اعتبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس، أن الملف النووي لبلاده بات «مملاً»، ورأى «تغييراً» في نهج الإدارة الجديدة للرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء طهران. وقال صالحي: «أنا متفائل وأشعر بأن هذه الإدارة الجديدة تحاول فعلياً هذه المرة على الأقل، تغيير نهجها التقليدي السابق إزاء بلادي. لاحظت رؤية متوازنة» لدى مسؤولي الإدارة. وأضاف في خطاب أمام المجلس الألماني للعلاقات الخارجية في برلين: «أعتقد بأن الوقت حان ليلتزم كل طرف الانخراط، لأن المواجهة ليست قطعاً الحلّ، ولن تؤدي سوى إلى تفاقم الوضع في المنطقة. نحن مستعدون لأن نأخذ في الاعتبار قلق الطرف الآخر، وهذا مهم جداً». وتطرّق صالحي إلى إعلان جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، استعداد واشنطن لحوار مباشر مع طهران حول ملفها النووي، وأشار إلى صعوبة الثقة بين الجانبين متسائلاً: «كيف نثق بهذه اللفتة مجدداً»؟ وأعرب عن أمله بأن يفي أوباما بتعهده «الابتعاد عن الحروب والنهج الذي يحدِث دماراً وقتلاً وسفك دماء»، معتبراً أن «قضية الملف النووي أصبحت مملّة». وسأل مراسل صحيفة إسرائيلية، صالحي هل سيزور نصب «المحرقة» في برلين، ورأيه في نفي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حدوث «المحرقة»، فأجاب: «أي محرقة هي مأساة إنسانية». في باريس، اتهم الرئيس فرنسوا هولاند إيران بأنها «ما زالت ترفض الشفافية» في برنامجها النووي. وأضاف بعد لقائه بايدن: «سنضغط حتى النهاية، لتسفر المفاوضات عن نتيجة». وكان بايدن اعتبر أن «الكرة الآن في ملعب الإيرانيين»، إذ قال لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: «بذلنا ونبذل، جهوداً فعلية توصلاً إلى تسوية ديبلوماسية لمخاوف المجتمع الدولي إزاء البرنامج النووي الإيراني. لكن النافذة الديبلوماسية تضيق». وحض الحكومة الإيرانية على «أن تدخل المحادثات مع الدول الست، بجدية ونيات صادقة». وزاد: «تعود إلى القادة الإيرانيين مسؤولية احترام تعهداتهم الدولية، وإن لم يحصل ذلك، سيتعرّضون لعقوبات تشلّ وضغوط متزايدة». وشدد على أن «أوباما كان واضحاً: سيمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ولكن ما زال هناك متسع من الوقت لتنجح الديبلوماسية، مدعومة بضغوط». أما وزير الدفاع الأميركي المنتهية ولايته ليون بانيتا فأشار إلى أن المعلومات الاستخباراتية لبلاده تفيد بأن الإيرانيين «لم يتخذوا قراراً بتطوير سلاح نووي». واستدرك: «لكن كل المؤشرات يثبت مواصلتهم تعزيز قدراتهم النووية، وهذا مقلق، ونطالبهم بوقفه». إلى ذلك، رجّح أولي هاينونن، وهو نائب سابق لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأبرز مفتشي الوكالة، نجاح إيران في إنتاج 3 آلاف جهاز طرد مركزي من طراز «آي آر-2» المتطور لتخصيب اليورانيوم، وتشغيلها في منشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم. وأعلن نجاد استعداده ل «المجازفة» والتضحية بنفسه، ليكون «أول رائد يرسله علماء إيرانيون إلى الفضاء». وشدد على أن «تكنولوجيا الفضاء هي القاطرة التي تقود إلى كل العلوم والتقنيات في البلاد، والضغوط الاقتصادية لن تعرقل مواصلة التطور العلمي» لبلاده.