لجأت شركات «التبغ» أخيراً، إلى زيادة أعداد المستهلكين لمنتجاتها من خلال توظيف مجموعة من الشبان الراغبين في العمل في ترويج بضائعهم داخل الأسواق والمقاهي، ومحال التموينات الغذائية. ورصدت «الحياة» الأساليب التي تستخدمها شركات التبغ باستهداف الأماكن التي يكثر مرتادوها من شريحة الشبان، إذ تتعاقد مع شركات تسويقية توفر مجموعة من الشبان يحملون حقائب على ظهورهم مملوءة بأنواع السجائر لترويجها بين المستهدفين، محاولة اختراق الحصار القائم عليها من جانب وزارات الصحة، والتجارة، والإعلام. ومنذ الساعة الرابعة مساءً يبدأ الشاب إبراهيم (18 عاماً) جولته التسويقية، حاملاً حقيبته المزودة بمنتجات «التبغ»، ويتجول بها في المجمعات التجارية والمقاهي المنتشرة في أرجاء جدة، وتكمن طريقة التسويق التي يمتهنها إبراهيم في استبدال علب سجائر الشركات المنافسة له بعلبة سجائر جديدة، محاولة منه لترويج منتجه لأكبر عدد ممكن من الشريحة المستهدفة. إبراهيم الذي تخرج حديثاً في الثانوية العامة أكد ل «الحياة» أنه يعمل مع إحدى شركات الإعلان والتسويق كمندوب من دون عقد رسمي يحفظ حقوقه، موضحاً أن عمله قائم على مبدأ الثقة بينه وبين وسيط المجموعة التي تحوي عدداً من الشبان الآخرين والشركة المسوقة، ويتقاضى راتباً شهرياً يقدر بنحو خمسة آلاف ريال، مقابل ساعات عمل ميدانية لا تتجاوز ثماني ساعات. وبين أنه يعمل مع مجموعة من الشبان تتراوح معدلات أعمارهم بين 18 و28 عاماً يعملون تحت مسمى «مندوب إعلانات»، بيد أن عملهم يتم بصفة غير نظامية بسبب عدم وجود عقد عمل مبرم بين الطرفين، مشيراً إلى أن راتبه في ترويج «التبغ» يفوق رواتب الموظفين الآخرين الذين يروجون البضائع الأخرى، وهذا ما جعله يتجه لترويج منتجات «التبغ». وأفاد بأن وسيط المجموعة يجتمع بالمندوبين في أماكن مختلفة يتم التنسيق لها مسبقاً، ويحذرهم من الوقوع في المشكلات والملاحقات من جانب الأجهزة المعنية، مؤكداً أن الأسواق والمقاهي الواقعة شمال مدينة جدة هي الأكثر خصوبة للشريحة المستهدفة. ويتنافس المندوبون في تسويق علب السجائر التي يبلغ عددها 20 علبة، باستبدال علب السجائر المستهلكة التي تحتوي على ثلاث سجائر، كما يحرصون على تجنب أنظار مسؤولي الشركة التي تراقب أداءهم التسويقي. من جهته، أكد المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة الدكتور علي الوادعي ل «الحياة» أن اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ المشكّلة من الوزارات ذات العلاقة والتي يترأسها وزير الصحة تتابع مثل هذه الأنشطة المخالفة، مشيراً إلى ورود بلاغات عدة بشأن رصد أنشطة مخالفة لترويج منتجات «التبغ»، وأن وزارة التجارة تتعامل مع هذه البلاغات بشكل سريع وصارم بإغلاق المحال التي تزاول مثل هذه النشاطات المخالفة.