طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – منعت السلطات الإيرانية أحد قادة المعارضة مهدي كروبي من استقبال الزوار في منزله، بما في ذلك غالبية أفراد عائلته، حتى 14 من الشهر الجاري، فيما توقّع «الحرس الثوري» أن تكون التظاهرات التي ينظمها الإصلاحيون مستقبلاً، «أكثر عمقاً وتعقيداً». وأفاد موقع «سهام نيوز» التابع لكروبي، بأن «عناصر من الأمن يحيطون بمنزل كروبي، منعوا أحد أبنائه من زيارة والده»، مضيفاً: «قالوا أن ليس مسموحاً لأي من أفراد الأسرة باستثناء الزوجة، بزيارته حتى 14 شباط (فبراير)». وربط الموقع بين «شبه الإقامة الجبرية هذه» وطلب كروبي وزعيم المعارضة مير حسين موسوي ترخيصاً رسمياً لتظاهر المعارضة في 14 من الشهر الجاري، «تضامناً» مع «انتفاضتي» مصر وتونس. ويخضع المعارضان منذ شهور، الى ما يشبه الإقامة الجبرية، إذ تراقب السلطات تنقلاتهما وكثيراً ما تضيّق عليهما. وأشار الموقع الى اعتقال تاجي رحماني ومصطفى مير أحمدي زاده، وهما حليفان لكروبي، فيما أفاد موقع «كلمة» التابع لموسوي، بتوقيف حليفه محمد حسين شريف صديقان. واعتبر المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إجئي طلب موسوي وكروبي «تحركاً سياسياً يستهدف تقسيم الأمة»، داعياً المعارضة الى المشاركة في التظاهرات التي ينظمها النظام اليوم، إحياءً للذكرى ال32 للثورة. أما رئيس القضاء صادق لاريجاني فعزا امتناع السلطات عن اعتقال موسوي وكروبي، الى تجنّب تحوّلهما الى «قديسين». وقال إن في ما يتعلق بزعيمي المعارضة، «لا يتوقف القرار عليّ وحدي. مصالح النظام يقدّرها المرشد الأعلى (علي خامنئي)، وذلك يتجاوز السلطة القضائية». وأضاف: «لو واجهنا مباشرة قادة الغوغائيين، لكنّا جعلنا منهم قديسين. إننا نتحرك وفقاً لمصلحة النظام ونتخذ إجراءات في الوقت المناسب». أما قائد «الحرس الثوري» في طهران الجنرال حسين حمداني فاعتبر المعارضة «جثة ميتة، وسنواجه بحزم أي تحرّك لها». وقال: «على الغوغائيين (المعارضين) أن يعلموا أننا نعتبرهم أعداء للثورة وجواسيس، وسنتصدى لدسائسهم بقوة». في الوقت ذاته، توقّع رجل الدين مجتبى ذوالنور نائب ممثل خامنئي في «الحرس»، أن تكون التظاهرات المقبلة التي تنظمها المعارضة «أكثر عمقاً وتعقيداً»، متهماً رجال دين كانوا قريبين من الإمام الخميني، بالمشاركة في «الفتنة». وقال خلال حلقة دراسية في مدينة قم عن «فتن المستقبل»: «الفارق بين فتنة المستقبل وتلك الماضية، سيتمثّل في عمقها والوجود العاري لبعض الشخصيات الثورية». أما «الحرس الثوري» فاعتبر الثورة «انفجار نور وزلزالاً عظيماً، فتح نهجاً جديداً للمجتمعات البشرية». وأكد في بيان أن «سهام الفتنة والمؤامرات التي تحيكها قوى الغطرسة والاستكبار، خصوصاً في مجالات التهديد وفرض العقوبات، ما زالت تخطئ أهدافها»، مشدداً على أن إيران «أصبحت القوة الإقليمية الأولى في المنطقة واللاعب المؤثر خارجها». ورأى أن «الصحوة الإسلامية في المنطقة والعالم العربي، ثمرة من ثمار الثورة الإسلامية»، لافتاً الى أنها «فتحت آفاقاً لحدوث تطوّرات غير متوقعة في المستقبل القريب». في الوقت ذاته، قال الجنرال يحيي رحيم صفوي المستشار العسكري لخامنئي، أن «الثورة غيّرت مسار تاريخ التطورات السياسية في العالم»، لافتاً الى «تأثير ثقافة الشهادة في كلّ المجتمعات الإسلامية». وأضاف: «على الشعوب أن تدفع الأثمان اللازمة، لتحصل على مصيرها السياسي». وأشار الى «انتصار مدرسة المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، وانتشارها في كلّ الدول الأخرى».