إذا كنا سنلاحق المنتخب ومدربه الجديد وقائمته الأخيرة التي اختارها لمباراتي الصين وإندونيسيا في التصفيات الآسيوية بالصورة ذاتها التي مارسناها مع «الأخضر» في الفترة الماضية، فهذا يعني أننا لا نقف مع المنتخب، ولا نفكر في دعمه لمرحلة مهمة تنتظره! أقول ذلك، وأنا أتابع منذ يومين ردود الأفعال على القائمة التي اختارها الإسباني لوبيز كارو، التي لم تخرج كالعادة عن تبني بعض الصفحات الرياضية وإعلاميين معروفين، حق الدفاع عن لاعبين لم تضمهم القائمة الأخيرة! لقد غاب المنتخب عن المشهد الإقليمي والقاري والعالمي منذ فترة طويلة، وفقد مع هذا الغياب صورته ومكانته وزعامته، وبتنا كجمهور وإعلام نتابع ألواناً أخرى غير اللون الأخضر، بعد أن فقدنا الأمل في عودة سيد كرة آسيا. إن المشكلات ليست متعلقة بالمدربين، فقد أحضرنا المدارس التدريبية العالمية كافة ولم نتقدم، بل تراجعنا كثيراً، وهي ليست مرتبطة أيضاً بالمواهب، فكرتنا غنية بمواهبها، وكل ما تعانيه الكرة السعودية على مستوى منتخبها الأول والمنتخبات السنية، هو غياب «ثقافة وفكر»..! ولا ألوم الجمهور إن جاءت نظرته من زاوية ضيقة، هي الميول والتعصب لناديه ونجوم فريقه، ولكنني أوجّه اللوم الكبير للصحافة الرياضية وكل من ينتسب إليها، فلا يعقل أن يمارس الصحافي دور الصحافة والتدريب في وقت واحد! ما أقصده هنا، أن على الصحافي كاتباً كان أو مراسلاً، أن يعرف حدود عمله، وألا يدخل نفسه في أمور فنية، فالكاتب له الحق في قول رأيه وفق ما هو مسموح له، على ألّا يتجاوز حدود النقد، وما يجوز للكاتب لا يجوز للمراسل والمحرر! وأذكر أنني طالبت كثيراً وما زلت أطالب بأن تفتح المؤسسات الصحافية الكبيرة لدينا مراكز لتعليم أسس الصحافة ومبادئها لكل من يريد أن يكون صحافياً، وأول ما يمكن أن يتم تلقينه لهذا الصحافي القادم ضرورة «احترام مهنة الصحافة»..! وللأسف، فإن ما نراه اليوم في المؤتمرات الصحافية، وفي الكتابات اليومية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو إساءة للصحافة وللإعلام الرياضي، وهي نتيجة طبيعية لإهمال شاركت فيه المؤسسات الصحافية كافة، عندما لم تقم بدورها المطلوب! ومع كل هذا السوء، إلا أن وجود نماذج جيدة في الإعلام الرياضي، وفي الجانب الصحافي منه، يجعلنا لا نفقد الأمل، بشرط أن تراجع المؤسسات الصحافية حساباتها، وتضع الإعلام الرياضي ضمن أولويات اهتماماتها، خصوصاً وهي تعلم جيداً أن الصفحات الرياضية هي مفتاح المبيعات الأول. وأختم بما بدأت به، إذ علينا أن نترك الأندية وصراعاتها، ونتفرغ لدعم المنتخب في مهمتيه المقبلتين أمام الصين وإندونيسيا من دون الخوض في التفاصيل، ولنعطي الإدارة الجديدة للمنتخب والمدرب الجديد الفرصة للعمل من دون ضغوط، فتعالوا نكتب ب«الأخضر». [email protected] abdullahshaikhi@