«قطع حلوى وريالات معدودة»، ودعوات أبوية حانية ثمناً ل«الطفل السعودي» مقابل السير لخطوات عدة متأرجحاً فوق ظهر أحد والديه أو من يكبره سناً من الإخوة، لينافس ب«مساجه السعودي» خبراء «المساج الآسيوي» الشهير. فما أن يهل التعب على أجساد الآباء، إلا وتبدأ معها «العروض» و«قطع الوعود» المتنوعة مابين عدد من قطع الحلوى والمشروبات الغازية، أو أوراق نقدية لا تتجاوز الخمسة ريالات، في حين تصل المكافأة إلى أكبر من ذلك متمثلة في «جولة تنفسية» بالسيارة داخل الحي. وعلى رغم براعة الآسيويين في «فن المساج» حتى أصبح ماركة ملازمة لهم، للتنوع طرقه بأسماء دولهم كالفليبيني، الإندونيسي، والهندي، والمستخدم فيه مختلف أنواع الزيوت العطرية التي من شأنها أن تفتح مسام الجسم، و تمنح العضلات شيئاً من الدفء و الراحة، إلا أن المساج «السعودي» الخالي من الزيوت والمختلف في طريقة أدائه على الجسم، والمتمثل بدهس الأقدام على مختلف مناطق الظهر، والذي غالباً ما يكون العامل الرئيسي فيه هو «الطفل السعودي» دون أي تدريب مسبق أو خبره، سوى الاستناد بكلتا يديه على الجدار، و البدء بمشي المتقهقر إلى الأمام والخلف، حتى ينفذ صبره، أو يكتفي طالبه منه. حلم اليقظة للمنهك، ومطلب المتعبين، ودليل الراحة الأول للمجهدين، ملمح من ملامح الترف، وعلاج لدى الآخرين، فعلى رغم اختلاف طرقه وأشكاله، إلا أن تدليك العضلات، أو ما يسمى في اللغة الفرنسية ب «المساج»، يعتبر وسيلة الراحة المعتمدة حول العالم أجمع، بمختلف ألسنتهم وطرقهم. إلا أن أمانة جدة منعت مؤخراً صوالين الحلاقة من تقديم خدمات «المساج» و«التدليك» و«الحمام المغربي» لزبائنها، وتقصرها على العيادات الطبية المرخص لها من وزارة الصحة بذلك الأمر، إذ أكد المتحدث الرسمي لأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري من خلال حديثة إلى «الحياة» أن أي صالون حلاقة يمارس فيه «المساج» أو «الحمام المغربي» أو حتى «تنظيف البشرة» يعتبر مخالفاً. واعتبر النهاري وجود اللوحات الإعلانية التابعة للصالون التي تتضمن عبارات تقديم خدمات المساج، الحمام المغربي، وتنظيف البشرة، مخالفة يغرم عليها صاحبها، كونها خدمات ليس مصرح العمل بها، موضحاً أن المراكز الطبية التي تمتلك تصريحاً من وزارة الصحة وحدها من يمكنها تقديم هذه الخدمات للزبائن.