استعادت القوات النظامية السورية امس السيطرة على بلدة عدرا العمالية شمال شرق دمشق، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ كانون الاول (ديسمبر) 2013، بحسب ما افاد مصدر امني سوري وكالة ‘فرانس برس». وأكد «المرصد السوري لحقوق الانسان» سيطرة القوات النظامية بالكامل على عدرا العمالية، ما يتيح للنظام تشديد حصاره على الغوطة الشرقيةلدمشق، ابرز معاقل المعارضين قرب العاصمة. وقال المصدر: «منذ صباح اليوم (امس) استعاد الجيش العربي السوري السيطرة على بلدة عدرا العمالية، واعاد الامن والاستقرار اليها». وتقع البلدة على مسافة نحو 30 كلم شمال شرق دمشق. وتعد هذه البلدة جزءا من مدينة عدرا التي تتألف من عدرا العمالية وعدرا الصناعية وعدرا البلد. ويسيطر نظام الرئيس بشار الاسد على المنطقة الصناعية، بينما يسيطر المقاتلون على عدرا البلد. وتعد المنطقة الصناعية في عدرا، الاكبر في سورية. كما تسيطر القوات النظامية على الجزء المشرف على الطريق الدولية بين دمشق وحمص (وسط). واوضح المصدر الامني السوري ان «المسلحين انسحبوا بعدما شعروا بالخطر وتقدم الجيش»، مشيرا الى ان فقدان هؤلاء السيطرة على عدرا العمالية «يعد هزيمة حقيقية لهم». وكانت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات اوردت امس ان وحدات الجيش النظامي تقدمت امس «الى الأبنية البرجية في عدرا العمالية»، وان مجموعات من مقاتلي المعارضة «انسحبت من عدرا العمالية خلال الساعات الماضية تحت ضربات الجيش وتحركت باتجاه دوما» التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، الى الشمال من دمشق. كما اكد «المرصد» ان «قوات النظام والمسلحين الموالين لها سيطرت على منطقة عدرا العمالية بشكل كامل، عقب اشتباكات مع مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة)». واوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن ان استعادة النظام السيطرة على عدرا العمالية «تتيح له تعزيز حصاره على الغوطة الشرقية». وكان المقاتلون سيطروا على عدرا العمالية في كانون الاول الماضي اثر هجوم قتلوا خلاله ثلاثين شخصا على الاقل غالبيتهم من الطائفة العلوية، اضافة الى عشرات المسلحين الموالين للنظام، بحسب «المرصد». من جهتها، لم تكذب «الجبهة الإسلامية» التي تسيطر على مدينة عدرا العمالية الخبر، ولم تعلن أيضا نبأ انسحابها منها بشكل رسمي. واكتفت القيادة العامة للغوطة بنشر خبر تدمير غرفة عمليات النظام في عدرا في الكامل، كما جاء في خبرها ومقتل عدد كبير من عناصر النظام في الحادث أثناء وجودهم داخلها، بحسب موقع «كلناء شركاء». وكان الجيش النظامي بدأ منذ أربعة أيام بشن حملة عسكرية على كل من عدرا العمالية وعدرا البلد، مستخدما الطيران الحربي والغارات الجوية المكثفة والقصف الصاروخي. واتهمته المعارضة باستخدام غازات سامة. وقال ناطق باسم «جيش الاسلام» ان مقاتليه يرون في الانسحاب من عدرا العمالية ضرورة ملحة كون هذه المنطقة على حد قولهم لا تعتبر هدفا عسكريا مهماً. إلى ذلك، قال «المرصد» أمس: «سقطت قذيفتا هاون على مناطق قرب سوق حي التضامن وإصابة مواطنة برصاص قناص في شارع اليرموك جنوبدمشق بالتزامن مع توزيع المساعدات الغذائية على أهالي مخيم اليرموك»، لافتاً إلى استمرار «الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من طرف آخر، في حي جوبر» شرق دمشق.