لندن، دمشق، تل أبيب - «الحياة» أ ف ب، رويترز - تتواصل ردود الفعل على الغارة الاسرائيلية على موقع قرب العاصمة السورية وعلى ما سرب من معلومات عن قصف الطائرات الاسرائيلية قافلة اسلحة متطورة كانت متوجهة الى مخازن «حزب الله» في لبنان. وبعدما نددت واشنطن بالدعم العسكري الذي تقدمه روسياوايران الى النظام السوري، تتجه الانظار، في ظل استمرار العنف على الارض في سورية وانسداد آفاق الحلول، الى الاجتماع المقرر اليوم في ميونيخ بين نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي وما ذكر عن اجتماعات منفصلة مع رئيس «الائتلاف الوطني» لقوى المعارضة والثورة السورية احمد معاذ الخطيب. وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس كلاً من ايرانوروسيا من الاستمرار في دعم نظام الاسد عسكرياً ومالياً. وقالت لمجموعة من الصحافيين «الايرانيون قالوا بوضوح منذ بعض الوقت ان بقاء الاسد في السلطة اولوية بالنسبة اليهم، ونحن نعتقد انهم تصرفوا على هذا الاساس من خلال ارسال المزيد من الرجال لمساعدة الاسد ولدعم قواته المسلحة واعتقد ايضاً ان الروس يواصلون تقديم المساعدة المالية والعسكرية» للنظام السوري. وعبرت عن قلق بلادها من احتمال ازدياد هذا الدعم. وأكد مسؤول في البيت الأبيض ل «الحياة» أن بايدن سيلتقي مع وزير الخارجية الروسي لافروف على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي كما سيجتمع بكل من الخطيب والابراهيمي. وأشار المسؤول الى أن بايدن، الذي غادر واشنطن أمس في جولة ستشمل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، سيجتمع بلافروف السبت وسيتصدر المحادثات الملف السوري والمفاوضات حول تقليص الترسانتين النوويتين الروسية والأميركية الى جانب قضايا تعاون أخرى بين موسكووواشنطن. كما سيلتقي بايدن وفق المسؤول مع معاذ الخطيب وفي أرفع لقاء لرئيس المعارضة السورية مع الجانب الأميركي. وسيجتمع بايدن أيضاً على هامش المؤتمر مع الابراهيمي. وتعكس اللقاءات أولوية أكبر للملف السوري في ولاية أوباما الثانية، وتطلعاً لحل سياسي هناك، كما يستعد مستشار أوباما لشؤون الأمن القومي توم دونيلون للتوجه الى موسكو خلال أسابيع. وفي موسكو قلل مسؤول روسي بارز من شأن تقارير ذكرت أن لافروف سيشارك في اجتماع يعقد في ميونيخ ويضم بايدن والابراهيمي والخطيب. وقال جينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي عبر موقع تويتر «حتى اليوم لم يذكر هذا الاجتماع في برنامج وزير الخارجية الروسي». وأضاف: «التقارير الإعلامية التي تتحدث عن الاجتماع لا تتفق مع الواقع». وإذا عقد مثل هذا الاجتماع سيكون الأول بين لافروف والخطيب الذي رفض في كانون الأول (ديسمبر) دعوة روسية لزيارة موسكو لإجراء محادثات وطالب لافروف بالاعتذار عما وصفه بتدخل روسيا في الشأن السوري. والتزمت اسرائيل الصمت في حين عبر خبراء عسكريون ومسؤولون اسرائيليون عن خشيتهم من ان يقوم النظام السوري بنقل اسلحة متطورة عبر الحدود الى «حزب الله» عدو اسرائيل الاول. وحذرت وسائل اعلام اسرائيلية أمس من ان الغارة الاسرائيلية على الاراضي السورية فجر الاربعاء قد تؤدي الى سلسلة ردود فعل ضد اسرائيل، مشيرة الى ان القوات الاسرائيلية في حالة تأهب قصوى في شمال البلاد الحدودي مع لبنان وسورية. وكتبت صحيفة «هآرتس» اليسارية «قد يتم اعتبار ضبط النفس الكامل على المدى الطويل لتصرفات اسرائيل كضعف من حزب الله، ولهذا يجب ان نتوقع شكلاً من اشكال الرد حتى لو لم يكن ذلك على الفور وليس بالضرورة ان يكون هجوماً صاروخياً واسع النطاق على