شدّد مسؤول شؤون موارد المياه وتغير المناخ في «وحدة التنمية المستدامة» التابعة ل «لجنة الأممالمتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا» (الإسكوا) طارق محيي الدين صادق على صعوبة المفاوضات خلال مؤتمر «كوب 18» حول المناخ الذي عقد في الدوحة العام الماضي، لافتاً إلى الصراع «القوي» بين الدول النامية والمتقدمة، و «تخاذل الدول المتقدّمة عن إمداد صندوق المناخ الأخضر بما يلزمه». وأشار إلى تصاعد الصعوبة بعدما طالبت الدول التي تعاني من ارتفاع سطح البحر بآلية تعويضية في حال تعرضها لكوارث، وإصرار الدول النامية على أن تتعهد الدول المتقدمة بالالتزامات المادية ونقل التكنولوجيا. التقت «الحياة» الدكتور صادق للحديث عن المؤتمر الذي توّج نشاطات المناخ الدولية في 2012. وأوضح أن الالتزام الفعلي للدول لا يتجاوز 15 في المئة، في مسألة الانبعاثات العالمية خلال السنوات الثماني المقبلة. وأشار إلى أن الصين والهند وأميركا، تصدر قرابة 70 في المئة من هذه الانبعاثات، لافتاً إلى أن الدول المتقدّمة تتحدث عن أزمة مالية تحول دون تقديم التمويل المطلوب ل «صندوق المناخ الأخضر». وأفاد صادق بأن إدارة التنمية المستدامة والإنتاجية في «إسكوا» تعمل الآن على تدعيم قدرات الدول للاستفادة من نتائج «كوب 18» وصندوق المناخ الأخضر، وكذلك الحال بالنسبة لمشروعات ذات أولوية في المنطقة العربية مثل الطاقات الجديدة والمتجددة واحتجاز الكربون وتخزينه. وأوضح أن العمل جارٍ على صنع قواعد بيانات إقليمية للتعرّف إلى مدى تأثر المنطقة العربية وسواحلها بتغيّرات المناخ. وأشار إلى أن هذه الدراسة تنجز بالتعاون مع مجموعة من المراكز والمعاهد العربية، منها «المركز القومي لبحوث المياه» و«معهد البيئة لتغيّر المناخ»، و«وحدة التنبؤ» في وزارة الموارد المائية والري (مصر)، و«جامعة الملك عبدالعزيز»، و«جامعة الملك عبدالله» (السعودية)، و«منظمة الأرصاد العالمية»، إضافة إلى مساهمة علمية «المعهد السويدي للهيدرولوجيا والأرصاد» في صنع النماذج الرياضية عن المناخ. ويمول مشروع الدراسة بمنحة سويدية من «وكالة التعاون السويدية» تبلغ 4 ملايين دولار.