بعد أكثر من 18 عاماً من تطبيق نظام الاحتراف على الدوري السعودي، أصبح لدينا أكثر من لاعب في الدوريات الأوروبية، بينما لاعبون بارزون، الأول أسامة هوساوي مدافع فريق أندرلخت البلجيكي، والآخر صالح الشهري لاعب وسط فريق بيرامار أحد فرق دوري الدرجة الأولى البرتغالي. والحقيقة التي يجب أن يعرفها اللاعب السعودي، أن هوية كرة القدم في العالم ليست جنسية اللاعب والقارة القادم منها، وإنما هي الانضباط والالتزام والفكر والثقافة الرياضية بما فيها اللغة الإنكليزية، وتلك هي جواز المرور إلى الدوريات العالمية. لا أختلف معكم في أن اللاعب الموهوب مرغوب، ولكنه من دون أن تكون لديه سلوكيات جيدة ونظام والتزام، فلن يلتفت إليه أحد، حتى ناديه المحلي لن يعيره أي اهتمام، وإن كان أحد نجوم الشباك. مثل هذا المفهوم، هو ما يجب أن تتكون منه شخصية اللاعب السعودي الطموح، ولا سيما صغار السن منهم الذين لديهم فرصة لتحقيق أحلامهم وأهدافهم، زد على ذلك أن الهوساوي والشهري وجدا الدعم من نادييهما «الهلال والأهلي»، إضافة إلى تأسيسهما الجيد، وما يحملانه من طموح، وهذا ما جعلهما يلعبان حالياً في دوريين أوروبيين كبيرين. وأتذكر هنا «الأخضر الشاب» الذي حقق بطولة مجلس التعاون قبل أسبوعين، فعلاوة على تحقيق اللقب، كنا قد حققنا لقب أفضل لاعب في البطولة، وحققنا لقب الهداف. ذلك يؤكد أننا ليس لدينا قصور في المواهب، لكن المشكلة أن هذه المواهب لا تجد الرعاية والاهتمام في المستقبل، وهذه أكبر مشكلات وأزمات كرة القدم السعودية. وحتى لا نكرر أخطاءنا، فإن من أهم برامج العمل التي يجب أن تكون ذات أولوية في لجنة المنتخبات، الاهتمام بهذا المنتخب والتركيز عليه قبل غيره لنصنع منه منتخب كأس العالم 2018. وإذا ما نجحنا في الاهتمام بهذه المواهب وأشعرناها بدورها وأنها تمثل مستقبل كرة القدم السعودية، فإنني على يقين بأن المسافة إلى أوروبا لن تكون طويلة كما كانت، وسيكون لنجوم الكرة السعودية حضور مميز. لقد بدأنا نلمس تغيراً في الفكر عند اللاعبين، ولا سيما الصغار سناً منهم، فهناك من يفكر في اللعب في أوروبا، وهناك من يصارحك بعدم قناعته بما يفعله بعض اللاعبين الكبار من تصرفات وسلوكيات غير جيدة تتقاطع مع ما يجب أن يكون عليه اللاعب المنضبط فنياً وسلوكياً. وهنا يقدم لنا هذا الجيل من اللاعبين رؤيته للمستقبل، ويبقى على المؤسسة الرياضية أن تقوم بدورها لتساعد هؤلاء اللاعبين الراغبين في التغيير والتطوير، ليصبحوا نجوماً تلعب بعقولها وفكرها قبل أقدامها، وهذا ما نرجوه ونأمله. هدف: «نعيش الآن حيث أحضرتنا أفكارنا، وسنكون غداً حيث تأخذنا أفكارنا، فكن إيجابياً تكن سعيداً»... هشام العسلي. [email protected] @abdullahshaikhi