اوقف اربعة اشخاص بينهم ثلاثة فرنسيين - كونغوليين وواحد من مالي في منطقة باريس، في اطار تحقيق حول شبكة «جهادية» تجند متطوعين للانضمام إلى متمردي مالي، حيث تشن القوات الفرنسية منذ 11 كانون الثاني (يناير) الماضي حملة ضد الإسلاميين المسلحين أسفرت عن طردهم من المدن الكبرى في شمال البلاد، والتي سيطروا عليها منذ نيسان (ابريل) الماضي. وأوضح وزير الداخلية مانويل فالس أن العملية التي نفذتها الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية، ترتبط باعتقال الفرنسي – الكونغولي سيدريك لوبو قبل شهور، لدى محاولته دخول مدينة تمبكتو التاريخية في مالي من النيجر للانضمام إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وحذر فالس الفرنسيين الساعين الى «الجهاد»، وبينهم «عشرات في سورية، وحفنة في الساحل الأفريقي»، مذكّراً بتفكيك خلية في نهاية 2011 اشتبه في سعيها إلى تشكيل شبكة «جهادية»، وتنفيذ اعتداء على متجر يهودي في سارسيل بضاحية باريس في أيلول (سبتمبر) الماضي. وكان قاضي مكافحة الإرهاب المسؤول عن التحقيق مارك ترفيديك، صرّح الشهر الماضي بأن «فرنسا تحتاج إلى شرطة محلية أكثر قوة، وتبادل أفضل للمعلومات الاستخبارية والقدرة على اختراق الجماعات الإسلامية المتشددة الصغيرة، إذا كانت تسعى إلى محاربة التهديدات الأمنية الجديدة على أراضيها». واعتبر أن التمرد الذي استولى على شمال مالي يمهد الطريق أمام شن هجمات على فرنسا «لأن مزيداً من مسلمي فرنسا من اصل أفريقي يجدون قضية يؤمنون بها في هذا الصراع». وشدّدت فرنسا إجراءات الأمن في المباني العامة ووسائل النقل العام، رغم أنها أبقت مستوى التأهب الأمني عند اللون الأحمر، الذي يعني وجود «تهديدات محتملة»، وهو أقل درجة من المستوى القرمزي الذي يعني وجود «تهديدات أكيدة». ومع استمرار الحملة العسكرية في مالي دخل 1800 جندي تشادي مدينة كيدال، المعقل السابق للجماعات الإسلامية المسلحة في شمال مالي، من أجل «تأمينها». وينتشر في مالي حوالى 3800 جندي أفريقي، أكثر من ألفين منهم في اطار الوحدة الدولية لدعم مالي، والتي سيجري تعزيزها خلال الأسابيع المقبلة. وتعهدت تشاد إرسال ألفي جندي لا يعملون في إطار القوة الأفريقية، لكنهم ينسقون معها. وأوضحت وزارة الدفاع الفرنسية أن قواتها تواصل السيطرة على المطار، بعد تعزيز وحدتين للمظليين بعشرات العناصر، ما رفع إلى 4 آلاف عدد الجنود الفرنسيين المنتشرين في مالي. وكشفت الوزارة أن الضربات الجوية المكثفة التي استهدفت كيدال في الأيام الأخيرة عالجت 25 هدفاً، خصوصاً مستودعات لوجستية ومراكز تدريب في مناطق اغيلهوك وتيساليت. الى ذلك، أعلنت سلطات مالي اعتقال ثمانية مقاتلين إسلاميين، هم ستة ماليين ونيجيري وجزائري، نقلتهم من بلدة غاو (شمال) إلى بلدة موبتي (وسط). وأوضح المدعي العام في موبتي الفوسيني ديوب، أن سكان غاو أوقفوا خمسة من المشبوهين الذين ضبطت اسلحة تستخدم في الحرب في حوزتهم. وأشار إلى أن محامياً سيكلف مهمة الدفاع عن الموقوفين، الذين اعترفوا بعضويتهم في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» أو «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» أو جماعة «أنصار الدين»، وذلك فور نقلهم إلى العاصمة باماكو، حيث سيحاكمون.