اعتبر الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أمس، أن «الجزء الأكثر خطورة من الحرب» مع الانفصاليين الموالين لموسكو «ولى»، لكنه أمر بإغلاق موقت للحدود مع روسيا، معلناً أن بلاده ستقدّم عام 2020 طلباً لعضوية للاتحاد الأوروبي. وأعلن الجيش الأوكراني أنه للمرة الأولى منذ بدء المواجهات مع المتمردين في نيسان (أبريل) الماضي، لم يسقط قتلى مدنيون أو عسكريون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على خط الجبهة، علماً أن النزاع أوقع أكثر من 3200 قتيل. وقال بوروشينكو في مؤتمر صحافي: «لا شك في أن القسم الأساسي والأكثر خطورة من الحرب، ولى بفضل بسالة جنودنا». وأعرب عن ثقته ب «نجاح» خطة سلام اقترحها، على رغم رفض المتمردين عرضه مبدأ «الوضع الخاص» الذي يضمن حكماً ذاتياً أكبر للمناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا، وتنظيم انتخابات في 7 كانون الأول (ديسمبر) وعفواً مشروطاً عن المسلحين. وأعلن بوروشينكو أن بلاده لن تعترف بانتخابات يعتزم الانفصاليون تنظيمها الشهر المقبل، قائلاً: «لن تعترف بها أوكرانيا ولا سائر العالم، وآمل بألا تعترف بها روسيا أيضاً». واعتبر أن أوكرانيا «عانت كثيراً في المعسكر الاشتراكي، لتتيح لأي فرد بإسدال ستار حديد عند حدودنا الشرقية»، مضيفاً: «لذلك، إن حدودنا الشرقية هي الآن الخط الأمامي للنضال من أجل أوروبا موحدة». وكان بوروشينكو أمر بإغلاق موقت للحدود مع روسيا، من أجل «وقف تدفق العديد والعتاد» من أراضيها، لافتاً إلى «تدخل مستمر» لموسكو في «الشؤون الداخلية الأوكرانية»، علماً أن الانفصاليين يسيطرون على جزء من الحدود البرية بين روسياوأوكرانيا التي تمتد على ألفي كيلومتر. وقال لقضاة أوكرانيين إنه سيقدّم برنامج إصلاحات اقتصادية واجتماعية عنوانه «استراتيجية 2020»، ينص على تنفيذ حوالى «60 إصلاحاً وبرامج اجتماعية سيؤدي اعتمادها إلى تحضير أوكرانيا لتقديم طلب العضوية إلى الاتحاد الأوروبي خلال ست سنوات». وأعلن الرئيس الأوكراني أنه كلّف الحكومة التخلي رسمياً عن وضع عدم الانحياز الذي تتبنّاه بلاده، ما يمهد أمام انضمامها إلى الحلف الأطلسي. وكانت أوكرانيا صادقت الأسبوع الماضي على اتفاق تاريخي للشراكة مع الاتحاد الاوروبي. لكن بدء تطبيق اتفاق للتبادل الحر مع بروكسيل، أُجِّل حتى مطلع 2016، لتبديد مخاوف موسكو كما يبدو. في نيويورك، حض رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الغربيين على عدم رفع العقوبات عن روسيا، إذ قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «ندعو إلى عدم رفع العقوبات، طالما لم تستعد أوكرانيا سيادتها على كامل أراضيها». وندد ب «غزو» روسي لشرق أوكرانيا، معتبراً أن موسكو هي «عضو في إخلال الأمن، بدل أن تكون عضواً في مجلس الأمن». وأضاف أن «عضواً في مجلس الأمن ينتهك مبادئ شرعة الأممالمتحدة، وهذا غير مقبول». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد أن يرفع الغرب العقوبات، إذا اختارت روسيا «طريق الديبلوماسية والسلام» في أوكرانيا. واعتبر أن «العدوان الروسي في أوروبا يذكّر بعهد كانت الأمم الكبرى تدوس الصغرى، سعياً إلى طموحات تتعلق بأراض». وعلّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قائلاً إن «العقوبات شأن الولاياتالمتحدة، لكن ما يجري في أوكرانيا ليس من شأنها في أي شكل».