قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن الغارات الجوية التي استهدفت منشآت نفطية في شرق سورية يستخدمها تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، "خطوة ضرورية من أجل وقف تدفق الأموال لهذه المنظمة المتطرفة". وأضاف شكري في مقابلة مع شبكة "سى أن أن" الأميركية، أن هذه الأموال "توفر للتنظيم التمويل اللازم لشراء الأسلحة، والقدرة على تحقيق إنجازات عسكرية، لذا فإن هذا القصف يعد إضافة إيجابية وضرورية، على الرغم من انه مع الأسف يعد خسارة مادية للشعب السوري". وأكد شكري "مساندة مصر للضربات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على مواقع "داعش" في سورية، وأن مصر ملتزمة بشكل كامل في الحرب ضد الإرهاب"، لافتا إلى أن "مصر أيضا تخوض منذ فترة حرباً ضد الإرهاب، وطالما أكدت على الحاجة إلى تبني نهج دولي والتضمان وبذل جهود مشتركة من أجل القضاء بشكل كامل على أنشطة وأشكال الإرهاب غير المبرر والهمجي". وعن إمكانية مشاركة مصر عسكرياً في جهود القضاء على "داعش"، قال شكري إن "عقيدة مصر العسكرية تظل دوماً دفاعية، وتهدف إلى حماية الأراضى المصرية والشعب المصري"، لافتا إلى أن "مصر تسعى إلى تطوير استراتيجيتها في التعاون مع الشركاء الآخرين مع تطور هذه المعركة". وحول ما إذا كان تنظيم "داعش" يشكل خطراً على مصر، قال شكري "بالطبع، فإن مصر تخوض حرباً في شبه جزيرة سيناء ضد منظمات مماثلة وجماعات متطرفة، وهذا هو الحال في ليبيا وفي نيجيريا أو الصومال، فإن هذه المنظمات تطلق على نفسها أسماء مختلفة إلا أنها تتبنى نفس الأيديولوجية ونفس الرغبة في تدمير مفهوم الدولة، وتتبنى فكراً يقوم على رفض أفكار أي طرف آخر". واتفق شكري في الرأي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما "بشأن ضرورة استخدام القوة في مواجهة هذه المنظمات، طالما تقوم بأنشطة إرهابية وتستخدم القوة"، لافتا إلى أن "هذا يعد السبيل الوحيد للقضاء عليهم، مع ضرورة أن يعكف المجتمع الدولي على التعاطي مع البعد السياسي المرتبط بالبيئة التي تمكنوا عبرها من كسب المزيد من الأراضي، والتأكيد على أن الإسلام ليس له صلة بما يرتكبوه من جرائم". وبشأن العلاقات المصرية الأميركية، قال شكري إن هذه العلاقات "لم تصب يوما بتصدع"، مشيراً إلى أن مصر من جانبها "واصلت دوماً تعاونها العسكري مع أميركا، أما بشأن تعليق الولاياتالمتحدة إرسال بعض المساعدات العسكرية الى مصر فإن ذلك شأن تسأل فيه الإدارة الأميركية"، مشيراًُ إلى أنه "يتم حاليا العمل على إعادة العلاقات إلى طبيعتها وتسوية قضية المساعدات العسكرية، حيث أن مصر مهتمة بالحفاظ على تعاونها القوى مع الولاياتالمتحدة". وأعرب شكري عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة "أدركت أن ما جرى في مصر كان انعكاساً لإرادة الشعب المصري، وأن مصر مضت على طريق الديموقراطية عبر صياغة دستور جديد وإجراء استفتاء عليه وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة تم مراقبتها دوليا".