحدة الوطنية، بعد أن كنا على وشك الوقوع في فخ الاقتتال المذهبي بين الشيعة والسنة، مما يعني خراب كل البلد. من هنا نؤكد على أهمية اقتراحنا بانتشار قوات الأممالمتحدة على الحدود من أجل ضبطها. أما حزب الله، فهو يعارض بالمطلق هذا التدبير خوفا من إقفال بعض الممرات عليه، التي تمكنه من التواصل مع النظام السوري في بعض المناطق السورية. اتخذ مسار القتال في سورية بعد 4 سنوات من اندلاع الثورة منحى مختلفا.. كيف ترى شكل الخريطة السورية على المدى القريب؟ هذه الخريطة مقلقة على مستقبل سورية، وأتساءل: كيف يمكن للنظام السوري الاستمرار والحديث باسم سورية في ظل الوضع الحالي، لكن بينت مجريات الأمور صعوبة الانتصار على ذلك النظام المتجذر في سورية، وبالتالي لا أرى أي حل على المدى القريب، لأن ما يحدث ليس إلا إقامة مقاطعات أو دويلات أو إمارات. دعوة للحياد البعض يطالب حزب الله بالخروج من سورية.. ألا تجدون هذا الأمر غير منطقي لأنه لا يملك قرار العودة إلى لبنان؟ إن تدخل الحزب في سورية لمساندة الأسد جعل منه جزءا من تحالف دولي أكبر منه، لذلك طالبنا بالحياد اللبناني، وعدم التورط في حروب الآخرين التي لا تعنينا. وتكمن بداية الحل في عودة كل من أقحم نفسه في الحرب السورية، من أجل العمل على ترميم الوحدة اللبنانية وإنجاز السيادة الوطنية. ونحن نقوم باتصالات على الصعيد اللبناني الداخلي والإقليمي. وعلى تواصل مع كل من له علاقة بهذه الأزمة. ونعمل بقدر الإمكان مع الجميع. ليس من مصلحة أحد جر لبنان إلى هذا الأتون الذي قد يورطه ويورط المنطقة برمتها في ويلات لا تحمد عقباها. ولقد شاهدنا نتائج تورط بعض الأطراف في الحرب السورية. دخلت "داعش" وجبهة النصرة إلى لبنان بسبب حدودنا المفتوحة. كيف قرأت الأخبار التي تحدثت في الأيام الأخيرة عن تدريب عناصر لجبهة النصرة و"داعش" في مدينة طرابلس الواقعة في شمال لبنان؟ لم يفاجئني الأمر. ويجب على الدولة اللبنانية، لا سيما القيادات الطرابلسية، اتخاذ الموقف الصحيح من خلال دعم القوى الأمنية لوضع حد لهذا المأساة. أي تساهل من قبل القيادات السياسية الشمالية مع ظاهرة داعش والنصرة من شأنه أن يؤسس في المستقبل لمخاطر كبيرة على المدينة وعلى أهلها وعلى الوطن بأسره. دور القيادات الشمالية أساسي من قبيل مواجهة هذه الظاهرة الأصولية المتطرفة. هل يمكن تحييد لبنان عن كل ما يجري حوله وتحديدا في سوريا؟! هذا مطلبنا.. نحن نريد الحياد الذي يمكّن لبنان من لعب دور مهم في المحافل الدولية. أين أصبحت المبادرة التي أطلقها فريق 14 آذار لانتخاب رئيس للجمهورية لإخراج البلد من هذا الوضع المتأزم؟ انتقلنا في هذه المبادرة من مرشح فريق الرابع عشر من آذار سمير جعجع إلى خيارات توافقية. وما زالت المبادرة مستمرة. وستتشكل في القريب العاجل لجنة مصغرة من فريق 14 آذار التي ستجول على كل القيادات للبحث في المخرج الممكن لهذه الأزمة. شروط تعجيزية في ظل الظروف التي يعشها لبنان والمنطقة اليوم: لماذا لا يريد فريق 8 آذار رئيسا للجمهورية؟ يريد فريق الثامن من آذار رئيسا حصريا وعلى قياسه، وفي لبنان لا يمكن لرئيس الجمهورية أن يكون حصريا وعلى قياس أحد. ماذا يستطيع أن يفعل رئيس الجمهورية للبنان في ظل الجنون السياسي الأمني الذي نعيشه اليوم؟ رئيس الجمهورية أساسي في لبنان. هو رأس الدولة وكل المؤسسات الوطنية. وهو رمز البلاد. يتمتع بدور مزدوج، من ناحية، عليه جمع الفرقاء اللبنانيين حول الثوابت الوطنية. وهذا ما حققه الرئيس ميشال سليمان عندما دعا إلى هيئة الحوار، وتم التوافق على "إعلان بعبدا". ومن ناحية أخرى يمارس رئيس الجمهورية دور المحاور باسم لبنان لدى المحافل الدولية والمراجع الأجنبية. ويفقد لبنان مصداقيته على الصعيد الخارجي الدولي عند شغور سدة الرئاسة. فتختل المعادلة الدستورية عند غياب أحد عناصرها الأساسية، ويشعر المكوّن المسيحي بالغبن والقلق. هل أمين الجميل المرشح الرئاسي التوافقي لرئاسة الجمهورية؟ في الاجتماع القيادي في بكركي عند مطلع مرحلة الانتخابات الرئاسية، طرح المجتمعون الأسماء القيادية الأربعة، من بينها اسمي بمثابة مرشّحين جدّيين للرئاسة اللبنانية. ولم يتغيّر شيء أساسي منذ هذا التاريخ، سوى التأخير في إجراء الانتخابات. إلى أي حد للحكومة السورية والرئيس بشار الأسد رأي في اختيار الرئيس اللبناني القادم؟ سورية هي جزء من المحور الروسي – الإيراني في المنطقة. ودورها من خلال هذا التحالف مؤثر لا شك على الساحة اللبنانية. لم يعد سرا التداخل بين الخارج والداخل في لبنان، حيث تتشاور وتتعاطف بعض القوى اللبنانية مع جهات أجنبية في كثير من الأمور، مما يعقد حل بعض الأزمات اللبنانية. إنما يبقى على اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم.