تغيرت صورة الهلال الآسيوية، وظهر للمرة الأولى منذ أعوام بصورة الفريق المرشح من جماهيره قبل الخصوم للمنافسة على اللقب، بعد أن نجح في تخطي نظيره العين الإماراتي بثلاثة أهداف من دون رد في ذهاب الدور نصف النهائي من البطولة في الرياض. الهلال الذي سطر لاعبيه طوال التاريخ أجمل الملاحم الكروية حتى وضعوا فريق العاصمة الأزرق على صدارة فرق آسيا ب6 ألقاب قارية بحسب سجلات موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يدخل هذا العام بثقله الكامل المعترك القاري بغية استعادة لقب غاب منذ عام 2002. الزعيم صرع العين وخرج بمكاسب بحسب رؤية المحلل الفني التونسي نجيب الإمام الذي قال ل«الحياة» أن وصول الهلال للنهائي بات مسألة وقت قبل أن يرفض وصف تحقيق الهلال للبطولة -إن حدث- بالمفاجآة خصوصاً لمن يعرف الفريق الأزرق جيداً. أول المكاسب الزرقاء من المعركة الآسيوية الأخيرة بحسب ما يراه الإمام هو الفوز بفارق تهديفي يبعث الاطمئنان عند اللاعبين وأنصار الفريق قبل أن يصعب في المقابل مهمة عين الإمارات، إضافة إلى خروج الحارس السديري بشباك نظيفة. المكسب الثاني يتمثل في إقصاء الحارس الإماراتي خالد عيسى وكذلك حصول المدافع الأيمن أحمد حامد على البطاقة الصفراء الثانية مما يعني غيابه عن لقاء الإياب. فنياً يرى نجيب الإمام أن الهلال كان الأفضل فنياً ولياقياً من ضيفه طوال مجريات المباراة، مؤكداً أن أسلوب الضغط الذي لعب به مدرب العين الكرواتي زلاتكو جاء أعلى من المطلوب في شوط اللقاء الأول ما تسبب بإلحاق الخسارة بفريقه، مؤكداً أن لاعبي الهلال استفادوا من مواجهة أستراليا ولقاء نجران وظهروا بجاهزية أكبر من لاعبي العين الذين لم يخوضوا أي لقاء رسمي. ولأن لكل نجاح ضحية فنجاحات الهلال الآسيوية التي تحققت حتى اليوم لم تأت مجردة من ثمن، إذ يعاني الهلال خلال الفترة الحالية من تراجع ملاحظ في المباريات المحلية، خصوصاً في لقائه أول من أمس بنظيره الفتح حين كاد الهلال أن يخسر نقطتين ثمينتين بعد أن أدرك خصمه التعادل، ليعود الضيوف لتحقيق الفوز بهدف عكسي سجله لاعب الفتح ربيع سفياني خطأ في مرماه. نجوم المعترك الآسيوي الأبرز الهداف ناصر الشمراني والبرازيلي تياغو نيفيز أصحاب الثلاثية في مرمى العين، شكلا أبرز عوامل ضعف الهلال، خصوصاً بعد أن أضاع الأول ركلة جزاء وفشل الثاني في تحويل كرة سهلة نحو المرمى الفارغ. تراجع المستوى لم يخفه اللاعبون، إذ أجاب نيفيز في ظهوره التلفزيوني عقب المباراة عن الأسباب التي عقدت المباراة المحلية بالتأكيد على أنه من الصعب عليهم كلاعبين اليوم أن يتناسوا عقبات البطولة الآسيوية في مقبل الأيام، وأن تركيزهم في مجمله ينصب على تلك البطولة، وذلك ينعكس بالطبع سلباً على الفريق داخل الملعب في البطولة المحلية.