وضعت اليابان في المدار قمرين اصطناعيين للتجسس، فيما أمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مسؤولي الدولة الستالينية باتخاذ «تدابير دولة حسية ومهمة»، ربما في إشارة إلى تنفيذ تجربة نووية. وأطلق صاروخ «إتش 2 آي» الياباني من قاعدة تانيغاشيما الفضائية جنوب غربي البلاد، القمر الاصطناعي، إضافة إلى قمر بصري اختباري. وأفادت وكالة الفضاء اليابانية بوضع القمرين بنجاح في المدار، بعد دقائق من إطلاقهما. وستكون مهمتهما «جمع المعلومات»، إذ إن القمر الاصطناعي الجديد قادر على أن يرصد أجساماً على الأرض ليلاً، أو عبر سحابات من ارتفاع مئات الكيلومترات. أما القمر البصري فهو قادر على التقاط صور أكثر تفصيلاً من النماذج السابقة. ويمكن استخدام القمر لجمع معلومات عن الأضرار التي تخلفها الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والأعاصير وأمواج المدّ (تسونامي). وعكس عمليات إطلاق أخرى، لم تُبث عملية الإطلاق مباشرة على قنوات التلفزيون ولا على الإنترنت، لأنها مهمة حكومية مرتبطة بالدفاع القومي. وبفضل القمر الجديد للتجسس تكون اليابان أتمت، مع تأخر 10 سنوات على المشروع الأصلي، تطبيق نظام أعدته في نهاية تسعينات القرن الماضي، بعد تجارب صاروخية نفذتها كوريا الشمالية عام 1998. وكان إطلاق القمرين مقرراً منذ أسابيع، لكنه يأتي بعد إعلان كوريا الشمالية نيتها تنفيذ تجربة نووية ثالثة، رداً على تشديد مجلس الأمن عقوباته، إثر إطلاق كوريا الشمالية الشهر الماضي صاروخاً وضع قمراً اصطناعياً في المدار، واعتبره الغرب تجربة لصاروخ باليستي. تزامن إطلاق القمرين اليابانيين مع إشارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى «الوضع الخطر» في شبه الجزيرة الكورية. ونقل عنه التلفزيون الرسمي تأكيده خلال لقائه مسؤولين بارزين «قراره الحازم باتخاذ تدابير دولة حسية ومهمة»، في ما قد يكون إشارة لإعداد اختبار نووي. واعتبر التلفزيون أن الولاياتالمتحدة تقود «تدابير تُعتبر سابقة معادية لكوريا الشمالية في الأممالمتحدة»، وتعرقل التنمية الاقتصادية في الدولة الستالينية، عبر تشديد العقوبات التي رأى أنها «تثبت مجدداً أن على (الشمال) أن يدافع لوحده عن سيادته. واضح أنه لا يمكن جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي، ما لم يصبح العالم بأسره خالياً من هذا السلاح».