أنقذت سفينة سياحية الخميس أكثر من ثلاثمئة لاجئ، معظمهم سوريون وبينهم حوالى خمسين طفلاً قبالة سواحل قبرص لكن لدى وصولهم إلى الجزيرة رفض حوالى 280 منهم مغادرة السفينة مطالبين بنقلهم إلى إيطاليا، قبل أن يوافقوا بنهاية المطاف على النزول في ميناء ليماسول. وقال مساعد مدير الدفاع المدني مرينوس بابادوبولوس لوكالة «فرانس برس»: «نزلوا جميعهم من السفينة. وقد جرى ذلك اعتباراً من الساعة الخامسة وذهبت الشرطة إلى الداخل ولم تفعل شيئاً (تفاوضت فقط) وحصل كل شيء بهدوء ووافقوا في النهاية على النزول». وكان اللاجئون الذين انطلقوا على الأرجح من أحد مرافئ سورية وفق وزارة الدفاع طالبوا في البداية بالتوجه إلى إيطاليا. وبعد نزولهم من السفينة دخل اللاجئون إلى منشأة أعدتها السلطات لوصولهم، حيث يمكن أن تتوافر العناية لمن يحتاج إليها ولتسجيلهم. وقال بابادوبولوس: «إننا مستعدون لنقلهم في أول باصين» كي يتمكنوا من التوجه إلى معسكر كوكينوتريميثيا على بعد حوالى عشرة كيلومترات من العاصمة نيقوسيا. وهناك يمكنهم الاستحمام والحصول على ثياب نظيفة والاستراحة، وفق الصليب الأحمر. وقد أنقذت السفينة «سالاميس فيلوكسينيا» المركب الذي كان يبحر على مسافة 50 ميلاً بحرياً في جنوب غربي مدينة بافوس الساحلية بعد إرساله نداء استغاثة بسبب «الأحوال الجوية الرديئة»، وفق وزارة الدفاع. وأوضحت راكبة قبرصية تدعى كريستالا أفلاتسوميس (66 عاماً) لوكالة «فرانس برس» أن النازحين أمضوا ثلاثة أيام في البحر على متن مركب وسط ظروف جوية رديئة. وروت المواطنة القبرصية التي قامت برحلة بحرية لتسعة أيام مع زوجها على متن السفينة «سالاميس فيلوكسينيا» في الجزر اليونانية، «إن البحر كان مريعاً. وقد تقيأ عدد منا. وفي الساعة 8,45 (5,45 ت غ) كنا على مقربة من مدينة بافوس (الساحلية القبرصية). لكن القبطان تلقى نداء لإنقاذ هؤلاء الناس» فعادت السفينة أدراجها. وأضافت «كان عددهم حوالى 350 من سورية وبينهم الكثير من النساء الحوامل و20 طفلاً رضيعاً. وقد دفعوا الكثير من المال (للقيام بهذه الرحلة)». ولا تبعد جزيرة قبرص سوى مئة كيلومتر تقريباً عن الساحل السوري، إلا أنها كانت لا تزال في منأى عموماً عن تدفق اللاجئين الهاربين من النزاع الذي تشهده البلاد منذ آذار (مارس) 2011. وفي آب (أغسطس) 2012، قضى سبعة سوريين بينهم طفلان إثر غرق المركب الذي كانوا على متنه قرب الساحل الشمالي لقبرص. ووفقاً للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة غرق أكثر من 2500 شخص أو اعتبروا في عداد المفقودين منذ مطلع 2014 أثناء محاولة عبور المتوسط. وفي العاشر من أيلول (سبتمبر) قضى حوالى خمسمئة شخص في غرق مركبهم قبالة ساحل مالطا، وكان حادث الغرق «الأخطر في السنوات الأخيرة» في البحر المتوسط وفق المنظمة الدولية للهجرة. ولم ينج من ذلك الحادث سوى عشرة أشخاص.