هل يمكن أن يتحول النقد الكروي التلفزيوني إلى فاجعة تحل بصاحبه، ويكون لها تأثير على مساره المهني والشخصي؟ سؤال طرحه عدد من المراقبين للشأن الرياضي المغربي، بعدما قرر الاتحاد المغربي لكرة القدم تجميد رخصة التدريب الخاصة بفؤاد الصحابي، المدرب الكروي المعروف، والذي يمارس التحليل الرياضي في قناة «ميدي 1 تي في» منذ أكثر من أربع سنوات من خلال برنامج «بطولتنا» والذي يقدمه برفقة نوفل العواملة. الخبر نزل كالصاعقة على الجمهور الرياضي، ولاقى استغراباً وتذمراً، إذ وصف بالقرار الغريب وغير المبني على أسس منطقية. وردّ فؤاد الصحابي في برنامج «بطولتنا» على القرار بالقول: لن يخرسني أحد، وسأتكلم بكل حياد وبكل منطق. منذ أربعة مواسم، وأنا أمارس التحليل الرياضي في القناة، وما ثبت أنني قمت بسبّ أحد أو شتم، بل بالعكس أدافع عن الإطار الوطني». وعلّق اتحاد كرة القدم رخصة تدريب الصحابي إلى إشعار آخر، معلل القرار بانتقاد الصحابي لبرنامج عمل زملائه المدربين، خلال برنامج «بطولتنا» على قناة «ميدي1»، كما اعتبر أن هناك «ازدواجية في الصفة»، أي الجمع بين التعليق والتحليل الرياضي والتدريب. وخاطب معد برنامج «بطولتنا» ومقدمه نوفل العواملة، في تدوينة «فايسبوكية» زميله الصحابي، قائلاً: «لقد اخترقت جدار الصمت وأصابت كلماتك كبد الحقيقة، في مواضيع كثيرة، محط نقاش عقلاني وتحليل منطقي؛ لكي توضح للشارع الرياضي ما يحدث في بيت المنتخبات الوطنية». وأضاف: « أعرفك منذ سنوات خلت، ولم يسبق لي أن نسقت معك، قبل أي حلقة من برنامج «بطولتنا»، بل على العكس دائماً كنت أفاجئك بكثير من المواضيع وعلى الهواء مباشرة؛ لأننا نعمل بتلقائية، ونقدم قراءة لمشهدنا الكروي، بعيدا عن محاباة هذا الطرف أو ذاك». سحب رخصة تدريب محلل رياضي على قناة تلفزيونية ضربة موجعة، ليس لمن وقعت عليه العقوبة، بل لحرية التعبير والرأي والنقد التلفزيوني في المغرب.