تقع ثلث مساحة هولندا تحت مستوى البحر لذلك فإن وجود رئيس للدولة على علم جيد بوسائل إبعاد نحو 17 مليون شخص عن شبح الإغراق عنصراً جيداً. لذلك ليس من قبيل المصادفة أن فيليم الكسندر الذي سيتولى عرش هولندا في 30 أبريل نيسان انغمس في عملية إدارة المياه وحمايتها خلال الجزء الأكبر من حياته. ويتولى فيليم الكسندر (45 عاما) مهام منصبه الجديدة بعد أن تنازلت أمه الملكة بياتريس التي تبلغ من العمر 75 عاماً يوم الخميس عن العرش. وكانت المرة الأخيرة التي اعتلى فيها ملك عرش البلاد قبل أكثر من قرن عندما كان يتولى وليام الثالث الجد الأكبر لفيليم الكسندر العرش. وتوفي وليام الثالث عام 1890 في العام ذاته الذي انتحر فيه الرسام الهولندي فينسنت فان جوخ بالرصاص. ومنذ ذلك الحين كانت ملكات هن اللاتي يتولين العرش. واشتهر فيليم الكسندر كلاوس جورج فرديناند بأنه خبير في عملية إدارة المياه ويرأس عدة لجان دولية. وأثار زواجه من امرأة من العامة والتي كان والدها وزيرا في النظام الشمولي العسكري بالأرجنتين منذ عام 1976 حتى عام 1983 الدهشة في باديء الأمر. لكن ماكسيما سوريجويتا وهي امرأة جذابة شقراء كسبت قلوب الهولنديين وسرعان ما تعلمت لغتهم. وفي العام الماضي سبحت في إحدى قنوات امستردام لتظهر للناس كيف أنها أصبحت نظيفة. والمياه ليست قضية يستهان بها في هولندا حيث تحجز السدود مياه بحر الشمال ويعمل نظام معقد من المضخات والقنوات على عدم إغراق المناطق التي يعيش بها السكان وحتى يتسنى للمزارعين إنتاج زهور التيوليب والجبن وهي منتجات تقدر قيمتها بمليارات الدولارات. وقال فيليم الكسندر في خطاب ألقاه عام 2009 «نحب أن نظن أننا نعلم قدراً من المعلومات عن إدارة المياه». ورزق فيليم الكسندر وماكسيما بثلاث بنات وتعهدت بياتريس بأن تتولى العرش لفترة تساعد فيها ابنها على أن يكون أباً حقيقيا لبناته دون أن تشتته مهام الملك. وعاشت بياتريس التي تزوجت وعمرها 28 عاماً ولديها ثلاثة أبناء في حالة من الخصوصية النسبية قبل أن تخلف والدتها يوليانا عام 1980 عندما كان عمرها 43 عاماً. كان فيليم الكسندر الموضوع المفضل للصحف الشعبية في هولندا بسبب ولعه بالسيارات السريعة والنساء الجميلات. وأمضى أربع سنوات للحصول على شهادة جامعية في التاريخ. وبعد أن خاض فيليم الكسندر غمار الرياضة وشارك في سباق ماراثون نيويورك عام 1992 أصبح عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية. لكن علاقته مع الصحافة اتسمت بالتوتر منذ أن كان يعيش حياة لاهية. وفي سن صغيرة صرخ خلال فقرة تصوير ملكية قائلاً: «اغربوا عن وجهي أيها الصحفيون»، واشتهر باستخدامه المقلاع (النبلة) مع المصورين الذين كانوا يلاحقون الأسرة إلى منتجع ليخ للتزلج في النمسا حيث كانوا يمضون عطلة الشتاء. وتعرض الأمير فريزو الشقيق الأصغر لفيليم الكسندر لحادث أثناء التزلج هناك العام الماضي وما زال في غيبوبة.