هذا النوع من اللاعبين الأجانب - وأشدّد هنا على كلمة «الأجانب» -، أي من غير العرب والمسلمين، هذه هي أخلاقياتهم، ولا سيما البرازيليين منهم، لا تعلم ماذا يفعل معك غداً؟ كتبت من قبل - هنا في هذه المساحة - عن المدربين، ولا سيما المدربين القادمين من شرق أوروبا، حيث اكتوت أنديتنا نيران أساليبهم، وعدم احترامهم لعقودهم! والحال نفسها تنسحب على اللاعبين البرازيليين على شاكلة «كماتشو»، الذي قضى في الملاعب السعودية ثلث عمره، فهذه النوعية من اللاعبين والمدربين، يمكن أن تبيع النادي الذي ترتبط معه بعقد قبل ليلة من مباراة نهائية، أو مباراة مصيرية. بل إن الأمر قد يصل إلى مفاوضات واتفاقات، في الوقت الذي فتحت إدارة النادي باب المفاوضات معه، لرغبتها في استمراره، غير أنها لا تعلم عما يخطط له هذا اللاعب، وما الذي يفكر فيه؟ إنها قصة لا تنتهي مع اللاعبين البرازيليين، الذين لو ذهب نصفهم إلى دوريات أخرى غير دورينا، لا انكشفوا على حقيقتهم، لأنهم يعرفون أن «سوقهم» ناجحة عندنا، وأن «بورصتهم» في سوق اللاعبين الأجانب مرتفعة جداً في الدوري السعودي. زد على ذلك، أن أنديتنا شجّعت على هذا التلاعب والأسلوب الذي ينتهجه هؤلاء اللاعبون، فمنحتهم الضوء الأخضر لعمل ما يريدون، وقت ما أرادوا، وبأي طريقة أرادوا، وهنا مكمن الخلل في أسلوب الإدارة الذي تنتهجه أنديتنا! ومن العجيب أن أنديتنا باتت تتعامل بعضها مع بعض، على طريقة القاعدة السياسية التي تقول: «لا صداقة دائمة، ولا عداوة دائمة»، وإنما مصالح وأهداف، وكأننا في معارك انتخابية، لا في ساحة رياضية شعارها يقول: «الرياضة ساحة للتنافس الشريف»! والحقيقة أننا نشهد اليوم خروجاً على هذا الشعار اللطيف، وأصبحت الرياضة ساحة للتنافر، ومركزاً لتصدير الروح -غير الرياضية -، ولا تكاد تجد ناديين من الأندية الكبيرة على وفاق، وتربطهما علاقة طيبة، ولكن فتور ومجاملات! مع العلم أن أي ناد من هذه الأندية لن يصرف على النادي الآخر، وليس له أي علاقة بأسلوب العمل الذي يتبعه، وليس له الحق في التدخّل في شؤونه، غير أن أسلوب التدخل» من بعد «يظل كافياً ل«تخريب» العلاقة بين لاعب وناديه، أو مدرب وناديه! ما أرجوه أن تتخلّى أنديتنا عن هذه الطريقة في التعامل بعضها مع بعض، والبدء من الآن في تعزيز الروح الرياضية، والتحلي بالأخلاق الرياضية، طالما أنها لم تلتزم بشعار -ميثاق الشرف-، الذي عقدت له الاجتماعات، وخرجت من خلاله التوصيات، وأبدى الجميع التزامهم بذلك الميثاق، لكنه أصبح في النهاية «حبر على ورق». [email protected] abdullahshaikhi@