من الواضح أننا ما زلنا ندور في فلك بعض الأمور الهامشية، على رغم أننا نواجه في هذا الوقت أصعب تحدٍ تمر به كرة القدم السعودية، يتمثل في انتخاب رئيس لاتحاد كرة القدم. وللأسف، فإنَّ تعاطينا مع الانتخابات - خصوصاً انتخابات اتحاد الكرة - مع إيماننا بأنها عمل حضاري، كان يعتمد على التنفير، وأحياناً يتجه خطابنا إلى التشكيك في المشروع! إذا كنا سنتحدث عن خبر أثار قضية الرشوة، ونحن لا نعلم ما مدى صحته، ونفرد له كل هذه المساحات في الصحافة والبرامج الرياضية، فماذا سنفعل لو «زورت» الانتخابات؟ إن من الواجب الآن تكثيف العمل على مشروع الانتخابات، لا سيما أنه لم يتبقَ على موعد إجرائها غير أسبوع واحد، مع الحرص على تخصيص برامج وصفحات خاصة بهذا الحدث، وتسليط الضوء على برنامج كل من المتنافسين الاثنين! إننا بحاجة - كوسط رياضي - إلى نشر ثقافة الانتخابات بصورة تكشف عن رغبتنا في دعم هذا المشروع المهم من دون الانحياز لطرف على الآخر، ولنترك ذلك لملفي الطرفين، وأصوات المنتخبين! لن أستبق الأحداث، لكنني أؤمن بأن لدى أحمد عيد وخالد بن معمر ما يقولانه، وهذا مهم جداً في عملية التأثير على الناخب، غير أن دور الناخبين يبدو بالنسبة إليّ أكبر وأكثر مسؤولية، فبأصوات الأكثرية يصبح لدينا رئيس منتخب! كل ما أرجوه أن ينظر أعضاء الجمعية العمومية قبل أن يحددوا مرشحهم إلى مصلحة كرة القدم السعودية، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وألا يكون لاختلاف وجهات النظر أو تعارض المصالح الشخصية دور في اختيار الرئيس الأكفأ والأقدر على إحداث تغيير إلى الأفضل. لذلك على الجمعية العمومية أن تتحمل مسؤوليتها، طالما اختاروا أن يكونوا شركاء وأمناء على مستقبل كرة القدم السعودية، فتجارب بعض الأندية في اختيار رؤساء جاءوا من صندوق الانتخابات، سجلت فشلها، وخلقت انقسامات وأوضاعاً مأسوية داخل تلك الأندية، وهذا ما لا نريد حدوثه في انتخابات اتحاد الكرة المقبلة. أعلم تماماً أن تجربتنا جديدة مع الانتخابات، لكن ذلك لا يعني أن اختيار «الرئيس المقبل» هو مجرد «تكليف» يجب الانتهاء منه، أو «هم» علينا التخلص منه! نحن إذا تعاملنا مع هذا الحدث بهذه الرؤية الناقصة، فأنا على ثقة بأن أول من سيترك العمل هم أعضاء الجمعية العمومية أنفسهم، لأنهم سيدركون حينذاك أنهم لم ينجحوا في مهمتهم، وبالتالي سيخرجون من الأبواب الخلفية، وسيفرضون علينا انتخابات أخرى قبل أوانها! [email protected] abdullahshaikhi@