حذرت واشنطنطهران أمس، من أن نافذة الحوار حول برنامجها النووي «لن تبقى مفتوحة إلى الأبد»، واعتبرت أن ثمة «خلافات» بين أركان النظام الإيراني، حول انتخابات الرئاسة المقررة الصيف المقبل، تعرقل معاودة المحادثات في هذا الملف. وقال جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي: «نعتقد بأن ثمة متسعاً من الوقت وهامشاً للديبلوماسية، إضافة إلى ضغط اقتصادي» على إيران. واستدرك أن «النافذة لن تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية». أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فقالت عشية انتهاء ولايتها: «أعتقد بأن النافذة لن تبقى مفتوحة لفترة طويلة جداً، ولكن لن أحدد أياماً أو أسابيع أو أشهراً». وعزت امتناع طهران عن الموافقة على موعد ومكان للجولة المقبلة من المحادثات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، إلى «خلافات كثيرة لدى أعلى مستويات النظام، حول كيفية التعامل» مع المحادثات. وأضافت: «سيقرر (الإيرانيون) الحضور أو عدمه، على أساس حساباتهم الداخلية. لديهم انتخابات في حزيران (يونيو)، ويتبارى الناس ليروا من سيرشحه المرشد (علي خامنئي) ليكون الرئيس المقبل. إنهم مشغولون بحساباتهم السياسية الداخلية، وهذا أهم بكثير بالنسبة إليهم من تحديد موعد (المحادثات) ومكانها». وزادت: «سياستنا هي المنع، لا الاحتواء، وكل الخيارات ستبقى مطروحة على الطاولة وفي وقت ما ستغلق نافذة التعامل». لكنها رفضت تأكيد أن 2013 سيكون سنة الحسم حول الملف النووي الإيراني، قائلة: «الغموض البناء هو ميزة واضحة في كثير مما نفعله». وأشار وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله إلى انه سيلتقي نظيره الإيراني علي اكبر صالحي في ميونيخ، على هامش مؤتمر حول الأمن، مشدداً على أن «المحادثات المباشرة بين واشنطنوطهران في مصلحة الجميع، بينهم الأوروبيون، وسنساهم في تأمين الأجواء الضرورية لها». وأضاف بعد لقائه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، أن بايدن «مدّ يده إلى الحكومة الإيرانية، وندعوها إلى الاستجابة لعرضه». أما اشتون فأعربت عن أملها بمعاودة المحادثات «قريباً جداً»، لكنها أبدت قلقاً من إبلاغ إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية نيتها نصب أجهزة طرد مركزي حديثة في منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم. وقالت ناطقة باسمها: «إذا قررت إيران نصب أجهزة طرد مركزي متطورة، سيزيد ذلك بدرجة كبيرة إنتاج (يورانيوم) مخصب، ويعزز مخاوف ضخمة، خصوصاً حول الطابع المحض سلمي للبرنامج النووي الإيراني». وانتقدت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا الإعلان الإيراني، بوصفه «استفزازاً» و»تصعيداً جديداً» و»انتهاكاً» لقرارات مجلس الأمن. في المقابل، أشاد صالحي بوزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري، بوصفه «شخصية بارزة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة»، معرباً عن أمله بأن «يغيّر شيئاً في نهج السياسة الأميركية المعادية لإيران». ذكرى الثورة على صعيد آخر، يكشف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم مقاتلة محلية الصنع من طراز «قاهر 313»، وذلك في إطار إحياء الذكرى الرابعة والثلاثين لانتصار الثورة التي اعتبرها «الحرس الثوري» الإيراني «أضخم منعطف في تاريخ الإسلام». أما رجل الدين كاظم صديقي فرأى أن «الثورة طرحت أفكاراً جديدة للعالم وقدمت نهجاً جديداً في الحكم»، معتبراً أنها سددت «صفعات موجعة للغرب الذي تحطمت شوكته». إلى ذلك، انتقد النائب المحافظ البارز علي مطهري اعتقال 17 صحافياً إيرانياً أخيراً، معتبراً أن ذلك «ليس في مصلحة البلاد». وأسف ل «حرمان الصحافيين من سلامهم الذهني والمهني». وطالب أكثر من مئتي صحافي إيراني، داخل البلاد وخارجها، بإطلاق زملائهم، إذ رأوا دافعاً «سياسياً» وراء اعتقالهم.