شيعت الفلوجة ضحاياها الذين قتلوا خلال المواجهات بين المتظاهرين والجيش أول من أمس. وتوعد المشيعون بالثأر، لكن كبير مفتي اهل السنة الشيخ عبد الملك السعدي دعا الجميع إلى التهدئة. وسيعقد وجهاء المدينة اجتماعاً لتحديد موقفهم. وقُتل ستة متظاهرين وجرح العشرات أول من امس قرب نقطة تفتيش عند أطراف الفلوجة، عندما قرر متظاهرون قادمون من مناطق مختلفة التوجه إلى المدينة لأداء صلاة جمعة موحدة، إلا أن قوات الأمن منعتهم من الدخول، ما أدى إلى استياء المتظاهرين، الذين رموا قوات الجيش بالحجارة، وردت الأخيرة بإطلاق النار في اتجاههم. وقال عضو مجلس الوجهاء الشيخ أحمد العاني في اتصال مع «الحياة»، إن «أهالي الفلوجة شيعوا اليوم (امس) الشهداء من المتظاهرين العزل في أجواء مشحونة بمشاعر غاضبة، وقد تقرر إقامة مجلس العزاء في ساحة الاعتصام الرئيسية». وأضاف أن «قوات الجيش ما زالت عند أطراف المدينة». ورجح تجدد الصدامات بسبب حال الغضب وعدم انسحاب الجيش». وأفادت مصادر غير رسمية أن ثلاثة جنود خطفوا في الفلوجة امس بعد خروجهم من قاعدة عسكرية وقتل عسكري باقتحام مسلحين برجاً للمراقبة. وقال الناطق باسم مجلس شيوخ عشائر الأنبار أحمد الساجر ل «الحياة»، إن «المجلس سيعقد اجتماعاً خلال يومين لاتخاذ موقف حاسم من حادثة مقتل المتظاهرين»، ولفت إلى أن «رجال الدين في المدينة بدأوا يدعون إلى الدفاع عن النفس بأي وسيلة في حال تكررت الحادثة». وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه لمقتل متظاهرين وإصابتهم في العراق، وندد في الوقت نفسه بسلسلة الهجمات «الإرهابية» التي تسببت بمقتل وإصابة المئات في مختلف أنحاء البلاد. وجدد دعوته القادة السياسيين وأعضاء البرلمان إلى «التواصل في حوار جامع لتعزيز وحدة البلاد وأمنها». الى ذلك، أصدر السعدي بياناً شديد اللهجة انتقد فيه رئيس الوزراء نوري المالكي، وأجرى اتصالات عدة لتهدئة الأوضاع في الفلوجة. وقال مصدر مقرب منه في الرمادي ل «الحياة»، إن أعضاء مكتبه «من خلال نجله أحمد، بذلوا جهوداً لتهدئة الأوضاع في الفلوجة والرمادي على خلفية حادثة مقتل المتظاهرين». وفي الموصل، جدد متظاهرو ساحة «الأحرار» احتجاجاتهم وقطعوا شوارع رئيسة في المدينة، بينها الطريق الدولي الذي يربطها ببغداد. وقال الناطق باسم المتظاهرين غانم العابد في بيان، إن «تظاهرات اليوم (امس) دخلت يومها الحادي والثلاثين واستمر أهالي محافظة نينوى بالتوافد إلى ساحة الأحرار مطالبين الحكومة الاتحادية بتنفيذ مطالب المتظاهرين». وأوضح أن المتظاهرين هددوا «في حال عدم استجابة الحكومة لمطالبنا، فسنلجأ خلال الأيام المقبلة للنزول إلى شوارع المدينة وقطعها، بما فيها الشارع الرئيسي بين بغداد والموصل». وحذر مجلس شيوخ صلاح الدين امس من «عدم استجابة صوت الشارع العراقي، لأن تجاهل المطالب المشروعة التي يطالب بها أبناء الشعب ستؤدي إلى نتائج كارثية». وتابع المجلس في بيان: «نرى ما يحدث من إراقة دماء الأبرياء بأيدي الجيش العراقي، وندين بشدة ما تعرض له المتظاهرون في الفلوجة». وحمَّل البيان الحكومة مسؤولية ما يجري «من أحداث دموية»، ودعا إلى عدم زج الجيش في صراع مع أبناء الشعب المطالبين بحقوقهم، وطالب الجيش بالنأي بنفسه وحماية المتظاهرين وعدم إراقة أي قطرة دم عراقية «للحفاظ على سلمية التظاهرات».