رفضت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية في مقتل متظاهرين في الفلوجة تصريحات رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قال إن «استخبارات اقليمية والقاعدة» وراء الحادث، مؤكدة ان الجيش فتح النار على المتظاهرين، ودعته الى الاسراع بسحب الجيش من المدينة «قبل فوات الاوان». الى ذلك، حذرت محافظة الموصل من تكرار المواجهة بين الجيش والمتظاهرين. وأكدت استفزاز قوات الامن المتظاهرين. وطالبت بالاسراع في إخراج قوات الجيش الى خارج المدينة. وقال عضو لجنة تقصي الحقائق في حادثة الفلوجة النائب شوان طه في تصريح الى «الحياة» إن «اللجنة أجرت سلسلة لقاءات مع اعضاء في مجلس محافظة الانبار وقائمقام الفلوجة وغالبية القيادات الامنية في المدينة اضافة الى عدد من المتظاهرين وعائلات القتلى. وتوصلت الى نتائج اولية تفيد بأن الجيش بادر بإطلاق النارعلى المتظاهرين الذين رغبوا بعبور نقطة تفتيش لأداء صلاة الجمعة في مركز مدينة الفلوجة». واشار الى ان «اللجنة اطَلعت على تسجيلات فيديو كثيرة من المتظاهرين وتبين ان قوات الجيش تصرفت بشكل متسرع وغير مهني». ولفت طه الى ان «اللجنة سترفع تقريرها اليوم وسيتضمن مطالبة رئيس الوزراء نوري المالكي بسحب قوات الجيش من داخل مدن الانبار وأقضيتها قبل فوات الاوان، سيما أن المتظاهرين غاضبون جداً وقوات الجيش متأهبة». وعن اتهامات رئيس الحكومة استخبارات اقليمية وتنظيم «القاعدة» بحادثة الفلوجة، قال طه إن هذه الاتهامات غير صحيحة واللجنة «اكتشفت ان المتظاهرين الذين وصلوا إلى نقطة تفتيش الجيش كانوا مسالمين ويرفعون سجادات صلاة وتم استفزازهم بمنعهم من العبور وكانت ردة فعل الجيش مبالغ فيها». وكان المالكي أعلن بعد ساعات من حصول حادثة مقتل المتظاهرين الجمعة الماضية ان «ما حصل لم يكن مفاجئاً، فقد سبق وحذرنا منه وهذه مؤامرات رسمت خطواتها استخبارات اقليمية وبقايا النظام السابق والقاعدة واصحاب النهج الطائفي». من جهته قال رئيس اللجنة الوزراية المكلفة النظر في مطالب المتظاهرين المناهضين للحكومة حسين الشهرستاني الليلة قبل الماضية أن «اثنين من شهداء الفلوجة من تنظيم القاعدة»، وبيّن أن «العنصرين تم نقلهما بعدما هاجما نقطة عسكرية بعيدة عن ساحة الاعتصام في الفلوجة ثم جيء بجثتيهما إلى ساحة الاعتصام ليتم احتسابهما مع الشهداء». واوضح الشهرستاني أن «الدليمي أكد ان عنصري القاعدة قتلا في هجوم شاركا فيه مع مجموعة على نقطة للجيش العراقي في الطريق السريع بين الرمادي والفلوجة وفي مكان بعيد عن ساحة الاعتصام»، مبيناً أنه «تم نقل جثتيهما إلى ساحة الاعتصام لكي يقال إنهما قتلا بنيران الجيش». الى ذلك، حذر محافظ الموصل اثيل النجيفي من حصول صدام بين قوات الجيش والمتظاهرين في المدينة بسبب «محاولة القوات الامنية» الاحتكاك بالمتظاهرين»، ودعا الى خروج الجيش من المدينة. وقال النجيفي امس ان «المتظاهرين أكثر ضبطاً للنفس من القوات الأمنية لأنهم يعبرون عن مطالبهم الشرعية بأسلوب سلمي وديموقراطي»، وأضاف ان «هذه القوات لا تفهم الأسلوب الحضاري للمعارضة السلمية». واضاف أن «القوات الأمنية تحاول الاحتكاك معهم بحجة تأمين الحماية لهم»، واشار الى انها «لا تفهم الأسلوب الحضاري للمعارضة السلمية في الاعتصام والتظاهر السلمي». وأكد ان «حماية المتظاهرين يجب أن تكون من مسافة بعيدة، وليس الاقتراب منهم أو منعهم من التظاهر والتعدي عليهم مرة بالضرب بالهراوات ومرة أخرى بإطلاق النار كما حدث في الفلوجة».