يصف خبراء سويسريون بورصة طهران بفقاعة قد تتحول إلى قنبلة موقوتة ستنفجر في موعد يستحيل توقعه الآن. وهذه القنبلة مزروعة تحت العقارب الرئيسة لبورصة طهران التي ما زالت تراهن نحو الأعالي، معطية مكافآت مالية ضخمة لكل من يجرؤ على الاستثمار في أسهمها. واعتبر محللون سويسريون أن تألق أداء مؤشر «تيبيكس»، الذي يقع عليه ثقل بورصة طهران ويحتضن أسهم 340 شركة غاب عنها المستثمرون الغربيون، عجيبة تتميز بقواعد متناقضة، فكلما غرق الاقتصاد الإيراني نتيجة العقوبات الغربية، ارتفعت قيمة المؤشر. ولا تكترث بورصة طهران بما يجري حولها من أحداث مالية وطنية دموية، ومنها تجاوز التضخم المالي سقف 20 في المئة ناهيك عن ارتفاع معدل البطالة وتراجع الصادرات النفطية، التي تعد أحد الشرايين المالية الرئيسة للحكومة، نحو 50 في المئة وانهيار الريال في شكل مرعب. بل على العكس، تتعزز قيمة بورصة طهران يوماً بعد يوم منذ ثلاث سنوات، وها قيمة مؤشر «تيبيكس» تصل إلى نحو 35 ألف نقطة، كما ارتفعت خلال الأشهر الأربعة الأخيرة 44 في المئة، وخلال السنوات الأربع الماضية نحو 340 في المئة. أما لجهة الرسملة، فتضاعفت ثلاث مرات منذ 2006 إلى 120 بليون دولار. وينجح خبراء سويسريون في تحليل تركيبة بورصة طهران جزئياً، أما البارومترات الرئيسة التي ترفع هذه البورصة، فمعظمها مجهول المصدر حتى الآن. والصحيح أن العقوبات الخارجية ضعضعت الإيرانيين، بيد أن شركات عدة تمتلك الحكومة الإيرانية حصة بارزة فيها، تستغل هذا الحظر الغربي لتلبية حاجات الأسواق الداخلية من خدمات ومنتجات. ومن هذه الشركات شركة «مباركه ستيل كوربوريشن» التي تنتج الفولاذ من معدن يُستخرج في وسط إيران، و «بندر عباس أويل ريفايننغ كوربوريشن» التي تحول النفط الإيراني إلى وقود للسيارات الإيرانية، و «كهردومالو» التي قفز سعر سهمها في الربع الأخير العام الماضي 67 في المئة. أما تدهور الريال في الساحات الدولية فأضحى مصدر رزق لشركات تدرج أسهمها في بورصة طهران، فزادت تنافسيتها مقارنة بالشركات الأجنبية بما أنها تعمل على بيع منتجات بأسعار أرخص للأسواق الداخلية، فشراء المنتجات الأجنبية عملية تحتسب لها الشركات الإيرانية ألف حساب، مفضلة ما هو محلي. وفي ما يتعلق بالمستثمرين الإيرانيين، فنقل أموالهم إلى الخارج أصبح مستحيلاً بسبب العقوبات التي طاولت القطاع المصرفي الإيراني. وأفاد مراقبون مصرفيون في سويسرا بأن فقاعة تحيط بورصة طهران منذ أكثر من عامين، وهي مهددة بالانفجار في أي لحظة، وفي حال حصل ذلك فستشهد إيران كارثة مالية أسوأ من تلك التي عصفت بروسيا عام 1998، وبالأرجنتين عام 2001، بينما ستكون التداعيات موجعة جداً على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد. وعلى رغم كل التحاليل المالية السويسرية وغيرها التي تصف البورصة الإيرانية بالقنبلة الموقوتة، يواصل مؤشر «تيبيكس» ارتفاعه الجنوني، ومع أن البورصة تحولت إلى فقاعة، إلا أنها فقاعة شجاعة وصلبة وقادرة على تحدي أعظم التحاليل المالية الغربية «المنطقية».