تسببت الاحداث والاضطرابات الجارية في الشارع المصري بضعف الاقبال على معرض القاهرة الدولي للكتاب في دروته الرابعة والاربعين التي افتتحت الاربعاء على ان تستمر حتى الخامس من شباط/فبراير. وافاد العديد من الناشرين العرب والمصريين والزوار، اضافة الى رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الجهة المنظمة للمعرض احمد مجاهد، بتراجع الاقبال على المعرض هذا العام "بسبب الاضطرابات التي تسود مصر منذ بدء احتفالات المصريين بثورة 25 يناير". وقال مجاهد ان "ثاني ايام الافتتاح شهد اقبالا جماهيريا جيدا ضمن المتوقع، الا ان بدء الاحتفالات بثورة 25 يناير أدى الى تراجع الاقبال على المعرض الى حد كبير، فلم يتجاوز الحضور 40 في المائة مما كان عليه في العام الماضي". واشار ايضا الى "دور الاحداث الجارية وعدم الاحساس بالامان لدى عدد من الناس" في تراجع عدد الزوار. ولا يبدو الاقبال على المعرض مرشحا للتحسن في الايام المقبلة في ظل تصاعد الاحداث التي اسفرت عن مقتل عشرات الاشخاص في مدن بورسعيد والسويس والاسماعيلية والقاهرة في اشتباكات بين متظاهرين وقوات الامن، على خلفية ازمة سياسية بين جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة من جهة، والاحزاب والشخصيات السياسية المعارضة، والقوى الشبابية من جهة أخرى. وقال مسؤول القسم الثقافي في بوابة الاهرام الالكترونية سيد محمود ان "الاوضاع السياسية التي وصلت اليها البلاد ستؤدي بالضرورة الى تراجع الاقبال على المعرض وعلى المشاركة في البرنامج الثقافي المرافق له". واضاف "لقد تراجع الحضور فعلا بنسبة كبيرة تصل الى ما يقارب النصف في النشاطات المبكرة، في حين يصبح التراجع اكبر في النشاطات الليلية المتاخرة والتي كان الجمهور يقبل عليها بشكل كبير في الاعوام السابقة". ورأى محمود انه "على الرغم من تراجع عدد الزوار للمعرض فان اقامته هذه العام كانت ضرورية لاهمية ترسيخ فكرة الثقافة المدنية في المجتمع المصري في مواجهة التيارات المعادية للثقافة رغم صعوبة الاوضاع السياسية والاقتصادية التي تواجه المواطن المصري". واشار الناشر الفلسطيني السوري سعيد البرغوثي الى ان "الاقبال الضعيف على المعرض اثر على مبيعات الناشرين في المعرض، مع تسجيل حركة بيع ضعيفة لدى غالبية الناشرين". رغم ذلك، أكد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب احمد مجاهد على ان "انعقاد المعرض كان ضروريا لانقاذ العديد من الناشرين من الافلاس على الصعيد المصري". وقال "يوجد مليونا مصري يحصلون على لقمة عيشهم من العمل في النشر في فروعه المختلفة، وكانت اقامة المعرض رغم الاقبال الضعيف عليه بالمقارنة بالاعوام السابقة فرصة لانقاذهم من الافلاس".