غادر الخرطوم عصر أمس إلى أديس أبابا الرئيس السوداني عمر البشير للقاء نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت، اليوم الجمعة، قبل مشاركتهما في قمة للاتحاد الأفريقي، في محاولة لحل عقدة المفاوضات المتعثّرة بين البلدين حول الأمن والنزاع على منطقة أبيي واستئناف تصدير النفط الجنوبي عبر السودان. وسيشارك البشير في قمم الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» وقمة خطة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا «نيباد» وقمة الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن الأفريقي حيث سيتم التركيز على تطورات الأوضاع في السودان وجنوب السودان والصومال. وحض وزراء خارجية دول هيئة «إيغاد» في أديس أبابا دولتي السودان وجنوب السودان على تسوية ما تبقّى من قضايا عالقة بينهما منذ انفصال الجنوب وتأسيسه دولة مستقلة. في غضون ذلك، أعلنت وزيرة التنمية الدولية البريطانية لين فيذرستون عزم بلادها إعفاء ديون المملكة المتحدة على السودان البالغة بليون دولار، لكنها رهنت ذلك بإحراز تقدم حقيقي في شأن معالجة نزاعاته الداخلية «وأن يبيّن السودان أنه سيستخدم إعفاء الديون لزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم». ونفت الوزيرة البريطانية خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم في اختتام زيارتها البلاد أن تكون بلادها موّلت أية أنشطة لتحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» لإطاحة نظام الرئيس عمر البشير. لكنها أعربت عن قلق بلادها من استمرار النزاعات في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وحضت كل الأطراف على الدخول في محادثات مباشرة غير مشروطة حول القضايا السياسية والإنسانية على حد سواء. وحضت الحكومة السودانية على إتاحة مقدار أكبر من حرية الإعلام وحرية التجمع السلمي للأحزاب السياسية والمجتمع المدني حتى يتسنّى لجميع السودانيين أن يعبّروا عن رؤاهم حول الاتجاه الذي يمضي إليه مستقبل السودان. وأعربت عن قلق بلادها في شأن الخطوات التي اتخذت بإغلاق المراكز الثقافية السودانية واعتقال السياسيين، مؤكدة أن المسؤولين البريطانيين يحضون الحركات المسلحة على المشاركة في الحوار السياسي من دون أية شروط مسبقة، باعتبار أنه لا يوجد ولا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لمشاكل السودان.