اجتمع مسؤولون من أذربيجان وأرمينيا في باريس لإجراء محادثات حول إقليم ناغورنو قره باخ المتنازع عليه بين البلدين والذي كان السبب بحرب قتل فيها حوالى 30 ألف شخص في أوائل التسعينات من القرن العشرين. والإقليم جيب جبلي داخل أذربيجان لكن يغلب على سكانه الأرمن الذين سيطروا عليه بدعم من أرمينيا وعلى سبع مناطق محيطة في أذربيجان. ووقعت هدنة في عام 1994 لكن لم يتم التوصل إلى معاهدة سلام. ولا يزال العنف يندلع بشكل متقطع على خط وقف إطلاق النار وعلى الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، في ما يسلط الأضواء على خطر الصراع في جنوب القوقاز حيث توجد مصالح لتركيا وروسيا وإيران. ويتمتع الجيب البالغ عدد سكانه 160 ألف شخص، بإدارة ذاتية بدعم عسكري ومالي مكثف من أرمينيا.وتهدد أذربيجان المنتجة للنفط على نحو متكرر باستعادته إذا فشلت الديبلوماسية. وأفاد بيان من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة بأن المحادثات التي جرت يوم الاثنين في العاصمة الفرنسية بين وزير الخارجية الأذري المار محمدياروف ونظيره الأرميني إدوارد نالبانديان، هي محاولة جديدة لدفع عملية السلام. وقادت الدول الثلاث الوساطة على مدار سنوات تحت مظلة تعرف باسم «مجموعة مينسك» وبرعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وأعلنت «مجموعة مينسك» في بيانها أن وزراء الخارجية المشاركين في المحادثات «أكدوا دعمهم للتسوية السلمية وتصميمهم على مواصلة المفاوضات، واتفقوا على إجراء مزيد من النقاش حول عملية السلام في الأسابيع المقبلة». وقال ديبلوماسي إذري في باريس إنه لا يعتقد أن المحادثات تقترب من حل على الرغم من أن بلاده لا تزال ملتزمة بالمفاوضات. وأضاف: «نحاول إيجاد حل لهذا المأزق من خلال حكم ذاتي واسع النطاق للأرمن لكن يتعين أن يبقى (ناغورنو قره باخ) ضمن أراضي أذربيجان». وجرت جولات من المحادثات بين الجارتين منذ عام 1994 والتقى وزيرا خارجية البلدين في باريس في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وفي الشهر ذاته، اتهم الرئيس الأرميني سيرج سركسيان أذربيجان بحشد «كمية رهيبة» من الأسلحة استعداداً لاستئناف القتال لكنه قال إنه يريد تسوية للصراع من خلال المفاوضات. ولأرمينيا اتفاقية أمنية مع روسيا في حين ترتبط أذربيجان باتفاقية أمنية مع تركيا.