دعا وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إلى «حل سياسي» للأزمة السورية «يضمن انتقالاً منظماً ومحكوماً لسورية الجديدة»، محذراً من إطالة أمد الأزمة. وأكد حرص بلاده على «وحدة سورية وأراضيها ونسيجها الاجتماعي»، مشدداً على أن «رغبة الشعب السوري في الحرية والكرامة والديموقراطية لن يستطيع أحد أن يمنعها». ولم يحسم عمرو في تصريحات صحافية أمس إمكان عقد قمة بين قادة مصر وتركيا وإيران على هامش القمة الإسلامية التي تنطلق اليوم في القاهرة، وإن لم يستبعده. لكنه رهن حصوله ب «درس تطور الأحداث خلال الساعات القليلة المقبلة». وعن التأثير الإيراني في قرارات القمة الإسلامية في الملف السوري، قال إن «مواقف الدول جميعاً معروفة تجاه الأزمة السورية، والقرارات التي تصدر عن مثل هذه القمم لا بد من أن يكون هناك توافق وتراض بين الدول في شأنها». لكنه شدد على أن «الحل العسكري لا ينفع في الأزمة السورية... ومصر مع كل جهد يقلل أمد الأزمة»، مناشداً الأطراف المؤثرة في النظام السوري كافة «بتوعيته بهذه الحقيقة وبأن الشعب السوري سينتصر لا محالة في النهاية». وعن الاتفاق على المرشح الذي سيخلف أكمل الدين إحسان أوغلو على رأس منظمة التعاون الإسلامي، أشار إلى أن «هناك شبه توافق بين دول منظمة التعاون على مرشح السعودية أياد مدني لرئاسة المنظمة»، لافتاً إلى أن «هذا المنصب يتم تداوله جغرافياً». وقال إنه «لم يتم حتى الآن حسم الدولة التي ستستضيف القمة المقبلة»، موضحاً أن «تركيا وأذربيجان تقدمتا لاستضافة القمة وسيتم التراضي بينهما». وتطرق إلى دعم بلاده لعقد مؤتمر للمانحين للقدس. وقال إن «مصر ستعمل بجهد وسعي دؤوب لعقد المؤتمر وتقديم المساعدة للقدس». وتحدث عن مؤتمر تعتزم بلاده إقامته «لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي». ونفى وجود خلاف بين مصر وفرنسا على خلفية التدخل العسكري في مالي. لكنه قال إن «مصر دائماً مع الحلول السياسية لأي مشكلة في القارة الأفريقية طالما كانت هذه الحلول ممكنة، والموقف المصري تجاه الأزمة في مالي وأي دولة تشهد محاولات تمرد ضد الحكومة، يتمثل في ضرورة التعامل مع هذه الأمور على المدى الطويل ورؤية الأسباب الحقيقية من خلال التعامل مع الجذور». وعما إذا كانت قضية اعتقال بعض المصريين في دولة الإمارات هي السبب في انخفاض مستوى تمثيل أبو ظبي في القمة، قال عمرو إن «الإمارات هي التي تحدد تمثيلها... مصر تنتظر أن تحصل على إجابة حول طبيعة التهم الموجهة إلى المعتقلين هناك، حتى يسمح للقنصلية بالقيام بزيارات لهم ونأمل بأن يتم ذلك بسرعة».