لندن، برلين، موسكو - «الحياة»، ا ف ب، رويترز - يلتقي في ميونيخ اليوم نائب الرئيس الاميركي جو بايدن مع رئيس «الائتلاف الوطني» السوري الشيخ معاذ الخطيب، وهو اول اجتماع على هذا المستوى بين مسؤول كبير في ادارة الرئيس باراك اوباما مع المعارضة السورية. ويعقد اللقاء على هامش المؤتمر التاسع والاربعين حول الامن الذي افتتح امس في ميونيخ ويستمر حتى غد الاحد بمشاركة مسؤولين وخبراء في العلاقات الدولية من كافة اقطار العالم. واضافة الى بايدن والخطيب يشارك في لقاء ميونيخ وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وايران علي اكبر صالحي والمانيا غيدو فسترفيلله ووزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو والوسيط الدولي العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي. ويأتي لقاء بايدن والخطيب بعد موقف مثير للجدل اطلقه رئيس «الائتلاف» وتضمن دعوة الى الحوار مع النظام، من غير ان يربط هذه الدعوة بشرط تنحي الرئيس بشار الاسد. غير ان رئيس «المجلس الوطني» السوري جورج صبرا الذي حضر الاجتماع الذي عقده «الائتلاف» في القاهرة اول من امس الخميس قال في اتصال مع «الحياة» من لندن ان هذا الاجتماع اعاد التأكيد على المرتكزات والثوابت التي حددتها وثيقة تأسيس «الائتلاف» والتي تؤكد بشكل واضح ان لا حوار مع النظام السوري الا بعد رحيل الاسد. واضاف صبرا ان التوضيحات التي قدمها الشيخ معاذ الخطيب لما جاء على صفحته على «فايسبوك» من دعوة الى الحوار مع النظام اثبتت ان موقفه لا يتناقض مع مواقف المعارضة التي دعت دائماً الى شكل من اشكال المفاوضات لنقل البلاد من الحالة الاستبدادية القمعية الى ادارة ديموقراطية. واكد في هذا المجال ان «المجلس الوطني» تعاطى ايجابياً في السابق مع مبادرة الجامعة العربية ومع غيرها من المبادرات التي تم اقتراحها لحل الازمة. واشار صبرا الى ان الشيخ معاذ الخطيب ابلغ اجتماع القاهرة باللقاء الذي سيجمعه في ميونيخ مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن. كما من المحتمل ان يجتمع الخطيب على هامش مؤتمر ميونيخ مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وعلق صبرا على احتمالات تغير الموقف الروسي باتجاه التوافق مع الموقف الاميركي على الحل، فاعرب عن الامل ان يكون موقف موسكو قد اصبح جاهزاً للتقدم خصوصاً انه لم يعد بوسع روسيا ان تغطي جرائم الاسد، كما قال. وكانت قيادة «الائتلاف» طلبت من الخطيب عدم الرد على اي مقترحات تقدم له في لقاءات ميونيخ من دون الرجوع اليها. كما انتخبت القيادة لجنة لصياغة بيان سياسي يضع استراتيجية للسلام «او المضي قدما في الحرب» اذا فشلت الجهود الدولية في التفاوض لانهاء حكم الاسد. وقلل نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس من شأن الانباء التي ذكرت أن لافروف سيشارك في اجتماع في ميونيخ اليوم مع معاذ الخطيب والاخضر الابراهمي. ووصف غاتيلوف التقارير التي تحدث عن هذا الاجتماع بانها «لا تتفق مع الواقع.» وإذا عقد مثل هذا الاجتماع فسيكون الأول بين لافروف والخطيب الذي سبق ان رفض في كانون الأول (ديسمبر) الماضي دعوة روسية لزيارة موسكو لإجراء محادثات، وطالب لافروف بالاعتذار عما وصفه بتدخل روسيا في الشأن السوري. وقال ديبلوماسي غربي على اتصال بالمعارضة السورية ان اجتماع ميونيخ يجب ان يعرض على الخطيب مقترحات بتنحية الاسد يمكنه قبولها من دون أن يفقد مصداقيته. واضاف «مستوى احباط المعارضة من غياب الدعم الدولي للانتفاضة مرتفع للغاية... ربما تكون هذه إحدى الفرص الأخيرة قبل ان تقول المعارضة: فليذهب المجتمع الدولي إلى الجحيم ولنحول كل جهودنا نحو الحرب». من جهة اخرى أكدت مصادر غربية رفيعة المستوى في مجلس الأمن ل «الحياة» أن مبادئ الانتقال السياسي الستة، التي اقترحها الأخضر الإبراهيمي على المجلس، «ليست كافية للتقدم نحو اتفاق في مجلس الأمن على حل سياسي في شأن سورية لأن المحادثات الروسية - الأميركية في هذا الشأن لا تتقدم». وأضافت أن المقترح الجديد للإبراهيمي يتلخص «ببقاء الأسد في قصره فيما تجرى المحادثات بين وفدين من المعارضة والحكومة خارج سورية». وأن «بقاء الأسد في السلطة سيُعطل العملية الانتقالية، حتى وإن تم تشكيل حكومة انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة». لكن المصادر أشارت إلى أن مجلس الأمن سيعود إلى «مناقشة النقاط التي اقترحها الإبراهيمي خلال أيام بعد دراستها». وقال ديبلوماسي رفيع إن «خطة الإبراهيمي هذه لن تجد فرصة للتطبيق في المدى المنظور» وأن «روسيا لا تزال تكرر موقفها بأن دور الرئيس السوري يجب أن يُحدد بناء على نتيجة العملية الانتقالية وليس قبلها»، إضافة إلى أن دولاً غربية «متشككة في شأن الخطوة التالية لخطة الإبراهيمي، خصوصاً أن بقاء الأسد في قصره من دون دور في العملية الانتقالية لن يعطل بالضرورة نفوذ الأجهزة التابعة له».