فجّر انتحاري شحنة ناسفة في مركز حراسة تابع للسفارة الأميركية في أنقرة، ما أدى إلى مقتله وحارس أمن تركي، في هجوم اتهمت الحكومة تنظيماً يسارياً متطرفاً بتنفيذه. وقال محافظ أنقرة علاء الدين يوكسال إن الانتحاري فجّر الشحنة أثناء تفتيشه قرب بوابة السفارة، ما أدى إلى مقتله وحارس الأمن وجرح ثلاثة أفراد وأضرار في مبنى السفارة وبوابتها. وأعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر أن التفجير نُفذ داخل مركز الحراسة عند مدخل جانبي للسفارة، مشيراً إلى أن الصحافية التلفزيونية التركية ديدم تونكاي (38 سنة) التي كانت تسعى إلى نيل تأشيرة دخول للولايات المتحدة، أُصيبت بجروح خطرة، في مقابل جروح طفيفة لحارسين. وأكد الوزير أن الانتحاري شاب تركي، لافتاً إلى مساعٍ لتحديد هويته، من خلال صور التقطتها كاميرا الأمن الداخلي للسفارة. ورجّح انتماءه إلى «الجبهة الثورية للتحرير الشعبي» الماركسية أو «منظمة يسارية سرية» متطرفة أخرى. ونُفِذ الهجوم بعد أسبوعين على حملة للسلطات استهدفت «الجبهة» التي نُسبت إليها «عمليات إرهابية» في تركيا منذ سبعينات القرن العشرين، وهي مدرجة على لائحة الإرهاب في تركيا وأميركا، وتطالب بدولة اشتراكية وتعادي واشنطن. وحمّلت السلطات التركية، «الجبهة» مسؤولية هجوم انتحاري العام 2001، أدى إلى مقتل شرطيَّين وسائح في ساحة تقسيم في اسطنبول. وابرز هجوم نفذته الجبهة طاول مركز شرطة في هذه المدينة، في 11 أيلول (سبتمبر) 2012. وأفاد «المركز القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب» بأن «الجبهة» استهدفت سابقاً مسؤولين أتراكاً بقنابل، لكن اعتقال بعض أفرادها في السنوات الماضية أضعف قدراتها. ووصف السفير الأميركي في أنقرة فرانسيس ريتشاردوني الحارس التركي القتيل بأنه «بطل»، كما عاد الصحافية الجريحة في مستشفى. وشكر ريتشاردوني الأمن التركي لسرعة تدخله، نافياً تقصيره، إذ أكد أن التفجير نُفِذ داخل أرض السفارة. وأضاف: «مبناها آمن ونشعر بأمان بفضل تدخل» أجهزة الأمن التركية. وزاد: «سنواصل مكافحة الإرهاب سوياً، واتضح أننا نعاني من مشكلة الإرهاب ذاتها». وألحق التفجير أضراراً بمبانٍ مجاورة في حي تشانكايا في أنقرة، حيث مؤسسات رسمية وسفارات أخرى، بينها السفارتان الألمانية والفرنسية. وأوردت صحيفة «حرييت» أن موظفي السفارة الأميركية احتموا في «غرفة آمنة» داخل المجمع، بعد التفجير. وأكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند «حدوث تفجير إرهابي على حاجز في محيط مجمع سفارتنا في أنقرة»، فيما وصف الناطق باسم البيت الأبيض التفجير بأنه «عمل إرهابي»، لكنه اعتبر أن الجهة المنفذة ليست واضحة. وأوصت القنصلية الأميركية في اسطنبول رعاياها بتوخي الحذر وتفادي التجمعات الضخمة، فيما دعت القنصلية البريطانية في المدينة الشركات البريطانية إلى تعزيز تدابيرها الأمنية. واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن «الهجمات تستهدف الرفاه والسلام في بلادنا»، داعياً إلى بذل جهود دولية لمكافحة «الإرهابيين»، ومتعهداً «البقاء شامخين». ويُعتبر التفجير، الأخير في سلسلة استهدفت ممثليات ديبلوماسية أميركية في دول إسلامية، وكانت تقارير أمنية تركية أفادت بنشاط لتنظيم «القاعدة» داخل البلاد. كما أوردت صحيفة «مللييت» أن أجهزة الأمن التركية اعتقلت في أنقرة صهر الزعيم السابق ل «القاعدة» أسامة بن لادن، وهو كويتي يُدعى سليمان م. وأشارت إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) أبلغت الاستخبارات التركية بوصول سليمان إلى أنقرة، بجواز سفر مزوّر، آتياً من ايران حيث كان محتجزاً لسنوات مع زوجته وأفراد من عائلة بن لادن. ولفتت الصحيفة إلى أن أنقرة رفضت تسليمه إلى واشنطن.