هو من جعل الهدهد يغرّد بدلاً من أن «يهدهد»، ليسرق منه صفته الأخيرة، و«يهدهد» بها على رؤوس الكلمات قبل أن يضعها على حسابه في «تويتر»، الذي يريد من خلاله أن «يكتب ويفهم شيئاً ما». أراد أن يكون شاهداً بالعين على كتابة تاريخ وطنه «بلا تنقيح»، حتى وإن تخلل سلوكه «التويتي» بعض المجاملة، ليعفو في المقابل عمن أساء من عشرات آلاف المتابعين له. أحمد الفهيد الذي تدرج في المناصب الصحافية خلال 16 عاماً يستغل كنز كلماته في إبهار الآخرين بتغريدات تمزج الرياضة بالرومانسية بطريقة تعجز فيها عن «الصمت.. والكلام». حين أنشأت حسابك في «تويتر».. فيمَ كنت تفكر؟ - كنت أريد أن أكتب شيئاً، وأن أفهم شيئاً وأن أصبح جزءاً من قصة ستكون ماضياً يوماً ما، كنت أريد ألا يفوتني تاريخ بلدي، وهو يُكتب بلا تنقيح. ما الذي يدفعك إلى التغريد غالباً؟ - أغرد، لأفصح عن نفسي أحياناً، ولأهرب منها أحياناً أخرى أغرد، لأتذكر أن لساني لم يُقطع، وأن الخوف لم يستوطن أصابعي، وأن عقلي لم «يُستأجر». أغرد، ليفهم الجلاد الذي يقف على رأسي أنه يجب أن يحرسني لا أن يحترس مني. أغرد، لأسكر بخمر المديح وهو يُصب في كأسي من قوارير الكلمات. ما المواضيع التي تثير اهتمامك؟ - لا شيء محدد، لكنني مستاء من وفرة الشتائم، وشح الحوار، وقلة الأمانة، والتلذذ بأكل لحوم الناس أحياءً. «البايو» أو «التعريف الشخصي».. إلى أي مدى يمكن أن يكشف عن شخصية المغرد؟ - هو الممر القصير بين باب البيت وباب المجلس، أو هو صوتك من قلب بيتك، يسمع في بيت الجيران. نطالع حسابات لأشخاص في «تويتر» يتابعها عدد كبير من المتابعين مع أن المغرد لا يشارك بفعالية.. هل تعتقد بأنهم يشترون المتابعين؟ - هناك من يشترون فعلاً، لكنهم يخادعون أنفسهم، وما يخدعون الناس. هل قمت بعمل «رتويت» لتغريدة فقط، لأن صاحبها طلب منك ذلك وأنت لست مقتنعاً بها؟ - نعم فعلت، المجاملة بالنسبة إليّ مثل ساعة اليد، أخلع واحدة وألبس أخرى، لكنني لا أترك معصمي بلا ساعة، «تعودت» على المجاملة وهي «تعدت» عليّ. المغرد الذي يطلب منك أن تضيفه إلى قائمة المتابعين عندك.. كيف ترد على طلبه؟ - أضيفه فوراً.. أشعر أنه طلب بسيط، ورفضه يجعل منه أمراً صعباً. إن كنت تملك أن تبسط يدك، فافعل وكأنك تشكر الله على أن هناك من يبحث عنك. الذين تتابعهم في «تويتر».. هل بينهم من اخترته مجاملة؟ - نعم، لكنها مجاملة لا تزعجني. الذي لا يُثقل عليه فتح باب بيته للناس، لن يكون فتح باب «تويتر» لهم في وزن مثقال ذرة. كيف تتعامل مع الردود على تغريداتك وبخاصة المسيء منها؟ - اقرأها، وأعفو عن قائلها، ليرزقني الله بهذا العفو حسنة من عنده، وحتى لا أثقل ميزان صاحبها بسيئة هو في حاجة ماسة إلى أن تكتب في صحيفته التي ستعرض على رب السموات ورب العرش العظيم، ثم أذهب للرد الذي يليه.