حوّل الكاتب التلفزيوني السوري عدنان العودة مسلسله «حبة حلب» إلى اللهجة العامية الشامية بعد «تعذر التصوير في مدينة حلب، وعدم وجود أماكن بديلة في دمشق، ولصعوبة تنفيذ مكان مشابه بالديكور»، كما قال الكاتب. يأتي ذلك بعدما تعرضت حلب، العاصمة الاقتصادية لسورية، لدمار كبير نجم عن حدة المعارك فيها بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة منذ الصيف الماضي. وقال العودة: «في الفترة الماضية عالجت النص بالتنسيق مع باسل الخطيب، المخرج الجديد للعمل». وأضاف: «لم يخسر المسلسل شيئاً من قيمته الفنية. كما بقي المناخ السياسي وحضور المكان والغناء وحالة التعايش السوري والحفاظ على النسيج المجتمعي». وأشار إلى أن «ميزة الحكاية والمعالجة يمكن أن تتحقق في أي مدينة سورية، فالمسلسل كان عن حلب ولبس لباساً حلبياً، والآن هو عن دمشق ويرتدي لباساً شامياً». ورأى أن «الحكاية يمكن أن تقع في المدينتين، مع فارق أن لكل منهما نكهتها. أما المعالجة وبنية الشخصيات ومقولات العمل فبقيت على ما هي عليه». وعن مسلسله الذي لم يضع عنواناً جديداً له قال الكاتب: «باختصار العمل هو تحية لدمشق وحلب ولكل سورية التي نريد أن تبقى محافظة على نسيجها الاجتماعي. لم تعد السياسة وحدها فن الممكن، صارت الدراما السورية ايضاً فن الممكن». يذكر أن المسلسل كان بعهدة المخرجة رشا شربتجي قبل أن يؤول إلى الخطيب، وتتصدى لإنتاجه مؤسسة حكومية هي «مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني» عن رواية الكاتب السوري قحطان مهنا «وداد من حلب»، وهي الرواية الوحيدة لكاتبها، صدرت عام 2010 في نحو خمسمئة صفحة، وتتناول حقبة طويلة من تاريخ حلب وسورية، تمتد من أربعينات القرن العشرين إلى نهاياته. وتتطرق الرواية إلى الواقع الاجتماعي والسياسي الذي كان سائداً، وكذلك فترة الانقلابات العسكرية والصراعات السياسية والحزبية، إضافة إلى التكوين الاجتماعي الغني للمدينة، مسلطة الضوء على جانب من حياة اليهود فيها. أما الشخصية الأساسية في الرواية فهي وداد، يهودية من حلب، تهاجر إلى الولاياتالمتحدة، ومن شدة إخلاصها لمدينتها، تصر على أن يكتب على قبرها: وداد من حلب.