اسرائيل». وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان «قافلة حزب الله التي تعرضت بحسب تقارير اجنبية لهجوم جوي في طريقها من سورية الى سهل البقاع في لبنان وكانت محملة بالاسلحة لن تكون الاخيرة»، مضيفة «قد يبدو من وجهة نظر متشائمة بأننا في طريقنا الى مواجهة عسكرية على واحدة على الاقل من الجبهتين الشماليتين». وكان نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان حذر من «عواقب خطيرة على تل ابيب» نتيجة الهجوم الاسرائيلي. وذكرت صحيفة «معاريف» ان الجيش الاسرائيلي نقل الخميس بطارية ثالثة من نظام القبة الحديد لاعتراض الصواريخ الى منطقة الجليل شمالاً لتصبح ثالث بطارية للنظام في الشمال بعد نشر الجيش واحدة في حيفا واخرى على الحدود مع لبنان الاثنين. وقال متحدث باسم الجيش لوكالة «فرانس برس»: «تم نشر نظام القبة الحديد في الشمال» من دون الادلاء بتفاصيل عن مواقعها او عددها. وأصر المتحدث بأن نشر البطاريات عبارة عن امر «روتيني». ولم يصدر أمس اي تعليق رسمي اسرائيلي على ما جرى ميدانياً الا ان الصحف الاسرائيلية لم يكن لديها على ما يبدو اي شك في ما حدث او العواقب المحتملة لذلك. وذكرت «يديعوت احرونوت» ان القيادة الشمالية للجيش اعلنت عن حالة تأهب قصوى بينما رفض متحدث باسم الجيش الاسرائيلي تأكيد او نفي ذلك. وحذر المسؤولون الاسرائيليون مراراً بأن نقل الاسلحة الكيماوية السورية الى «حزب الله» سيشكل «سبباً للحرب» والتي ستتصرف فيها الدولة العبرية بطريقة «فورية» و «حاسمة». وتم التحذير ايضاً من نقل صواريخ «سكود» طويلة المدى او الاسلحة المتطورة مثل الانظمة المضادة للطائرات وصواريخ ارض - ارض الى «حزب الله». وحذرت صحيفة «اسرائيل هايوم» المجانية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من ان «الجهود لنقل اسلحة متطورة الى حزب الله ستستمر وحتى ستتسارع مع استمرار تآكل نظام الرئيس بشار الاسد». وأكملت «على افتراض بأن اسرائيل ستعلم بذلك وستتصرف في المستقبل فإن الضغط المحلي سيتصاعد في سورية ولبنان للرد وهذا من شأنه اشعال الحدود الشمالية في اي وقت». وأعلنت المعارضة السورية، بعد اجتماع للهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في القاهرة، ان اي حوار حول النزاع السوري «لن يكون الا على رحيل النظام». وجاء ذلك غداة اعلان الخطيب استعداده المشروط للحوار مع ممثلين للنظام، مسجلاً خيبة امله من الوعود الدولية ورغبته بوقف النزف في بلاده. كما اعلن الائتلاف «ترحيبه بأي حل سياسي او جهد دولي يؤدي» الى رحيل النظام «بكل مرتكزاته واركانه». ورداً على سؤال عما اذا كان هناك «حل روسي - اميركي مرتقب للازمة السورية»، قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني لوكالة «فرانس برس» ان الائتلاف سينتظر نتيجة المحادثات الروسية - الاميركية «ويتخذ موقفاً». وقال: «هناك حل ما يتبلور، ونحن في طور التحضير سياسياً لكل ما قد يحدث». وفي دمشق نقل التلفزيون السوري عن العماد علي عبدالله أيوب رئيس أركان الجيش قوله في بيان أمس إنه يحذر «أعداء» سورية من أي عدوان أو استفزاز. وعرض التلفزيون لقطات لأيوب وهو يزور جنوداً في وحدات عسكرية في نطاق العاصمة دمشق ويتجول على الارض مع جنود مُسلحين. ونقل التلفزيون السوري عن القائد العسكري قوله في البيان «ثابتون على مواقفنا الوطنية والقومية ولن نتخلى عنها مهما حاول الاعداء القيام بأعمال استفزازية أو عدوانية». كما نقل التلفزيون عن العماد ايوب قوله «مخطئ كل من يتوهم انه قادر على وضع قواتنا المسلحة موضع الاختبار».