تهدّج صوت الحاج السبعيني رياض حمد وبكى عندما قطع ابنه الصغير كلمته وقال إن شقيقه الشهيد خالد كان صحافياً، وليس ارهابياً. وقال حمد، بينما أمسك طفله آلة التصوير الخاصة بشقيقه خالد وارتدى الدرع الواقي من الرصاص الذي كان يرتديه عند استشهاده، إن مقابلة الاحتلال عدسات وأقلام الصحافيين بالرصاص دليل على فقدان هيبته، وخوفه من الإعلام. ودعا حمد جميع أحرار العالم والمؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي الى محاكمة الاحتلال على جرائمه في حق الشعب الفلسطيني، وخصوصاً الصحافيين. واعتبر حمد، خلال وقفة احتجاجية نظّمها المكتب الإعلامي الحكومي أمام مقر الأممالمتحدة في مدينة غزة أمس، أن الاحتلال استهدف الصحافيين في شكل متعمد ومن دون أي مبرر. وشدد حمد على أن «لا بد من محاكمة الاحتلال الاسرائيلي في المحافل الدولية كافة، حتى يُشفى غليل أبناء شعبنا الذي قتل بدم بارد من دون أي تحرك دولي». ورفع الصحافيون والإعلاميون وذوو الشهداء الصحافيين صور أبنائهم، ولافتات تدعو الى محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين، وتوفير حماية للصحافيين والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة. واستنكروا صمت المنظمات الحقوقية الدولية إزاء ما جرى في حق زملائهم الصحافيين الشهداء خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. وطالبوا بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف ملابسات استهداف الاحتلال للصحافيين خلال العدوان الاخير الذي دام 50 يوماً وانتهى في السادس والعشرين من الشهر الماضي. وفي كلمة باسم الصحافيين، طالبت الصحافية إسراء البحيصي الأممالمتحدة وجميع المؤسسات الدولية بفضح جرائم الاحتلال والكف عن التغطية عليها، مشددة على أن الاحتلال استهدف الصحافيين في شكل متعمد ومباشر خلال العدوان. وقالت البحيصي إن «الصحافي كان مقاوماً أثناء العدوان وأفشل مشروع الاحتلال وفضحه أمام العالم، من خلال توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني ورفع الروح المعنوية لدى المواطنين». وطالب مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف الأممالمتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف جرائم الاحتلال ضد الصحافيين خلال العدوان الأخير، داعياً المؤسسات الدولية للعمل الجاد على إنهاء معاناة الإعلاميين، خصوصاً المعتقلين في سجون الاحتلال. كما طالب معروف بشطب عضوية اسرائيل من جميع المحافل الدولية، بعد هذا الكم من الجرائم، مشدداً على أن الصحافيين الفلسطينيين سيواصلون عملهم في فضح الاحتلال مهما كانت الظروف. وليس بعيداً عن مكان الوقفة، نظمت مؤسسة «فلسطينيات» ورشة عمل بعنوان «الاعلاميون يتحدثون» في أحد فنادق غزة للحديث عن معاناة الصحافيين وآلامهم والصدمات التي تعرضوا لها أثناء التغطية الميدانية. وروى صحافيون وصحافيات شبان ومخضرمون أمام الدكتور جميل عبد العاطي من مؤسسة «العقل والجسم»، ومديرة «فلسطينيات» وفاء عبدالرحمن صوراً مرعبة للقتل والأشلاء والدماء والقصف العنيف والتدمير غير المسبوق أثناء العدوان. وبكثير من الألم والمعاناة روت الصحافيات والصحافيين حكايات حول كيفية استشهاد عدد من زملائهم أثناء التغطية الميدانية، وقصف مكاتبهم واستهدافهم في شكل مباشر، ونجاتهم من موت محقق.