أكدت شركة أرامكو السعودية التزامها بالإسهام في مجالات مواجهة التغير المناخي خلال جلسات قمة الأممالمتحدة المعنية بالمناخ لعام 2014، التي عُقدت مساء أول من أمس في مدينة نيويورك، معلنة بالنيابة عن عدة شركات وطنية وعالمية في مجال النفط والغاز، عن مبادرة بيئية تاريخية لتبادل أفضل ممارسات الصناعة من أجل مواجهة تحديات التغير المناخي. وفي جلسة خُصصت للإعلان عن المبادرات التي تشارك فيها أطراف عدة، والمبادرات التي تتأثر بها أطراف متعددة، تحدث رئيس شركة أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، عن استراتيجية أرامكو السعودية، مبرزاً الأوجه المتعددة لهذه الاستراتيجية التي تغطي جانبي إنتاج البترول واستهلاكه. وأعرب الفالح عن التزام أرامكو السعودية الراسخ بالمحافظة على البيئة، بما يتجاوز مجرد الالتزام بالقواعد والأنظمة ليشمل غرس التميز التشغيلي في جميع مراحل سلسلة القيمة النفطية وتسخير الابتكار والتقنيات. وقال الفالح: «لقد قامت أرامكو على مدى العقود الأربعة الماضية بخفض آثار ثاني أكسيد الكربون إلى السدس مما كانت عليه، على رغم ارتفاع مستويات أنشطتها، كما تمكنت من خفض معدلات حرق الغاز في المداخن إلى أقل بكثير من واحد في المئة من الإنتاج السنوي من الغاز». وأشار الفالح إلى الدور المحوري الذي تلعبه الأبحاث والتطوير في هذه الإنجازات التي حققتها الشركة بقوله: «أرامكو زادت التمويل المخصص للأبحاث والتطوير خمسة أضعاف بهدف التعجيل بتحقيق إنجازات كبيرة، بما يشمل تطوير أنظمة محركات ووقود متكاملة تحقق تحسيناً جذرياً في مجالي المسافات التي تقطعها السيارات بكميات الوقود نفسها والحد من الانبعاثات، وذلك بالتعاون مع شركات صناعة السيارات وغيرها من الشركاء من ذوي الأهداف المشابهة». وشدد على أن هذه الجهود تحدث أثراً حقيقياً ودائماً على أساسيات عمل الشركة مع شركائها في الجوانب الاقتصادية والبيئية وستكون لها آثار عالمية المدى. وأعلن الفالح بالنيابة عن عدة شركات وطنية وعالمية في مجال النفط والغاز، بما فيها مجموعة «بريتش غاز» البريطانية و«إيني» الإيطالية و«بيميكس» المكسيكية و«توتال» الفرنسية و«ساينوبك» الصينية، عن مبادرة بيئية تاريخية لتبادل أفضل ممارسات الصناعة وشحذ الجهود وتعزيز التنسيق من أجل مواجهة تحديات التغير المناخي، وذلك بحضور رؤساء دول فرنسا وبيرو وسويسرا وناميبيا. وتعد الشركات الموقعة على هذه المبادرة أعضاء في مجموعة النفط والغاز المتفرعة عن المنتدى الاقتصادي العالمي، إذ تستحوذ على حصة كبيرة من إنتاج النفط والغاز في العالم. وقال الفالح: «إن هذه المبادرة غير المسبوقة بمثابة انطلاقة جديدة لمواجهة أبرز التحديات المناخية عن طريق درس ما يقوم به قطاع النفط والغاز إجمالاً في مواجهة التغير المناخي، وما يمكنه القيام به أيضاً بصورة جماعية في المستقبل». وأضاف: «من السمات ذات الأهمية البالغة في هذه المبادرة أنها تبدأ من القاع وصولاً إلى القمة، وأنها تطوعية تقودها الصناعة، وتعتمد على التقنيات، وتهدف إلى مواجهة التحديات المناخية من خلال التعاون». وأوضح الفالح في كلمته التي ألقاها أمام منتدى القطاع الخاص، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ونائب الرئيس الأميركي الأسبق آل غور، أنه في إطار المبادرة البيئية لشركات النفط والغاز «فإن الجهود الأولية بدأت بالفعل في عدد من المجالات، بما فيها مجالات القدرة على الحصول على الطاقة، وخفض معدلات حرق الغاز، وخفض انبعاثات غاز الميثان، وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في كل من مجال إنتاج الطاقة وقطاعات استهلاكها الرئيسة، واستخلاص وتخزين الكربون، إلى جانب تعزيز دور الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة». وأشار إلى أنه «ستتم إضافة مجالات جديدة مستقبلاً، لبناء تحالف يشمل هذا القطاع ككل وتتولى صناعة النفط قيادته». وأضاف: «وستزداد هذه المبادرة البيئية التاريخية قوة مع انضمام المزيد من الشركات إليها، وستجعل أقدام الصناعة النفطية أكثر ثباتاً في مجال إيجاد الحلول التي نتطلع إليها جميعاً للتحديات المناخية».