وكأنهم رسموها رسماً، كل أحلامهم تحولت على أرض الملعب واقعاً، وبعد 60 عجاف انفجر ناصر الشمراني فانفجر الهلال ل«يعمي» العين، في المنعطف الآسيوي الأهم ظهر الهلال كاملاً مبهراً والأهم مرعباً، فأرهق زعيم القارة ضيفه الإماراتي، حتى بدا خروج الضيوف بثلاثية نظيفة حلماً انتظره لاعبو البنفسج طويلاً. الهلال الذي قطع نصف الطريق نحو نهائي البطولة القارية الأهم، تجلى وسط حضور جماهيري كثيف، وتسابق لاعبوه على إضاعة الفرص التي لامست ثلاثة منها الشباك، وابتعد مثلها أو أكثر. جاءت البداية حذرة من الفريقين، وانحصر اللعب خلال الدقائق الأولى في متوسط الميدان، وغابت المحاولات الهجومية والخطورة الحقيقية أمام المرميين، وأوعز مدرب الضيوف الصربي زلاتكو للاعبيه بالضغط على حامل الكرة، وسرعة نقل الهجمة لاستغلال سرعة الكونغولي إيكوكو وعموري والمهاجم الخطر جيان أسامواه، فيما عانى أصحاب الأرض من قلة الكثافة الهجومية في المقدمة الزرقاء، وعدم وجود المساندة الكافية للمهاجم الوحيد ناصر الشمراني، الذي اختفى وسط كماشة الدفاع العيناوي. التهديد الأول في اللقاء جاء من الضيوف بعد قذيفة قوية أرسلها الغاني أسامواه من خارج الصندوق انتهت بين أحضان السديري (16)، ليأتي الرد الأزرق من البرازيلي تياغو نيفيز الذي سدد قذيفة هائلة مرت إلى جوار القائم (25)، بعدها هدأ اللعب كثيراً وطغت الفردية على أداء اللاعبين، وكثرت الكرات المقطوعة نظراً إلى غياب عامل التركيز، لتعود الإثارة بقوة في الدقائق الأخيرة التي ألهبت حماسة الجماهير الهلالية الكبيرة في المدرجات. نفذ نيفيز ركنية مخادعة على طريقته التي لا يجيدها سواه ارتطمت في العارضة العيناوية وسط دهشة الجميع (43)، بعدها تحصل نجم الشوط الأول سلمان الفرج على أول بطاقة صفراء في اللقاء لتعطيله هجمة مرتدة لفريق العين، وتعالت صيحات الاستهجان من الجماهير الهلالية على حكم اللقاء الياباني ماساكي إيموتو نظراً إلى عدم احتسابه عدداً من الأخطاء القريبة من منطقة جزاء الضيوف، ثم سدد السلوفاكي ميروسلاف خطأ من خارج ال18 فوق العارضة الزرقاء، وأهدر ناصر الشمراني أخطر فرص الشوط الأول بعد تمريرة ماكرة من نيفيز انفرد على إثرها بالمرمى من وسط الدفاع ليسدد الكرة مباشرة، ولكن القائم وقف بالمرصاد مع الضيوف حارماً أصحاب الضيافة من التقدم (45). وفي الشوط الثاني، انفجر الهلال وحوّل الملعب إلى شلالات من الإبداع الكروي، وتألق الهداف الخطر ناصر الشمراني وشكّل وحده جبهة هجومية ضاربة، لينجح في افتتاح التسجيل بعد تمريرة طويلة من الكوري الجنوبي كواك، هيأها لنفسه وتجاوز المدافع إسماعيل أحمد، ثم سددها هائلة في سقف المرمى محرزاً هدف التقدم لفريقه (60). المدمرة الزرقاء ناصر الشمراني عاد مجدداً لهز الشباك بعدها بثلاث دقائق، مستغلاً عرضية متقنة من الزوري في مواجهة المرمى أكملها في الشباك، ليشعل المدرجات الهلالية التي تحولت إلى موجات من الهدير الصاخب (63). البركان الأزرق تواصل بشكل مهول وابتلع الأخضر واليابس في ملعب المباراة، إذ أرسل نيفيز كرة ولا أروع إلى العابد الذي انسلّ كالسهم وتجاوز الحارس خالد عيسى بفاصل مهاري ليطرحه أرضاً ويرتكب ركلة جزاء ويغادر أرضية الملعب بالبطاقة الحمراء المستحقة، ليكمل فريقه اللقاء ناقصاً ب10 لاعبين، لينفذ نيفيز ركلة الجزاء ولكن الحارس البديل سليمان داود تصدى لها وحولها إلى ركلة ركنية (68). الهجوم الهلالي الرهيب لم يتوقف، ولم ينتظر نيفيز أكثر من دقيقتين ليعوّض الجماهير الغفيرة عن ضياع ركلة الجزاء، إذ تمكّن من إحراز الهدف الثالث بعد أن جهّز له الشمراني كرة على طبق من ذهب غمزها بذكاء في الشباك، ليتواصل الانفجار في المدرجات الهلالية (70).