أفادت صحف تركية أمس، بأن الانتحاري الذي نفذ الاعتداء على السفارة الأميركية في أنقرة أول من امس، ما أدى الى مقتل رجل أمن تركي، موقوف سابق نفذ إضراباً عن الطعام، ومعروف بشن هجمات مسلحة. وأوضحت أن الانتحاري اجويد سانلي (40 سنة) الذي تقول السلطات انه عضو في حزب الجبهة الثورية للتحرير الشعبي اليساري المتطرف، نفذ عقوبة بعد إدانته بإطلاق صورايخ على مجمع عسكري عام 1997، قبل أن يفرج عنه في 2001، إثر اضراب عن الطعام في السجون التركية انتهى في كانون الاول (ديسمبر) 2000 بتدخل عنيف لقوات الأمن، وأسفر عن مقتل 20 سجيناً ينتمون إلى الحزب اليساري الذي وقف وراء تحركات عنيفة كثيرة في تركيا منذ نهاية السبعينات من القرن العشرين. وأشارت صحيفتا «ملييت» و«وطن»، إلى أن سانلي يعاني من مرض عصبي ناجم عن نقص حاد في المواد الضرورية للجسم، وأصاب عدداً كبيراً من السجناء الذين شاركوا في حركات إضراب عن الطعام، لذا اختير لتنفيذ هذا الاعتداء الانتحاري باعتبار أن «أيامه معدودة». ولم تعتقل السلطات أي شخص بعد الهجوم، علماً أن الشرطة تشن منذ 18 كانون الثاني (يناير) الماضي عمليات امنية واسعة النطاق ضد الحزب، واعتقلت حوالى مئة شخص بينهم محامون وموسيقيون مقربون من الحركة. ورجحت وسائل الإعلام التركية أن تنفيذ الحزب الاعتداء كان للانتقام من العمليات. وفي رسالة وجهها إلى نظيره الأميركي باراك اوباما، اكد الرئيس التركي عبد الله غل، أن الهجوم على السفارة الأميركية استهدف تركيا بقدر الولاياتالمتحدة، مؤكداً ان الحادث سيعزز الإرادة المشتركة للبلدين في مكافحة «الإرهاب». وقال: «أنقرة ماضية بعزم في مكافحة كل أشكال الإرهاب، بالتعاون مع الولاياتالمتحدة وباقي حلفائها»، مبدياً حزنه «العميق» من «الحادث الشنيع»، والذي وصفه بأنه «خيانة». واتصل وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو بنظيرته الأميركية هيلاري كلينتون لبحث تداعيات الهجوم، وذلك قبل ساعات قليلة من مغادرتها المنصب وحلول جون كيري بدلاً منها. وكانت وزارة الخارجية الأميركية أصدرت تحذيراً لمواطنيها من السفر إلى تركيا. وفيما استهدف التفجير مدخل السفارة، أشادت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بإجراءات الأمن المتخذة حول السفارة في أنقرة، «ما حال دون ان تكون حصيلة الهجوم الانتحاري «أسوأ بكثير» من قتيلين، أو سقوط قتلى أو جرحى داخلها. وأوضحت نولاند أن السفارة الأميركية في انقرة اجرت خلال السنوات العشر الماضية تحسينات لرفع مستوى اجراءات الأمن فيها، بينها استحداث «محيط خارجي» لتفتيش الزوار. وتقع السفارة الأميركية في انقرة في مبنى يعود الى الخمسينات، وهو يحتاج الى اعادة تأهيل شاملة رصدت المخصصات اللازمة لها في ملحق بالموازنة أحالته وزارة الخارجية على الكونغرس لإقراره بعد الاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي.